بيروت ـ عمر حبنجر
حرارة المناخ السياسي الداخلي في لبنان مرتبطة بالاطلالة الجديدة المقررة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم.
الانطباع العام ان السيد نصرالله لن يخرج في خطابه المنتظر عن حدود مظلة التهدئة الداخلية التي نشرها لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس ميشال سليمان في بيروت، لكنه يبدو من تصريحات لوزير الزراعة عضو حزب الله حسين الحاج حسن ان موضوع شهود الزور الذي بات قضية حزب الله في هذه المرحلة سيكون ضمن العناصر الاساسية في خطاب نصرالله، اضافة الى القرائن والمعطيات التي قدمها للحكومة وعبرها الى المدعي العام الدولي والمتعلقة بتورط اسرائيل في الجريمة.
ولوح الحاج حسن بـ «خطوة تالية» اذا لم تكن اجوبة الوزير نجار واضحة في موضوع الشهود، لكن ثمة نافذة ضوء فتحتها زيارة المعاون السياسي للامين العام الحاج حسين خليل الى رئيس الحكومة سعد الحريري، لابد من ان تترك اثرا مهدئا على خطاب نصرالله وموقفه في ضوء تزايد الحديث عن لقاء مرتقب بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله.
تحكيم
رئيس الحكومة سعد الحريري وفي خطابه الرمضاني اليومي تطرق امس الى مشكلة الكهرباء، معتبرا ان النزول الى الشارع لا يحل المشكلة، انما الحل هو باقرار الموازنة (العالقة في مجلس النواب).
واضاف قائلا: ان لبنان يعاني الآن من كثرة الكلام السياسي، ونحن على ابواب مستجدات اقليمية عديدة والحكمة تستدعي تحكيم العقل والمنطق وعدم الذهاب بعيدا بالكلام العالي، واعتبر ان الاستقرار مسؤولية الجميع والتهدئة هي الباب الذي يوفر عناصر الاستقرار ويضع حدا للتشنج.
وتوجه الحريري الى الحضور من فعاليات محافظة البقاع بالقول: نحن معكم، وسنواصل السير في هذا الخط وسنقفل الآذان بوجه اي كلام يسيء الى المصلحة العامة.
رئيس الحكومة التقى مساء اول من امس في قريطم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بحضور الوزير غازي العريضي، ووصف جنبلاط اجتماعه مع الحريري بالايجابي والممتاز، وقال انه لمس لدى الرئيس الحريري اصراره على اهمية الحوار والتهدئة، مشيرا الى ان البحث تناول كل المسائل المطروحة، لافتا الى ان الرئيس الحريري مستوعب لاهمية الحوار مع كل الفرقاء والتهدئة والتماشي مع التلاقي السوري ـ السعودي.
ولقاء معاون نصرالله
وذكرت صحيفة «السفير» ان الحريري التقى في الليلة عينها المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين خليل للمرة الثالثة في غضون الشهر، وجرى التطرق للتطورات الداخلية والخارجية.
متابعة حثيثة
من جهته وزير الزراعة حسين الحاج حسن (حزب الله) اكد متابعة الحزب الحثيثة لموضوع شهود الزور، معتبرا في تصريح له امس ان اشارته إليهم على طاولة مجلس الوزراء لم تكن من اجل الاستعراض السياسي والاعلامي انما من اجل معرفة كل الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع.
وقال الحاج حسن ان الحزب لن يسمح بتمييع الملف الذي أحيل إلى وزير العدل ونحن نريد اجوبة واضحة عن الأسئلة التي طرحناها وفي ضوء طبيعة الاجوبة نحدد الخطوة التالية واصفا تصريحات نواب المستقبل النافية لوجود شهود زور بأنها تنم عن استخفاف غير مسؤول، مؤكدا وجود وقائع ثابتة في هذا المجال.
وفي السياق عينه قال النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة ان المقاومة جاهزة لمواجهة كل تحريف او تضليل في قضية اغتيال الرئيس الحريري لافتا الى انه لم يعد مسموحا لمن بنوا في الماضي سياساتهم على اتهامات باطلة بان يسعوا الى ذلك مرة اخرى.
صقر يفتح ملف ابوعدس
من جهته، النائب عقاب صقر عضو كتلة المستقبل وتعقيبا على حملة المعارضة في موضوع من يوصفون بشهود الزور، دعا الى وجوب معرفة من هم الشهود الحقيقيون ومن هم الذين شهدوا زورا وذلك من خلال تتبع خيوط اساسية في هذه القضية، وفي طليعتها ملف ابوعدس الذي ان صح ان اسرائيل ضالعة في الجريمة يكون ابوعدس اكبر مضلل وشاهد زور.
وتساءل صقر مجددا كيف يمكن ان يكون ابوعدس منتميا الى القاعدة التي تبرأت منه في حينه؟ ودعا صقر الى اعادة فتح ملف ابوعدس، والتحقيق لمعرفة هويته وكيف وأين سجل ذلك الشريط الذي يعترف فيه بالمسؤولية عن الجريمة وبأي طريقة وصل هذا الشريط الى وسائل الاعلام.
وعندما تتضح خيوط «ابوعدس» قال النائب صقر ننتقل الى البحث بملف محمد زهير الصديق وغيره من الشهود.