بيروت ـ عمر حبنجر
المشهد السياسي اللبناني محكوم بالترقب والمتابعة، ترقب جلسة مجلس وزراء الأربعاء وما سيئول إليه موضوع «شهود الزور» العالق في شباك التجاذبات السياسية، ومتابعة التحركات السياسية الخارجية من لنبان وإليه، مع عودة الرئيس ميشال سليمان من القمة الفرانكفونية في سويسرا، ولقاء الرئيس بشار الأسد بالنائب وليد جنبلاط في دمشق، ومن ثم لقاؤه المرتقب للرئيس السابق للحكومة عمر كرامي اليوم في إطار متابعته للاوضاع اللبنانية، ورغبة دمشق بمغادرة اصدقائها في لبنان المنطقة الرمادية، في مسألة المحكمة الدولية.
وقد مهد جنبلاط لزيارته هذه بتصريحات، تحذر من تأثيرات المحكمة الدولية على الاستقرار في لبنان.
وتناول لقاء الأسد ـ جنبلاط، آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وأهمية تضافر جهود جميع الفرقاء اللبنانيين للحفاظ على الهدوء وترسيخ الوحدة الوطنية بما يعزز نقاط القوة لدى لبنان في مواجهة التحديات التي قد تواجهه في المستقبل. على ما قالت وكالة الانباء السورية.
تصريحات العطري
وتعكس تصريحات رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الاخيرة، والتي وصف فيها قوى 14 آذار بـ «الهياكل الكرتونية» سعة المسافة الفاصلة بين دمشق وحلفائها في لبنان من جهة ورئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه في قوى 14 آذار، حول مآل المحكمة الدولية بمختلف مشتقاتها القانونية، بحسب مصادر 14 آذارية وقد تصدرت ردود فعل قوى 14 آذار على هذه التصريحات غالب النشاط السياسي الداخلي امس.
وفي خضم هذه الردود برز ما نقلته صحف قريبة من المعارضة عن رئيس مجلس النواب اثر لقائه الرئيس الاسد قوله انه تبلغ من الرئيس الاسد ان المساعي الهادفة الى ايجاد حل لمسألة المحكمة الدولية على خلفية الاتصالات العربية قد احدثت تقدما، وان على الفرقاء اللبنانيين ان يبقوا مستنفرين لايجاد حلول داخلية، خصوصا على صعيد القضاء الذي قد يشكل مدخلا للحل.
ويعني ذلك ان الجانب السوري يتوقع مقاربة للحل، بخلاف الانطباعات التي تولدها بعض التصريحات، القائلة بتأخير القرار الاتهامي الى مارس المقبل.
وبالعوده الى تصريحات رئيس وزراء سوريةناجي العطري، الذي نادرا ما يتحدث في المواضيع اللبنانية، اعتبرت 14 آذار ان تصريح العطري يهدف الى هز الاستقرار الراهن.
وتساءلت عما اذا كانت الحملة «السورية الرسمية» التي هي الاولى منذ وقت طويل تشير الى ان دمشق بدأت تضيق ذرعا بانسداد الافق امام محاولات النيل من المحكمة الدولية، فكان هذا دخولا مباشرا من جانبها على خط الضغوط على الرئيس الحريري بعدما اكد بصورة جازمة الا تراجع عن المحكمة مهما اشتدت هذه الضغوط.
اما تيار المستقبل فقد اسف لان يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب في حق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءا لا يتجزأ منها، خصوصا انه يشكل تدخلا في شؤون لبنان الداخلية.
المعارضة ترد
في المقابل ردت اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله متهمة سمير جعجع بتحين الفرص لتخريب العلاقة بين لبنان وسورية، الى درجة وصفه الاجتماعات السورية مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري باجتماعات «الشاي والتسلية». ورأت الاذاعة ان الاهتمام بقي مركزا على ملف شهود الزور، والتحضير لاجواء جلسة خاصة للتحضير لهذا الملف الحساس، الذي يتعين البحث عن المخارج الوطنية له من اجل حماية الاستقرار في لبنان، وانطلاقا من حرص المعارضة على حفظ البلد وامنه ومنع التدخل الاميركي في شؤون لبنان، كما يؤكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن الذي شدد مرة اخرى على احالة ملف الشهود الى المجلس العدلي. اما وزير الدولة جان اوغاسبيان، فقد دعا الى ابعاد السياسة عن القضاء والقضاء عن السياسة. وقال «لصوت لبنان» لا مصلحة لاحد بالفتنة في لبنان، وتساءل لماذا نجعل الناس يعيشون مثل هذا المناخ، وهو غير موجود؟! واضاف: نحن لن نخضع لمنطقة القوة والعنف ايا كان.
وتابع: اذا طرح ملف ما يسمى شهود الزور وظهر طرف ما انه سيأخذ الملف الى التصويت في مجلس الوزراء، فنحن ذاهبون الى مشكلة كبيرة جدا، مؤكدا انه لا استقالة للرئيس الحريري، لانه موجود بدعم الشعب اللبناني ولايزال يملك الاكثرية ولا يستقيل الا بموجب الدستور والنظام.