أعلنت طهران مقتل عالم نووي ايراني واصابة آخر بجروح صباح أمس في طهران في اعتداءين منفصلين اصيبت فيهما أيضا زوجتا العالمين كما أفادت عدة وسائل إعلام محملة مسؤولية هذين الهجومين لعملاء اسرائيليين. وذكرت وكالة فارس للأنباء ان البروفيسور مجيد شرياري استاذ الفيزياء في جامعة شهيد بهشتي والعضو في الجمعية النووية الإيرانية قتل في انفجار قنبلة الصقها شخصان كانا يستقلان دراجة نارية بسيارته فيما كان في شمال شرق طهران. وأصيبت زوجته بجروح في الانفجار.
كما أصيب البروفيسور فريدون عباسي استاذ الفيزياء المتخصص في أشعة الليزر بجروح مع زوجته في اعتداء نفذ بالطريقة نفسها أمام جامعة شهيد بهشتي حيث يعطي دروسا هو أيضا كما أفادت وسائل الاعلام الايرانية. وذكرت وكالة فارس ان هذا الاعتداء نفذ «بالطريقة نفسها» مثل ذلك الذي استهدف شرياري.
وقد أكد رئيس شرطة طهران حسين سجدينيا التقارير السابقة التي أفادت بأن مسلحين قاموا بلصق قنابل في سيارتي الضحيتين على ما يبدو باستخدام المغناطيس.
وافادت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية ان شرياري كان عضوا في دائرة الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي، احدى اعرق جامعات طهران. من جهته افاد موقع «مشرق- نيوز» المحافظ بان عباسي يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النووية وكان يقوم بأبحاث لحساب وزارة الدفاع الايرانية. وأضاف المصدر نفسه انه قد يكون «أحد الاخصائيين الايرانيين القلائل في مجال فصل النظائر المشعة». وتعليقا على الحادث قال علي أكبر صالحي رئيس البرنامج النووي الإيراني لوكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) إن شهريارى كان عالما نوويا وأحد تلاميذه لأعوام عدة. وأضاف خلال لقائه مع المصاب عباسى قائلا: «أتعهد بأن نقدم المزيد من شهريارى للدولة الإيرانية ومثل هذه المخططات ستعمل على تسريع البرامج النووية الإيرانية».
نجاد يدين
وادان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاعتداء، متهما اعداء ايران بالوقوف وراءه لاعاقة المسيرة النووية لايران.
من جهة اخرى، قال نجاد ان العديد من آلات الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب في مصنع نطنز وسط البلاد واجهت «مشكلات» بسبب «برامج انزلت على تجهيزات الكترونية»، في اشارة محتملة الى الفيروس المعلوماتي «ستاكسنت».
واضاف نجاد، وهو اول مسؤول ايراني يقر بتعرض البرنامج النووي الايراني مؤخرا لفيروس معلوماتي، انه تمت تسوية المشكلة.
وقال الرئيس الايراني ردا على سؤال حول المشاكل التي واجهها برنامج تخصيب اليورانيوم «تمكنوا بشكل محدود من اثارة مشكلات في عدد من آلات الطرد المركزي بواسطة برامج معلوماتية انزلت على قطع الكترونية، لكن خبراءنا تمكنوا من التدخل ولم يعد في استطاعتهم (أي المتسببين بالفيروس) القيام بذلك اليوم».
ووصف احمدي نجاد الجهة التي تقف وراء هذا العمل بأنهم اعداء ايران لكنه لم يحددهم.
واصيبت ايران منذ الصيف بفيروس معلوماتي جديد بالغ التطور عرف باسم الفيروس «ستاكسنت» وهو يصيب بعض البرامج المعلوماتية ولاسيما تلك التي تضبط سرعة دوران محركات المنشآت الصناعية.
وبحسب عدد من الخبراء، فإن هذا الفيروس استحدث بشكل اساسي لاستهداف المنشآت النووية الايرانية ولاسيما الطاردات المركزية.
ومضى الرئيس الإيراني يقول إن بلاده قبلت موعد إجراء محادثات مع القوى العالمية الست التي تأمل أن تركز المحادثات ـ التي طرح لها من قبل موعد الخامس من ديسمبر ـ على البرنامج النووي المتنازع عليه ولكن طهران قالت إن أنشطة تخصيب اليورانيوم لن تكون محل تفاوض.
وقال نجاد في مؤتمر صحافي «اقترح موعدان. هم قبلوا أحدهما ونحن ليست لدينا مشكلة بخصوصه»، وأضاف أن مكان انعقاد المحادثات مازال محل نقاش.
وفي موسكو، نقلت وكالة الاعلام الروسية عن السفير الايراني لدى روسيا قوله ان المحادثات ستجري في الخامس من ديسمبر في جنيف، وكانت ايران قد اقترحت في السابق اسطنبول على انها مكانها المفضل.
ولا يتوقع ديبلوماسيون غربيون ومحللون أي انفراجة قريبا في النزاع المستمر منذ فترة طويلة بشأن النشاط النووي الايراني الذي يخشى الغرب من ان يكون هدفه صنع قنابل لكن طهران تقول انه مصمم لتوليد الكهرباء فقط.
وقال نجاد ان أنشطة ايران لتخصيب اليورانيوم حق مشروع للبلاد ولن تتفاوض بشأنها، واستدرك قائلا «سنتفاوض مع بعضنا البعض بشأن التعاون النووي لكن لن ندخل في مفاوضات بشأن حقوقنا النووية الواضحة. نحن الآن مستعدون للحديث بشأن التبادل النووي».
وكشف عن مشاركة تركيا والبرازيل في المفاوضات اللتين توصلتا سابقا الى عرض للتبادل النووي قبلته ايران ورفضته مجموعة الدول الست المكونة من الاعضاء دائمي العضوية في مجلس الامن والمانيا.