بيروت ـ أحمد منصور
أكد عضو «كتلة التنمية والتحرير»، ونائب حزب البعث قاسم هاشم ان الأجواء مازالت على إيجابيتها في إطار المسعى السعودي – السوري، مشيرا الى انه على الرغم من الإيجابيات التي ازدادت في الآونة الأخيرة، فالحذر مازال قائما خشية من دور أميركي معطّل لهذا المسعى، معتبرا ان هذا الدور كان جاهزا في الآونة الأخيرة لتخريب هذا المسعى، مشددا على انه حتى اللحظة لا يستطيع الوصول الى نتائج إيجابية لأنه مازال يحاول الإمساك بورقة القرار الاتهامي كأداة واستثمار واستغلال للسير في مشروعه في لبنان والمنطقة.
وقال هاشم في تصريح لـ «الأنباء»: ان الدور الأميركي هو المعطّل الأساسي والمساهم في إثارة الكثير من البلبلة والشك محليا وخارجيا لإثارة التشويش على المسعى العربي، مشددا على ضرورة ان تستكمل الاتصالات، وسأل في الوقت نفسه لماذا هذه المماطلة الداخلية بعدم ملاقاة المسعى العربي؟ معتبرا ان هناك فريقا مازال يتقاطع مع المصالح الأميركية، ويراهن على الدور المعطل.
واضاف: «لهذا رأينا حملة تصاعدية وتصعيدية مشككة بهذا المسعى ومستهدفة لهذا الجهد، وهذا الأمر لا يخدم مصلحة لبنان، وان رهان هذا الفريق رغم محاولات التسويف والمماطلة هي تحيّن الفرصة لإعطاء الضوء الأخضر الأميركي لإصدار القرار الاتهامي، فلابد من ان تظهر ويتضح ان الرهان خاطئ وغير مجد، وهو قد يدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها، ولا تخدم العدالة والحقيقة، ان هدف المعارضة كان منذ البداية تصويب وتصحيح مسار المحكمة من أجل الحقيقة الفعلية، لأنها مسيّسة منذ مدة طويلة، ولكن يبدو ان الفريق الذي تتقاطع مصالحه مع المصالح الأميركية لا يريد الوصول لا الى العدالة ولا الى الحقيقة وكشفها كاملة، بهدف الاستغلال والاستثمار السياسي ليبقى هذا الفريق ممسكا بالقرار السياسي في البلاد لأنه اعتاد على الهيمنة والسيطرة لفترة طويلة وأصبح من الصعب عليه العودة الى الشراكة الحقيقية في القرار واخراج لبنان من أزماته، لأنه اعتاد على الأزمات والعيش فيها.
وحول تصريحات الرئيس أمين الجميل، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الأخيرة قال هاشم: «انهم يراهنون على الدور الأميركي، لأن هذه الأصوات تتقاطع وكأنها صدى للصوت الأميركي، فمنذ البداية وحتى اللحظة وهي تراهن على المواقف الأميركية، وصولا الى كلام السفير جون بولتن، حارس «ثورة الأرز وملهمها»، ومن المؤكد ان هؤلاء اعتادوا على العيش في المناخات السلبية، ولهذا لا يرتاحون ولا يريدون الخروج من الأزمة، بل يريدون استمرارها للاستثمار عليها والرهان على موقف أميركي ودورها لا نعرف الى أي مكان يأخذ البلاد، معتبرا انه اذا استمر الوضع على هذا الواقع المتردّي، فإنه قد يكون هناك دور تخريبي للإسراع في اتخاذ خطوة ما في موضوع القرار قبل خروج ونضوج التفاهم السوري – السعودي، والذي يحتاج الى إرادة وطنية لترجمة هذه المسودة، وإنضاجها الى حيز الواقع.
وتابع هاشم «ان تخريب المسعى العربي يبدو من خلال الخطاب والمواقف السياسية والسلبية التي يبديها أكثرية فريق 14 آذار، فإن موضوع زعزعة الاستقرار، وعلى الرغم من ان الأمور ممسوكة والاستقرار مطلب وطني إعلاميا ونظريا، ولكن في النهاية الاستقرار نتاج مناخ سياسي، ولابد من انه إذا استمر التوتر وازدادت وتيرته سيكون له انعكاسات سلبية على البلاد، وهذا ما يطمح إليه المصطادون بالماء العكر ومستهدفو الاستقرار في لبنان من إيجاد بعض الثغرات للدخول الى واقعنا الداخلي وتخريب الاستقرار السياسي، ومن يرى ما يجري في المنطقة، عليه ان يكون حذرا، لأن المشروع الأميركي – الاسرائيلي حاضر دائما لزعزعة أي ساحة وطنية على مستوى الأقطار العربية والمنطقة، مشيرا الى اننا مازلنا على منظار التصويب الاسرائيلي وفي دائرة الاستهداف، لاسيما ان لبنان بدا في الفترة الأخيرة وكأنه مكشوف أمنيا من خلال كشف شبكات التجسس والاتصالات لصالح اسرائيل، محذرا من الاستخفاف والاستهتار بهذه التحديات الاسرائيلية لتجنيب كل المخاطر والأخطار التي قد تأتي من القرار الاتهامي أو اسرائيل.
وحول موقف رئيس الحكومة سعد الحريري من تلك الخطابات التصعيدية، أمل هاشم ان يكون موقف الرئيس الحريري موقفا مغايرا، لاسيما ان هناك رهانا على دوره وموقفه لتحديد بوصلة اتجاه المواقف والقضايا من خلال الاتصالات التي تجري وضرورة اتخاذ موقف وطني على مستوى الأزمة الراهنة، مؤكدا ان موقف الحريري هو أساسي لأنه يشكل الحد الفاصل لدى الفريق الآخر في تحديد اتجاهات البوصلة السياسي صوب الاستقرار وإنقاذ لبنان، آملا ان يكون هناك أي تأثير لتلك الخطابات على قناعات الرئيس الحريري ودوره الوطني الذي يقدّره الجميع.