سحب القضاء الاسترالي كل ما كان مودعا في حساب مصرفي لقنصل لبنان العام في سيدني، كما قد يستهدف راتبه الشهري من الخارجية اللبنانية بعد أن رفض تسديد تكاليف دعوى أقامها ضد صحافي هناك وخسرها، معللا الرفض بحصانته الديبلوماسية، وهو ما لم يقبل به القضاء الاسترالي، ولاول مرة. وعلمت «العربية.نت» بخبر «تفريغ» القضاء الاسترالي لرصيد حساب توفير عائد للقنصل روبير نعوم في فرع للبنك العربي بسيدني، من رابح الدعوى نفسه، وهو الصحافي اللبناني المقيم مهاجرا منذ 27 سنة هناك، نبيل ضناوي، والذي تحدثت «العربية.نت» اليه، كما الى محاميه اللبناني الاصل ريتشارد متري.
أما القنصل نعوم فرفض التحدث حول الموضوع، وكل ما قاله ان القضية «في عهدة وزارة الخارجية اللبنانية، وكل شيء يخضع لاتفاقية جنيف»، في اشارة منه ربما لاتفاقية معقودة في 1961 بالعاصمة النمساوية خاصة بالعلاقات الديبلوماسية بين الدول وبعمل الديبلوماسيين وما يتمتعون به من حصانة.
أما غريمه الصحافي نبيل ضناوي، المهاجر من طرابلس في شمال لبنان والعامل في سيدني رئيسا لتحرير جريدة «العنكبوت» الالكترونية التي أسسها في 2008، فقال انه سيلجأ الى المحاكم لاعلان افلاس القنصل «ان لم تكن لديه أملاك في سيدني يمكن الحجز عليها في حال استمر في دفع التكاليف» وفق تعبيره، ثم طلب من «العربية.نت» الاتصال بمحاميه لمزيد من التفاصيل.
ونظرت المحكمة في القضية بسرعة ولم تجد القنصل محقا فرفضت تلبية طلبه. لكنه استأنف، فخسر الاستئناف مرفقا بتعليل من المحكمة من أن كلمة صهيوني قد يكون لها رنين خاص في الاذن العربية، لكن رنينها يختلف في أذن الاجنبي بشكل عام، فهي ليست شتيمة في أستراليا «ولا هي قدح وذم أيضا، بل صفة ورأي سياسي»، بحسب ما قال المحامي اللبناني الاصل ريتشارد متري، وهو وكيل الصحافي ضناوي.
وبدأت المشكلة تماما بين ضناوي والقنصل نعوم عندما اتصل به الصحافي هاتفيا في منتصف 2009 ليعاتبه على موقفه اللامبالي «حين سمع أحدهم في مهرجان أقيم لذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في سيدني، يهاجم رئيس البلاد (آنذاك) اميل لحود، فلم ينفعل القنصل الذي كان بين الحضور، لذلك هاجمته بمقال على الانترنت ووصفته بمتصهين، وهي كلمة لم تعجبه طبعا، فقاضاني وكسبت الدعوى ومن بعدها الاستئناف، وتكبد القنصل التكاليف»، على حد تعبير ضناوي البالغ عمره 47 سنة. وكانت «العربية.نت» اتصلت العام الماضي بالقنصل لتقف على ما يقول، فلم يتسن لها التحدث اليه، بل تحدثت وقتها الى زوجته، السيدة غادة جرجس، وهي محامية من بلدة دير ميماس بالجنوب اللبناني، فعبرت عن استيائها مما حدث، وقالت من هاتف البيت ان زوجها يخدم منذ 6 سنوات أكثر من 200 ألف لبناني يقيمون في سيدني وحدها، وجميع أبناء الجالية يعرفونه «لذلك ما كان يجب أن يهاجمه ضناوي في المقال وينعته بصفة هي الاسوأ بالنسبة لنا نحن العرب»، على حد تعبيرها