بيروت ـ ناجي يونس
في قراءة تحليلية لمصدر لبناني واسع الاطلاع عن الأوضاع اللبنانية السائدة منذ زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى بيروت والجنوب، بين المصدر لـ «الأنباء» ان قوى 14 آذار عادت الى التماسك بعد تقهقر خطير حيث يمكن تشبيه الواقع اللبناني بفريق كرة طائرة يضم ستة لاعبين اقليميين وكذلك المدرب.
بيد ان ردود الفعل على الزيارة وما بعدها أفضت الى ترتيب وضع هذه القوى بشكل جيد حيث يستمر الحوار السوري ـ السعودي وقد أعطى نتائج جيدة تمثلت في استمرار التهدئة والهدنة الهشة في لبنان وفي تأجيل المشاكل والمواجهة بقدر ما سيكون ذلك مستطاعا غير ان وتيرته خفيفة ونبضه متقطع.
من الناحية العملية يرى المصدر ان سورية وحزب الله طرف واحد موحد في مواجهة المحكمة والسعي لاسقاطها وان كان لكل منهما اسلوبه في التعبير عما يريد.
وأشار المصدر الى انه اذا مورست ضغوط كبيرة على الحكومة اللبنانية فانه يمكن ان تتخذ هذه الأخيرة قرارات لفك ارتباطها القانوني بالمحكمة ولسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف حصتها في التمويل.
وأكد المصدر ان المحكمة ستكمل مسارها سواء حصل ذلك أم لا وهي ستجد التمويل اللازم وستعين قضاة من اي جنسية كانت فالمحكمة في نهاية المطاف كيان مستقل وقائم وقراراتها نافذة ولا يمكن التدخل في شؤونها الا اذا قرر مجلس الأمن وقفها بقرار يصدر عنه، ولن يؤثر احد في المحكمة حتى اذا اطلق الرئيس سعد الحريري تصاريح تلبي مطالب سورية وحزب الله كأن يعتبر المحكمة اسرائيلية ـ اميركية وهو أمر من شبه المستحيل حصوله.
ويبدو ان القرار الاتهامي سيتأخر بضعة أسابيع وقد يستغرق صدوره حتى مطلع الربيع وان كانت المفاجأة واردة في أي وقت كان من هذا القبيل فيصدر القرار فجأة ويبقى كل توقع في هذا الاطار من باب التحليل والتخمين السياسي الذي دأب اللبنانيون عليه باستمرار.
وبقدر ما يطول موعد صدور القرار الاتهامي بقدر ما يتضاءل احتمال العمل العسكري ليحل محله النزول الى الشارع والتظاهر والاعتصام مع مراعاة واقع مستجد يؤرق حزب الله وهو التسبب في كل ما يزيد من نفور نصف اللبنانيين على الأقل مما يقوم به.