بيروت ـ عمر حبنجر
كشف حزب الله انه لا يعتبر نفسه معنيا بطلب المدعي العام الدولي دانيال بلمار من الحكومة اللبنانية معطيات السيد حسن نصرالله على تورط اسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الآخرين تبعا لموقف عدم الثقة بالمحكمة الدولية.
على ان فريقا في الحزب قال ان المعطيات تسلم للحكومة ولها ان تتصرف، فيما دعا حلفاءه في الأحزاب الوطنية الى تشكيل محكمة لبنانية خاصة للنظر بهذه المعطيات، التي تفترض التحقيق مع إسرائيليين.
وتعقيبا قالت مصادر في أمانة 14 آذار لـ «الأنباء» ان طلب بلمار معطيات نصر الله، أحرجت الحزب بينما كان المطلوب العكس.
وفي رأي هذه المصادر ان الحزب أراد التمهيد منذ الآن لتبرير وجود عناصر له على مقربة من مسرح الجريمة يوم 14 فبراير 2005، وفق معطيات لجنة التحقيق الدولية، وهنا يقول الحزب بحسب هذه المصادر ان عناصره كانت تطارد العميد العميل غسان الجد، الذي شوهد في المكان كما أكد السيد نصرالله قبل يوم من الجريمة.
وزادت مصادر 14 آذار بالقول ان الجهات العربية المعنية أظهرت رفضها المساومة على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهو الموقف عينه للرئيس سعد الحريري، بحسب العناصر عينها.
وفي هذا السياق، قالت «الأخبار» ان الرئيس ميشال سليمان الذي يجري اتصالات واسعة لإبعاد التوتر عن الساحة اللبنانية، يواجه معضلة تتمثل في ان فريق 14 آذار يرى ان طلب بلمار الحصول على المعطيات التي كشفها الأمين العام لحزب الله يعفي الحكومة اللبنانية من أي دور في ملف المحكمة الدولية، فيما حزب الله وحلفاؤه مصرون على ان تأخذ الحكومة اللبنانية المبادرة الى التدقيق في المشاكل التي اعترت عمل المحققين الدوليين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من حزب الله ان موقف الحزب من طلب بلمار الحصول على معطيات نصرالله واضح منذ التاسع من أغسطس عندما أكد ان الحزب لن يتعاون مع المحكمة الدولية التي لا يثق بها، لكنه مستعد لتزويد السلطات اللبنانية وأي جهة تحقيق موثوقة بما لديه.
الى ذلك ذكرت مصادر 8 آذار انها تخشى ان يكون طلب بلمار المعطيات التي أعلنها السيد نصرالله محاولة لتعزيز مصداقية المحكمة الدولية.
بيد ان عضو المكتب السياسي لحزب الله غالب أبوزينب قال أمس ان الحزب لا يريد شيئا ولا يخاف من المحكمة، انما يخشى على لبنان والمنطقة من الاستخدام الأميركي ـ الإسرائيلي للمحكمة من أجل اغراض سياسية.
وتساءل أبوزينب عما اذا كان بلمار سيجرؤ على فتح تحقيق أو توجيه اتهام لإسرائيل؟ علما ان أبوزينب أكد على ان حزبه لا يتعاطى مع المحكمة الدولية، بل السلطات اللبنانية هي التي يتعاطى معها، مشيرا الى رفض اسرائيل التوقيع على المحكمة ذات الطابع الدولي، مؤكدا ان اتهام عناصر في حزب الله هو نفسه اتهام للحزب والنتيجة واحدة.