بيروت ـ اتحاد درويش
فيما ينتظر ان تسفر الاتصالات الداخلية عن وضع حد للأزمة الناشئة انطلاقا من قضية شهود الزور، فإن السخونة في الحوار السياسي بقيت مضبوطة تحت سقف التهدئة، على الرغم من استمرار مواقف الافرقاء على حالها بانتظار المساعي العربية للخروج من الوضع القائم. وفي هذا الإطار اعلن نائب حزب الله علي فياض ان المبادرة باتت بيد تيار المستقبل لأن طريق المعالجة واضحة والاوضاع لم تعد تحتمل ألوانا رمادية. لافتا الى ان لبنان يمر في مفصل دقيق وان تيار المستقبل مطالب بأن يحدد خياراته بصورة حاسمة.
الخطوط الحمراء
وأمل فياض في تصريح لـ «الأنباء» ان تعود الأمور الى مجاريها الطبيعية وان تثمر الاتصالات الجارية عن نتائج تصنع حدا للازمة القائمة على خلفية ملف شهود الزور ورأى ان التصعيد الذي يمارسه تيار المستقبل تجاوز كل الحدود وان لغة التحريض الطائفي تشكل لعبا بالنار.
وسأل ما الذي يمنع ان من فبرك ضد سورية ان يكون اليوم يفبرك ضد المقاومة؟ لافتا الى ان سورية والمقاومة والحلفاء في مقابل الاميركيين والاسرائيليين ما يعني ان المحكمة الدولية هي اداة في الصراع الدولي والاقليمي الدائر.
جوهر الإشكال
واوضح النائب فياض ان ملف شهود الزور والمحكمة الدولية موضوعان متصلان ببعضهما البعض، معتبرا انه لا يكفي الحديث عن وجود شهود زور فقط داعيا الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل الى فتح الملف قضائيا وكسر السيناريو المعد لاتهام المقاومة، واكد ان فتح هذا الملف هو حاجة حيوية والمدخل الى الاستقرار الداخلي لانه جوهر الاشكال الذي تدور حوله كل التفاصيل الأخرى. كما دعا الى تحول الموقف الكلامي للرئيس الحريري الى موقف عملي تعقبه خطوة قضائية لمقاضاة شهود الزور. مؤكدا اصرار حزب الله على متابعة ملف شهود الزور على أن ينتقل إلى الخطوة التالية وهي فرضية اتهام اسرائيل وحماية هذا المسار بمسار سياسي وقضائي.
وعن اتهام حزب الله بالقيام بعملية انقلاب في البلاد قال النائب فياض ان فريق 14 آذار يطلق شعارات ويمارس نقيضها ويتهم المعارضة باتهامات شتى، فيما يقوم هو بارتكابها من خلال تجاوزه القانوني لمؤسسات الدولة، ودعا من يتهم حزب الله بالانقلاب ان يحدد كيف انقلب الحزب على السلطة؟
مستغربا هذا المنطق السياسي وهذا الصنف من الاتهامات، واعتبر ان من يمسك بالسلطة هو أول طرف مطالب بأن يكون امينا على منطق السلطة وعلى حيادها ونزاهتها، ورأى ان ما شهدناه على مدى الأشهر الماضية هو نوع من التجويف لمعنى الدولة وحياد السلطة ونزاهة القضاء، لافتا الى ان بعض نواب في فريق 14 آذار أطلق مواقف تتناقض مع ثوابت السياسة الرسمية اللبنانية ومع ثوابت «الطائف» ومع منطق إغلاق ملف الحرب الأهلية، والمساواة بين سورية وإسرائيل على سبيل المثال.
الشحن الطائفي
وتابع النائب فياض متسائلا: أليست إثارة الفتن والمس بالاستقرار الأمني واستقرار المجتمع اللبناني جريمة يعاقب عليها القانون؟ ألا يعتبر ذلك مسا بالأمن الوطني اللبناني؟ ثم كيف لا يتحرك القضاء إزاء هذا الموضوع؟ مشيرا الى ان أخطر ما يواجه منطق الدولة هو المنطق الطائفي.
وأكد ان حزب الله لا يرد على منطق الشحن الطائفي لا بلغة طائفية ولا بمواقف طائفية ولا ينزلق الى هذا المنزلق، مشددا على ان الحزب يتمسك بالمنطق الوطني غير الفئوي بأبعاده السياسية والقضائية، محملا المسؤولية في ذلك الى تيار المستقبل الذي يعتمد نوابه ومسؤولوه لغة التحريض الطائفي، مشيرا الى الموقف الذي أعلنه أحد نواب تيار المستقبل (محمد كباره) من ان التصريح ضد المحكمة يخرجنا من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، مؤكدا ان هذا الطرح هو معادلة بائسة وخائبة، وأكد ان المقاومة ليست عرضة للمقايضة وهي خط أحمر، لافتا الى ان هذا الموقف أبلغ للجميع بما يحمل من أبعاد إستراتيجية.
هامش المناورة
وأوضح النائب فياض ان لحظة الحقيقة أقتربت وان لبنان يمر بمرحلة حساسة يضيق فيها هامش المناورة وان التكتيك لا يخدم أحدا، لافتا الى ان سيناريو اتهام حزب الله مازال قائما، داعيا المعنيين الى التعاطي بمسؤولية حتى لا ينجر لبنان الى وضع يدفع ثمنه الجميع، وأكد ان التصريحات النارية التي نسمعها من تيار المستقبل لا يمكن التصديق بأنها تجري بمبادرة فردية ولا يمكن لأحد أن يقنع نفسه بذلك على الإطلاق.