نشر الكاتب «فرانكلين لامب» تقريرا على موقع «فورين بوليسي جورنال» وفيه كلام منقول عن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان متوجها الى السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونلي يتحدث فيه عن تمزيق «حزب الله» وتقديمه للبنان كهدية الميلاد.
وينقل لامب عن فيلتمان قوله لمورا: شاهدي كيف سنقوم بفرم «حزب الله» بألف ضربة بطيئة ـ من يخالون انفسهم؟ وسنقوم بذلك عبر استخدام القرار 1757 الا اننا هذه المرة سنواصل عملنا حتى النهاية. لقد ابلغت اسرائيل بالبقاء بعيدا عن لبنان، لان الجيش الاسرائيلي لا يمكنه القتال ضد «حزب الله» اضافة الى ان المنطقة بأكملها ستحترق. سأتولى المسألة وستكون بمثابة هدية عيد الميلاد التي اقدمها الى لبنان».
وبحسب لامب قال فيلتمان كلامه خلال زيارة قام بها بتاريخ 17 اكتوبر 2010 الى منزل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في كليمنصو.
ويشير المقال الى أنه في 12 ديسمبر من العام 2008، نشر موقع «نهار نت» أن «السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان قدم الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ما وصفه الديبلوماسي الاميركي بأنه هديته الشخصية الى لبنان لمناسبة عيد الميلاد. واكد فيلتمان للسنيورة انه سيلزم اسرائيل بالانسحاب من قرية الغجر قبل نهاية العام 2008».
ويضيف التقرير: «كما تبين، فإن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ولبنان لم يتلقيا الهدية التي وعد بها فيلتمان في ميلاد عام 2008، ولاتزال اسرائيل تحتفظ بدباباتها وجنودها في قرية الغجر اللبنانية رغم تصاعد الضغوط لانهاء الاحتلال غير الشرعي لشمال قرية الغجر الذي امتد لأربع سنوات، والذي يخرق القرار 1701، بعد ان غزت اسرائيل هذا الجزء في يوليو العام 2006 ورفضت بعدها الانسحاب».
ويضيف التقرير: «خلال موسم العيد الحالي، يؤكد جيفري لحلفائه اللبنانيين ان «بابا نويل» ورأس «حزب الله» سيزينان عربته خلال جولاته في العيد.
ويعود سبب تفاؤله الى ان اميركا واسرائيل متأكدتان انه بإمكانهما، وعبر القرار الدولي 1757 ما رغبا في تحقيقه ولم يستطيعا من خلال القرار 1559 والهادف الى تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها.
وفي 11 نوفمبر، تنبأ نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير التطوير الاقليمي سيلفان شالوم ان «ادانة صادرة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ضد «حزب الله» ستؤدي الى تطبيق القرار 1559 والزامية تجريد الحزب من سلاحه، اضافة الى انهيار الجهود لقيام حلف سوري ـ لبناني ـ ايراني ـ تركي».
وتحت عنوان الجائزة الكبرى ستكون حسن نصر الله، يقول التقرير إن «المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي يقوم على حسابات تقنية وغيرها وتتضمن توقعات بأن عناصر من «حزب الله»، وحتى امينه العام السيد حسن نصر الله، ستتم ادانتهم ومحاكمتهم غيابيا بالطبع، بالضلوع في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري».
وقد اكد مكتب الاستشارات القانونية في الخارجية الاميركية وبافتخار، للبيت الابيض انه وبسبب اصرار المكتب عام 2005 بأن تنشأ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع، فإن كل من تدينه المحكمة سيواجه حتما العدالة الدولية. ويسمح الفصل السابع باستخدام عدد غير محدد للقوات الدولية لتنفيذ اي حكم تصدره المحكمة.
ويشير التقرير الى أن «اسرائيل التي اعتادت على خرق القانون الدولي بما فيه اكثر من 60 قرارا دوليا، منشغلة في التبجح بأن القانون الدولي يدعم المحكمة وانه يمكن الحصول على خدمات شركات قانونية دولية اذا وجدت الحاجة لذلك، في سبيل دعم العمل الشرعي لمكتب المدعي العام الذي يتولاه الكندي دانيال بلمار».
ويذكر التقرير أنه «بعد ساعات على اعطاء اسرائيل التعليمات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعدم القلق، وانه لا يمكن وقف المحكمة او التغاضي عن حكمها، وانه ما على الولايات المتحدة سوى التمويل، اعلن البيت الابيض رصد مبلغ اضافي بقيمة 10 ملايين دولار للمحكمة وجرت بريطانيا الى تقديم مليون و800 الف دولار اضافي. وهناك اموال اخرى متوقعة من فرنسا، واليوم باتت المحكمة عائمة بالاموال ومن المرجح ان تبقى كذلك».
واستنادا الى مقابلات مع موظفين سابقين في مكتب المدعي العام للمحكمة، وتصريحات عدة صادرة عن مسؤولين اميركيين، يرى كاتب التقرير أن «هناك اسبابا تجعل من المجدي اخذ عبارة «حتى النهاية» التي قالها جيفري فيلتمان وسيلفان شالوم في الاعتبار. وتؤكد الحكومتان الاميركية والاسرائيلية ان المحكمة الدولية شرعية وفق القانون الدولي كونها انشئت وفق قرار مجلس الامن وتحت الفصل السابع، ووفق المبادئ القانونية والدستورية اللبنانية على عكس ما يدعيه «حزب الله» وخصوم المحكمة في لبنان». ينقل التقرير عن أحد محامي وزراة الخارجية الاميركية قوله إنه «اذا ادانت المحكمة عضوا واحدا من «حزب الله»، فسنفوز. اكان سائقا ام كشافا، لا يهمنا ذلك.
بدوره، أكد مسؤول أميركي ان التقرير الإعلامي الذي نُسب الى مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان «عار من الصحة، وهو من أوله الى آخره مفبرك ولا أساس له»، وقال: «ما جاء في هذا المقال يتعارض مع سياستنا الواضحة للغاية حيال لبنان وحيال المحكمة الخاصة بلبنان، فما نقوله علنا عن لبنان والمحكمة يعكس ما نقوله في اتصالاتنا ومحادثاتنا مع اللبنانيين ومع كل طرف دولي وإقليمي معني بهذه القضايا».
الحريري يزور طهران اليوم: لم أتهم حزب الله باغتيال والدي
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري انه لم يتهم حزب الله في قضية اغتيال والده رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، مشددا على اهمية التواصل بين ايران والدول العربية من اجل ايجاد ارضية مشتركة لمواجهة الاخطار التي تتربص بالجانبين، ولفت الحريري في حديث لوكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء (ارنا) الى ان العلاقات بين لبنان وايران هي علاقات تاريخية، وتعود في جانبها الاجتماعي والثقافي الى زمن بعيد، اما العلاقات السياسية فإننا نتطلع الى ان تكون علاقات بين دولتين تحترم كل منهما سيادة الدولة الاخرى ومصالحها وتنطلق من هذا الاحترام لبناء علاقات بين المؤسسات في كل من الدولتين لزيادة مساحة اللقاء بينهما ومساحة المصالح المشتركة التي تعود بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الدولتين.
واشار الى ان زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان كانت مناسبة لتعزيز علاقات الدولة اللبنانية ومؤسساتها بالدولة الايرانية ومؤسساتها وفرصة للبحث المعمق في المصالح المشتركة بيننا، وهو ما سأستكمله خلال زيارتي الى ايران.
وأكد الحريري ردا على سؤال ان دور ايران في المنطقة هو دور طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم وبهذه العراقة الحضارية في الجوار العربي.
واعتبر ان ما يجمع بين ايران والعرب من تاريخ وثقافة وجغرافيا ومصالح يحتم عليهما التواصل وايجاد الارضية المشتركة لمواجهة الاخطار التي تتربص بهما وعلى رأسـها المخاطر التي تنبع من تعنت اسرائيل في رفضها لحق الفلسطينيين في العودة الى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على الرغم من مبادرة السلام العربية التي اقرت في مؤتمر القمة العربية في بيروت على اساس مرجعية مؤتمر مدريد وحذر رئيس الحكومة من ان ضرب الاستقرار في اي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وايران في آن معا.
مشيرا من هذا المنطلق الى ان ايران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بايجابية تامة الى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه استكمالا لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الاسد الى بيروت في الصيف الماضي.
وعن موقفه من التسريبات المتتالية حول القرار الاتهامي في قضية اغتيال والده وما اذا كان حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» حول شهود الزور وما تسببوا فيه من تضليل للتحقيق الدولي، واضرار بعائلته وبالعلاقات اللبنانية ـ السورية، ينسحب على التهمة الموجهة الى حزب الله ايضا، قال الحريري ان مسألة شهود الزور تعالج في اطارها القانوني، اما فيما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي فنحن قلنا بوضوح انها لا تخدم العدالة، والاهم من كل ذلك ان لبنان يواجه الكثير من المخاطر وعلينا جميعا ان نضع الوحدة الوطنية والاستقرار كأمر لا يجوز لاحد ان يخل به مهما كانت الاسباب او الظروف فنحن محكومون بالعيش معا على ارض بلدنا الحبيب، وختم قائلا: في كل الاحوال نحن لم نتهم حزب الله في الاساس كي يكون هذا السؤال قائما.