شدد الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله على أهمية المسعى السوري ـ السعودي الهادف الى تحقيق تسوية عادلة في لبنان. مشيرا الى ان ما يسرع التوصل الى نتيجة هو اقتناع القيادة السعودية بخطورة الأوضاع وبأن القرار الاتهامي قد يؤدي الى خراب لبنان.
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الصادرة امس عن السيد نصرالله قوله خلال لقاء مع كوادر وسطيين من الحزب يوم الجمعة قبل الماضي انه منذ ان اتخذ حزب الله قرارا بخوض معركة ضد المحكمة الدولية فإنه تمكن من تهشيم القرار الاتهامي المنوي إصداره في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق (رفيق الحريري) وان كان هذا القرار صادرا لا محالة. وأشار الى ان ثمة مروحة من الخيارات امام حزب الله وحلفائه تمتد على 180 درجة وان «خياراتنا هي بين ألا نحرك ساكنا وان نقوم بتحرك واسع لإحداث تغيير سياسي كبير على مستوى السلطة وما بينهما». ورأى ان خصوم الحزب وأعداءه راهنوا في الفترة الماضية على ابتعاد حلفاء حزب الله عنه سواء رئيس مجلس النواب نبيه بري او رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون او الحلفاء داخل الطائفة السنية. ووصف العلاقة بين حزب الله وحركة أمل بأنها إستراتيجية، ولها الفضل الأبرز في حماية المقاومة. واستبعد نصرالله حصول عدوان إسرائيلي قريب على لبنان، لأن الإسرائيليين لن ينهوا بعد استعداداتهم لمواجهة المقاومة، خاصة في جبهتهم الداخلية، حيث باتوا مقتنعين بأن اي حرب مقبلة ستتضمن إجلاء عدد كبير من المستوطنين عن المناطق التي يقطنون فيها.
من جانبه، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي ان كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الأخير حول عمل الحكومة خلال حرب يوليو عام 2006 كان توصيفا، لم تكن الغاية منه إثارة السجال مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي يريد هذا السجال، والذي لن نتجاوب معه في ذلك، مشيرا الى ان «من كان يفاوض باسم المقاومة خلال حرب يوليو هو الأخ الكبير نبيه بري، وان الذي غيّر الواقع خلال الحرب هو ميزان القوى القائم». وفي حديث لمحطة «ام.تي.في» لفت الى ان «فرضية تورط إسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري أُهملت من الفريق الآخر»، مشيرا الى ان «من يبحث عن الحقيقة، من البديهي ان يفكك قضية شهود الزور، حتى لا تقوم هذه الشبكة بتضليل التحقيق مرة اخرى». وردا على سؤال، أجاب الموسوي: «عندما أقول ان من دبّر القرار 1559 هو من قتل الحريري، اي انني أقول ان من قتله هو الإسرائيلي»، مضيفا ان «من دبر القرار 1559 هو الاسرائيلي، ولا أعتقد ان أحدا من اللبنانيين كان بإمكانه ان يكون شريكا في هذا الموضوع، وأنا شبه متأكد من ان الرئيس رفيق الحريري كان يعتقد ان قرارا من هذا النوع لا يفيد استقرار لبنان». وردا على سؤال عما سيفعله «حزب الله» عندما يصدر القرار الاتهامي، قال الموسوي: «عندما نصل الى الجسر سنعبره، فنحن لن نقبل باتهامنا، ولدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا، ولدينا مروحة واسعة من الخيارات». وحول الأدلة التي مازالت بيد «حزب الله»، قال الموسوي: «سنضع ما بين أيدينا من أدلة ووثائق لدى لجنة تحقيق عربية او لبنانية»، لافتا الى انه «منذ ان بدأ مسار التحقيق ينحرف، كنا واضحين بأن الحزب لا يقبل بأن تتحول مسيرة البحث عن الحقيقة، الى مسيرة مزورة او مسيرة شهود الزور»، مؤكدا ان «مشكلة المقاومة في لبنان هي مع الإسرائيلي ومعه الأميركي، وليس لديها اي مشكلة مع احد في الداخل».