بيروت ـ عمر حبنجر
التهدئة المحمية بالتفاهمات السورية ـ السعودية لم توقف حالة الفرز السياسي المتسارعة في لبنان، ولم تخفف من سخونة السجالات او تفتح ثغرة في جدار العلاقات الداخلية المسدود، ففي الوقت الذي واصل حزب الله الدفع بقضية «شهود الزور» الى الامام استباقا لقرار الاتهام الدولي، طرحت قوى 14 آذار شرطا مقابلا على الحزب بابداء الاحترام للمحكمة الدولية واعلان الثقة بها، وفيما توجه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بخطاب الى شباب التيار في احتفال ملعب جونيه وبمشاركة كبيرة من تيار المستقبل، جاءه الرد من العماد عون شخصيا ثم من فريقه بالتذكير بتاريخه.
ففي اطار جولاته المفتوحة على المناطق المسيحية، زار العماد ميشال عون بلدات جزين وبكاسين ومسقط اجداده المكنونية وحضر قداسا بعيد شفيعة المنطقة القديسة نقلا، والقى كلمة حادة تناول فيها شهود الزور والمتعاملين مع اسرائيل من باب الاصرار على محاكمة الاول، وتبرير افعال الآخرين، محملا السلطة مسؤولية تركهم تحت رحمة الاحتلال. ونبه عون اهالي جزين الى مخاطر الوقوع في اغراء بيع الارض، مذكرا بما كان من حال الفلسطينيين. وفي تبرير للتعامل مع اسرائيل، قال عون: لا يمكن ان يوضع شعب مدة 25 عاما تحت الاحتلال وبالخيارات الصعبة التي فرضت عليه، ومن ثم تجري محاكمته بعد التحرير، ليس من حق احد محاكمة شعب، المحاكمة هي للحكام الذين لم يقدموا لهذا الشعب اي خيار آخر.
واضاف: العمالة لها عدة وجوه، العمالة بالاهمال وترك الناس مضعفين ولمصيرهم المجهول.
وتطرق الى موضوع «شهود الزور» الذي تتبناه المعارضة بوجه المحكمة الدولية، وقال ان شهود الزور معطون الحصانة اليوم، وما من احد يريد محاكمتهم وهم يستعملونه ذهابا الى محاكمات ثأرية وليس لتطبيق العدالة.
الرد على «الصيصان»
وأكد عون ان «الصيصان» الذين فرخوا حديثا في عالم السياسة، يدعون ان المعارضة اخترعت شهود الزور، واضاف: بالوقاحة والكذب صاروا متحكمين بالقضاء وبقرارات الدولة، والحكم فاسد ومال الدولة يصرف اليوم دون مراقبة ودون حسيب، لكن الحق عليكم انتم الشعب لاسترخائكم وعدم التعاطي معهم كرجال فاسدين، وكل ولد يولد على الارض اللبنانية عليه فاتورة دين بقيمة 15 الف دولار.
وتطرق عون الى جهاز المعلومات في الامن الداخلي القابض على القيادي في تياره والقريب منه فايز كرم المعترف بالتعامل مع اسرائيل، واصفا اياه بالجهاز الامني غير الشرعي والعصابة المسلحة تعمل خارج المراقبة القضائية، ونحن مجبرون على السكوت والا اتهمونا بالمذهبية، لكن المذهبية لا تقول هذا، ونحن لا نخاف التعصب المذهبي ان اثرتموه او لم تثيروه.
ليس حكيماً ولا دكتوراً
وفي رده على الخطاب الذي القاه رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، قال العماد عون: البعض ينسون تاريخهم احيانا، تاريخ اجرامهم، تاريخ السرقات، لقد وصلنا الى عهد الانحطاط، صار بدنا نتشكى امام بوليس الاخلاق، لا نريد الشكوى امام القضاء لأن بعضه «ارذل» من هؤلاء الوقحين والكذابين. وقال: سنة 2005 زرت السيد جعجع في سجن اليرزة، اقول السيد ولا اقول الدكتور، لأنه ليس حكيما وليس دكتورا بالطب، وكررت امامه ما قلته عند وصولي الى مطار بيروت اني اريد فتح صفحة جديدة مع كل الفرقاء.
واضاف: لكنه رفض الانضمام الينا في الانتخابات، وانضم الى الكتائب وقرنة شهوان والحلف الرباعي، لقد ظنوا ان بوسعهم عزلي، لكنهم فشلوا ولم نسقط بالانتخابات.
وعن انتصار الحقيقة، قال: احيانا يدفع الانسان حق الشهادة حياته، وربما يعيش المؤرخون من ريع نشره لاحقا. وقال: نحن سننتصر على الشر المتحكم ببلادنا، ونحن غيرنا المجرى السياسي للشرق الاوسط، وابواب الجحيم لن تقوى علينا. وانتقد عون بشدة مجلس الامن والمجتمع الدولي، وقال: عام 2003 شنت الحرب على العراق تحت شعار اسلحة الدمار الشامل، واليوم نرى نتائجها ملايين الايتام والمهجرين ونحن مليون شهيد، اضافة الى انتهاء المسيحيين بالعراق، وطلعت القصة قائمة على كذبة اميركية، فهل من حاسب بوش؟ لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي ومجلس الامن ضد «ملك الكذبة» بوش؟ وخلص الى القول انهم ـ اي المجتمع الدولي ـ يريدون قتل المقاومة في لبنان الواقفة حجر عثرة بوجه اسرائيل ووجه قراراتها واخطرها توطين الفلسطينيين.