بيروت ـ عمر حبنجر
الأمطار رحمة السماء، هطلت غزيرة على لبنان منذ فجر أمس، فأخمدت الحرائق العديدة التي اشتعلت في أحراج لبنان وغاباته، حتى كادت ان تلامس المنازل المأهولة في بعض المناطق، وسط عجز وسائل المكافحة الأرضية والجوية عن السيطرة على النيران في أكثر من 120 منطقة بمختلف المحافظات.
أما عن الحرائق السياسية فمازالت مشتعلة تحت سقف التهدئة وانتظار المساعي الاقليمية المستمرة بحسب تأكيدات السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري، الذي نفى اي رابط بين المساعي السورية ـ السعودية وموعد صدور القرار الاتهامي، مشيرا الى ضرورة الجهوزية اللبنانية للتعامل مع القرار ولتحصين البلاد ضد اي تطور يحصل، متفائلا بتجاوب الأطراف الداخلية مع مساعي الرئيس سليمان. المواقف مازالت عالقة حول موضوع «شهود الزور» وجلسات مجلس الوزراء معلقة وقد تلاقى الرؤساء الثلاثة عصر امس في قصر العدل في احتفال بافتتاح السنة القضائية، لكن لم يظهر ما يؤشر على الاتفاق بشأن جلسة لمجلس الوزراء، سوى اجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري ببعض الوزراء والمديرين المعنيين بالحرائق في السراي الكبير بعد ظهر امس، حيث تقرر اتخاذ المزيد من الاجراءات الاحتياطية.
بري: الأمور ستتعقد كثيرا
وقد عكست تصريحات لرئيس مجلس النواب نبيه بري امس اجواء سوداوية خارجة عن مألوف تصريحاته الوسطية والداعية للتهدئة، حيث توقع امس ان الأمور ستتعقد كثيرا عند صدور القرار الاتهامي، في حال عدم التوصل الى تسوية، معتبرا ان مرحلة ما بعد صدوره لن تشبه ما قبلها.
ونبّه بري عبر جريدة «السفير» الى انه اذا صح الخبر عن رفع المدعي العام بلمار القرار الى القاضي فرانسين فإن ذلك سيكون طعنة في ظهر المملكة العربية السعودية أولا وقبل ان يكون طعنة في ظهر سورية والمعارضة اللبنانية،.
14 آذار تتحمل المسؤولية
وأكد رئيس المجلس ان فريق 14 آذار هو الذي يتحمل بشكل مباشر وواضح المسؤولية عن شل مجلس الوزراء وتعطيله، مشيرا الى ان الحريري ابلغ رئيس الجمهورية بأنه يرفض التصويت في مجلس الوزراء على احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، مهددا بالانسحاب من الجلسة التي يعتمد فيها خيار التصويت فتعطل مجلس الوزراء بسبب هذا الموقف. وأضاف بري يقول: لقد طفح الكيل ولم يعد بالإمكان السكوت عما يجري، علما انني تحملت الكثير وصبرت طويلا خلال الفترة السابقة حرصا مني على إبقاء الخطوط مفتوحة مع الجميع انطلاقا من كوني رئيسا لمجلس النواب، الا ان الاصرار على محاولة تشويه الواقع بات أمرا غير مقبول.
ورأى ان الكرة الآن في ملعب الرئيس ميشال سليمان وملعب الرئيس الحريري، وعليهما الاتفاق على دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد فورا، وإذا كان رئيس الجمهورية يشعر بالحرج فإنه يستطيع ان يطلب من وزرائه البقاء على الحياد، وإذا كان رئيس الحكومة يريد الانسحاب فلينسحب، المهم ان ننتهي من هذا الملف، ولتتم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد وستكون المعارضة في طليعة المشاركين وكل ما نطلبه هو التصويت على مطلب احالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، مع التزامنا المطلق باحترام النتيجة وأؤكد باسمي واسم حزب الله انه لن يصدر عنا ما يعطل مجلس الوزراء لاحقا، إذا فشلنا.