بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة المستقبل النيابية وتكتل «لبنان أولا» النائب جمال الجراح، ان الاعتداء على المحققين الدوليين في الضاحية الجنوبية لبيروت هو اعتداء صريح ومباشر على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك على التحقيق الدولي ومقررات مجلس الأمن والشرعية الدولية، معتبرا ان عملية استهداف المحكمة الدولية انتقلت بخطواتها المرسومة سلفا من مرحلة التصاريح المتشنجة والاتهامات والتخوين الى مرحلة التنفيذ العملي على الارض، بحيث أتى التعرض للمحققين الدوليين ليثبت خطوة الانتقال هذه، مشيرا الى ان ما حصل في الضاحية يدعو كل القوى الشرعية الى تكثيف الاجراءات لحماية المحققين الدوليين، وذلك عملا بالاتفاقية الموقعة مع المحكمة الدولية من قبل الحكومة اللبنانية ولحماية الحقيقة من الذين يحاولون طمسها.
ولفت الجراح في تصريح لـ «الأنباء» الى ان كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يأت بشيء جديد خلال اطلالته الاعلامية الاخيرة التي خصصها لتبرير الاعتداء على المحققين الدوليين في الضاحية الجنوبية، معتبرا ان وصف السيد نصرالله للمحكمة الدولية بالاسرائيلية ـ الاميركية كلام مكرر سمعه اللبنانيون مرارا سواء منه أو من نوابه وحلفائه.
واشار الى ان التوصيفات الجائرة المساقة بحق المحكمة ليست سوى سياسية بامتياز وتهدف الى خلق مناخ شعبي مناهض لها والى استقطاب المزيد من الرأي العام المضاد للقرار الظني.
هذا واكد ان المحققين الدوليين حياديون في بحثهم عن الحقيقة ويتعاطون مع ملف الاغتيال بموضوعية ومهنية، كما انهم يجرون التحقيقات بمصداقية وشفافية عالية، مشيرا الى ان الاهداف من مهاجمة المحكمة والمحققين الدوليين أصبحت واضحة امام الشعب اللبناني وكل المجتمع الدولي، مؤكدا ان محاولات اسقاط المحكمة مهما تعاظمت ستبوؤ بالفشل، وان ما يتخذ من خطوات عدائية تجاهها لن يؤثر على سيرها وعلى القرار الظني الذي سيصدر متهما من يجب اتهامه، وذلك بالوقائع والادلة الحسية والملموسة وليس بالخيال والتكهنات المسيسة من باب التشفي أو الانتقام من أحد.
وأشار النائب الجراح الى ان كلام السيد نصرالله عن اطلاع المحققين الدوليين على الملفات الطبية النسائية غير دقيق، وذلك لاعتباره ان المحققين الدوليين أرادوا الاطلاع على أرقام الهواتف وليس على التفاصيل الصحية المدونة بهذا الملف أو بذاك ولهذه السيدة أو لتلك، هذا من جهة ومن جهة اخرى لفت الى ان الطبيبة شرارة استأذنت نقابة الاطباء لمقابلة المحققين الدوليين قبل ان تسمح لهم بالدخول الى عيادتها والاطلاع على الملفات الصحية الخاصة بالمترددين عليها، معتبرا انه وفقا لما تقدم لم يكن من مبرر للاعتداء على المحققين الدوليين، انما هناك من يخشى انه قد يكون متورطا بالجريمة فيحاول الهجوم مسبقا على القرار الظني والمحكمة الدولية ككل.
وعن مطالبة السيد نصرالله وقف تعامل لبنان واللبنانيين مع المحققين الدوليين، لفت الجراح الى ان الدولة اللبنانية تتعاطى مع المحكمة الدولية تبعا للاتفاقيات الموقعة معها من قبل الحكومة، وتبعا لما اتفق عليه الفرقاء اللبنانيون على طاولة الحوار ومن بينهم السيد نصرالله شخصيا، وبالتالي فإن من يتعرض للمحكمة والمحققين العائدين لها يتعرض للعدالة ويسعى الى خنق الحقيقة ويعبر عن رغبته في استمرار الاغتيالات السياسية في لبنان التي لا سبيل لوقفها سوى عبر المحكمة الدولية.