بيروت ـ أحمد منصور
أكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة ان السلاح لا يمكن ان يؤدي او يوصل الى اي مكان، معتبرا انه لعدم تكرار حادثة برج أبي حيدر يفترض ان يكون هناك قرار سياسي وعلى أعلى المستويات من ان السلاح لا يوصل الى اي مكان، داعيا الى التمسك بالحوار والتفاهم والتلاقي بين الأطراف كي لا تقع مثل هذه الحوادث والمشاكل، مشددا على ان السلاح لم يضع الحل في العالم عبر التاريخ، فكل الناس تحاربت وتقاتلت، ولكن بالنتيجة تحاوروا.
وقال طعمة في حديث لـ «الأنباء»: «ان القوى الأمنية تقوم بدورها في تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي، وعند وقوع هكذا حوادث واشكالات نراها تتحرك وتأخذ دورها ومهامها وتبسط سيادتها على الأرض وتفرض الأمن، ولكن تضطر في بعض الأحيان الى اتخاذ اجراءات معينة كي لا تكون هدفا او يلحق الأذى بعناصرها حفاظا على أرواحهم الذين هم أبناؤنا وأهلنا».
وحذر طعمة من النوايا الاسرائيلية العدائية تجاه لبنان لضرب وحدته واستقراره وتخريب التعايش الذي هو تاريخ لبنان وعظمته، مشيرا الى ان اللبنانيين هم أهل لمواجهة هذه العدوانية الاسرائيلية ومؤامراتها التي تحيكها تجاه أمتنا العربية والمنطقة. ولفت طعمة الى ان جبل لبنان هو نموذج للوحدة الوطنية اللبنانية والعيش المشترك، موضحا انه يضم معظم الطوائف الاسلامية والمسيحية بمختلف مذاهبهما، مشددا على التآلف والتعاون والمحبة والاخوة التي تسود المنطقة ويمارسها أهلها بشكل يومي بعيدا عن الانتماءات الدينية.
وقال: «نحن في الجبل، في المختارة ودير القمر وغيرها كنا ندخل الكنيسة ونحن على مقاعد الدراسة مسلمين ومسيحيين لنصلي معا، وكنا لا نفرّق بين هذا وذاك فالجميع هم اخوة وأبناء بلدة ومنطقة واحدة»، مشيرا الى ان تلك المميزات واللحمة قد تكون ممارسة ومتوافرة في الجبل أكثر من مناطق أخرى تطغى عليها الطائفية والمذهبية والتي هي غير موجودة في قلوب أبناء الجبل، خصوصا أبناء الشوف، وقال: «ان الدليل على ذلك يبرز من خلال المصالحات التي جرت بعد الحرب والاقتتال الذي لم يكن اللبنانيون سببه، بل اسرائيل التي افتعلت المذابح والمجازر في الجبل والمناطق اللبنانية الأخرى، وان المصالحات عمت معظم قرى وبلدات الجبل وسادها التسامح»، مشددا على انها علامة المحبة التي تعلمنا اياها الأديان، داعيا الى تكريس المصالحات وطي صفحة الماضي وتعزيز الوحدة والتعاون بين أبناء وأهالي الجبل، مؤكدا ان وحدة لبنان هي من وحدة الجبل، وان الجبل ركن أساسي للبنان في تاريخه ورسالته ومسيرته.
وتطرق طعمة الى موضوع توقيع بروتوكول التفاهم بين لجنتي المقيمين والعائدين في بلدة بريح (قضاء الشوف) يوم السبت الماضي في قصر بيت الدين، في حضور ورعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، فاعتبره خطوة مهمة على طريق اتمام المصالحة في هذه البلدة وخاتمة لملف عودة المهجرين في قضاء الشوف.
وأضاف: «انها خطوة مباركة، وهي جاءت نتيجة مساع وجهود حثيثة شاركت فيها منذ أعوام، بالتعاون مع جميع المسؤولين والفعاليات الروحية والمدنية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية والزعيم وليد جنبلاط والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ووزراء المهجرين المتعاقبون».
وتمنى طعمة نظرا لأهمية الموضوع ان تكون بريح نموذجا يحتذى لتكريس مسيرة التعايش المشترك وتعزيز السلم الأهلي، وإعادة ترميم العلاقات الاخوية بين أهالي البلدة الواحدة لتعود قرانا وبلداتنا في الجبل الى سابق عهدها من التآلف والمحبة والوئام وتثبيت المقيمين والعائدين.
وختم طعمة بالتأكيد على أهمية الدعم العربي للبنان وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي قدمت الكثير مع دول الخليج لإنهاض وتعزيز وحدة لبنان ودوره في المنطقة.