بيروت ـ اتحاد درويش
اعرب عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي عن ارتياح الحزب للمواقف التي ادلى بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى صحيفة «الشرق الاوسط» والذي اقر فيها بوجود شهود زور ضللوا التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واساءوا اليه والاعتراف بارتكاب خطأ جسيم في حق سورية عبر اتهامها سياسيا بالجريمة.
ورأى قماطي في تصريح لـ «الأنباء» ان مواقف الرئيس سعد الحريري هي بمثابة انقلاب وخطوة جريئة وشجاعة وتضع حدا لكل الذين يتلاعبون في الموقف السياسي ويحاولون الدفاع عن شهود الزور وبالتالي نفيهم وجود شيء اسمه شهود زور، لافتا الى ان هذه المواقف للرئيس الحريري من شأنها ان تصب في خانة البدء ولو متأخرا، في وضع الخطاب على السكة الصحيحة في موضوع التحقيق الدولي ومتابعة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال: لقد تأكد اليوم ما اتت به شهادات الزور من كوارث وطنية على الرئيس سعد الحريري قبل غيره، مشيرا الى ان مواقف الاخير من شأنها خلق المزيد من اجواء التهدئة والتفاهم حول القضايا الخلافية في لبنان والابتعاد عن الاجواء السلبية التي تأتي مع الرياح الدولية ومع رياح لعبة الامم عبر المحكمة الدولية.
واذ اشاد قماطي بالمواقف التي ادلى بها الرئيس سعد الحريري، ثمن عاليا هذا التطور الايجابي الذي يمكن البناء عليه في المستقبل نحو علاقة مستقرة لا تشوبها شائبة مع الرئيس الحريري وتيار المستقبل، لافتا الى ان لقاء الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله بات ممكنا في اي وقت.
وقال قماطي انه وبغض النظر عن الاسباب التي حملت الرئيس الحريري على الاعلان عن هذه المواقف فإن هذا الامر يعتبر خطوة مهمة من قبله ويشكل عاملا مساعدا واساسيا في موضوع الوصول الى نتائج في محاكمة ومعاقبة شهود الزور الذين ادلوا بإفادات كاذبة امام لجنة التحقيق الدولية ومن يقف خلفهم في هذه الجريمة الكبرى، لافتا الى ان ملف شهود الزور الذي بات في يد وزير العدل يجب ان يأخذ مجراه وفعاليته للوصول الى نتائج في هذا الملف.
ورأى قماطي ان على الفريق السياسي الذي يمثله الرئيس الحريري وكتلته النيابية وتيار المستقبل الانسجام مع مواقف رئيس تيارهم وان يتناغموا معها واعتباره انه يتصرف بطريقة مسؤولة، معتبرا ان الرئيس الحريري يعلم الابعاد المحلية والاقليمية لهذه التصريحات التي تؤكد على العلاقة بين الرئيس الحريري وسورية خصوصا بعد المبادرة العربية الاخيرة.
واذ كرر القول ان الرئيس الحريري يعلم ابعاد هذه المواقف اقليميا وعربيا، رأى انها ستؤدي الى تمتين العلاقة مع سورية وتكريسها وتعزيزها، وان هذه المواقف هي خطوة اولى كانت سبقتها بعض التسريبات حول موضوع القرائن التي قدمها السيد نصرالله تجاه اتهام اسرائيل، كاشفا ان هذه التسريبات جاءت ايجابية ووصلت الى حد ان الرئيس الحريري سرب عنه انه قال «اذا رفضت اسرائيل التجاوب مع التحقيق الدولي فإنها ستعتبر مدانة بالنسبة اليه في جريمة الاغتيال»، ولفت الى ان هذا الموقف المتقدم والايجابي للرئيس الحريري لا يمكن فصله عن ملف شهود الزور وعن ملف القرائن التي تتهم اسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واكد ان هذا الامر اعطانا دفعة من الامل كبيرة بأن امكانية التفاهم حول هذه الملفات هي امكانية كبيرة.