أكدت مصادر فلسطينية في مخيم عين الحلوة، ان تنظيم «فتح الاسلام»، لم يختر خليفة لأميره المقتول عبدالرحمن عوض، خلافا لما ذكرت بعض الصحف الخليجية، وان اسامة الشهابي الذي قيل انه اختير خليفة لعوض موقوف في احد السجون اللبنانية لقيامه بأعمال ارهابية. المصادر قالت ان عدد عناصر فتح الاسلام الباقين في حي الطوارئ بالمخيم، وهم من أقارب عوض ولا يزيد عددهم على 90 شخصا، وان مباحثات تجري بينهم وبين «عصبة الانصار» المسيطرة في هذا الحي من المخيم للانضمام اليها، وبالتالي حل تنظيم فتح الاسلام في لبنان.
وحتى جلاء مصير التنظيم، يبقى مقتل أمير فتح الاسلام عبدالرحمن عوض في ساحة شتورا بعد استدراجه من مخيم عين الحلوة رهن لعدة تساؤلات:
1 - هل كانت العملية الامنية التي نفذتها مخابرات الجيش معدة لتوقيف عوض حيا وقتل لأسباب «ميدانية» بعدما اكتشف انه وقع في «الفخ» وبادر الى استخدام سلاح في حوزته؟! أم يمكن الحديث عن خطأ تنفيذي حصل في مكان ما وأدى الى حسم الامر على هذا النحو؟
مهما يكن من أمر، فإن مقتل عوض شكل انجازا أمنيا للجيش ومخابراته في سياق حرب مفتوحة مع فتح الاسلام منذ معارك نهر البارد، وقوبل بثناء أوساط ديبلوماسية عربية واوروبية مهتمة ومعنية بـ «مكافحة الارهاب».
2 - من يخلف عوض في امارة فتح الاسلام في عين الحلوة؟
عبدالرحمن عوض والملقب بـ «أبومحمد شحرور» كان أحد أبرز المطلوبين للعدالة اللبنانية لأنه واحد من اخطر الارهابيين في مجموعة «فتح الاسلام» المرتبطة باغتيالات وعمليات كثيرة بينها اغتيال اللواء فرنسوا الحاج وتفجيرات ضد ناقلات الجيش في طرابلس، كان عوض يعتبر خليفة «شاكر العبسي» وشريكا لـ «عبدالغني جوهر» وينتمي الى مجموعتهما غازي عبدالله الملقب بـ «أبوبكر مبارك» الذي قتل مع عوض في شتورا، ويعتبر العقل التنفيذي في العمليات الارهابية اعدادا وتفجيرا، فيما يعتبر جوهر العقل المدبر والرأس المخطط. ولكن تبرز اسماء اخرى مثل ماجد الماجد وتوفيق طه ونعيم عباس «أبو اسماعيل» (نفذ عملية اغتيال اللواء الحاج) ومحمد احمد الدوخي (خردق)، ولكن الاسم الابرز هو اسامة الشهابي المرشح لخلافة عبدالرحمن عوض أميرا لـ «فتح الاسلام». الشهابي الملقب بـ «أبو الزهراء» (فلسطيني مواليد 1972، مخيم عين الحلوة) يعتبر العقل الديني لتنظيم «فتح الاسلام» ويعطي عناصر التنظيم دروسا دينية، كما يصدر فتاوى دينية تحض على الجهاد وتكفير الانظمة.
3 - كيف سترد «فتح الاسلام» على اغتيال عوض؟
الوضع في مخيم عين الحلوة هادئ ولم يتأثر بمقتل عوض ولم تسجل فيه أي مظاهر توتر، ذلك ان تنظيم فتح الاسلام لا يشكل حالة سياسية ـ شعبية وانما هو تنظيم أمني ارهابي محدود (40 عنصرا)، يمارس عمله من خلال خلايا ومجموعات صغيرة، واذا كان من رد فإنه سيكون أمنيا وانتقاميا عبر عملية تفجير أو اغتيال.
ولكن قدرة «فتح الاسلام»، على تنفيذ عمليات ارهابية باتت محدودة كونها موضوعة تحت رقابة مشددة وأصابها التشتت والتضعضع، يضاف الى ذلك ان حركة فتح اتخذت اجراءات أمنية مشددة لضبط الوضع في مخيم عين الحلوة وهي التي باتت لها سيطرة أقوى على الارض بعد تسلم محمد عيسى «اللينو» قيادة الكفاح المسلح من العقيد منير المقدح، في حين ان سيطرة عناصر «فتح الاسلام» تنحصر في منطقة «حي الطوارئ» و«حي الصفصاف» عند تخوم المخيم وعلى مقربة من «حي التعمير» المنطقة العازلة بين الجيش والمخيم.