عواصم ـ عمر حبنجر ـ هدى العبود
توصل الرئيس ميشال سليمان الى اقناع الأطراف اللبنانية في الموالاة والمعارضة بتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، الى الاثنين والثلاثاء في 24 و25 يناير الجاري.
وأشار بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية الى ان الرئيس سليمان قرر ارجاء الاستشارات النيابية «توخيا لتأمين المصلحة الوطنية».
وقالت مصادر في بعبدا لـ «الأنباء» ان سليمان مازال على موقفه الرافض توقيع اي مرسوم بتشكيل الحكومة، الا اذا كانت هذه الحكومة وفاقية، لأن الظروف التي أملت تشكيل الحكومة التي استقالت، لازالت قائمة.
ويراهن الرئيس سليمان ومعه رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري على نتائج القمة السورية ـ التركية ـ القطرية في دمشق والتي جمعت امس تحت عنوان «الأزمة اللبنانية»، الرئيس السوري بشار الأسد والأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان والذين أكدوا على حل الأزمة اللبنانية على أسس مساعي الـ«س-س».
مجموعة الاتصال
ويمتد هذا الرهان ليشمل الطرح الفرنسي الذي استجد امس الأول، والذي يتناول عقد لقاء «سباعي» دولي واقليمي وعربي من اجل لبنان في باريس، ويضم فرنسا والولايات المتحدة ولبنان والسعودية وسورية وقطر وتركيا.
وأطلق الرئيس الفرنسي ساركوزي على هذه السباعية اسم «مجموعة الاتصال من أجل لبنان»، وقد اوضح مصدر في «المستقبل» ان قمة دمشق الثلاثية التي انعقدت امس، لم يكن غرضها الالتفاف على الطرح الفرنسي، الذي يشمل الدول الثلاث (سورية وقطر وتركيا).
ووسط ترقب اللبنانيين لنتائج القمة الثلاثية، اكد رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هايبل، في بيان، أن «المدعي العام لدى المحكمة دانيال بلمار قدم قرار اتهام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، مرفقا بالعناصر المؤيدة». وقد أودعت المستندات المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وآخرين، لدى قلم المحكمة بعد ظهر امس حيث سيتولى القاضي فرانسين، النظر فيها. ويبقى محتوى قرار الاتهام سريا خلال هذه المرحلة على ما اعلن هايبل في غضون ذلك توجه نادر الحريري مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال الى قطر كما أكدت مصادر موثوقة في دمشق لـ «الأنباء» ان الوزير اللبناني غازي العريضي اجتمع في دمشق مع معاون نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف، مشيرة الى ان اللقاء يأتي في سياق المحاولة التي يقوم بها جنبلاط لإحياء المبادرة السورية ـ السعودية تجاه لبنان او ما بات يعرف بالـ «س ـ س»، وذلك بعد ان حصل جنبلاط من الحريري على موافقته في هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، علمت «الأنباء» من مصادر ديبلوماسية ايرانية في دمشق ان وزير الخارجية الايراني بالوكالة علي صالحي سيتوجه الى تركيا حيث ستشكل لجنة اقليمية لمعالجة الوضع اللبناني تشارك فيها قطر وسورية وتركيا وايران وفرنسا والسعودية.
وأشارت المصادر الى ان الجانب اللبناني لم يحدد الجهة التي ستشارك في هذا الاجتماع، مرجحة ان يختار الرئيس اللبناني ميشال سليمان الوفد اللبناني الذي سيشارك في هذه اللجنة.
وفي سياق متصل، كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اعلن ان بلاده ستشارك في مجموعة الاتصال (اللجنة الاقليمية) التي اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لتضم دولا عدة تبذل جهودا مشتركة بهدف مساعدة لبنان في تجاوز أزمته الحالية.
فرنجية: كرامي مرشحنا
إلى ذلك وبينما أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان المعارضة مجتمعة لن تسمي الحريري، كشف النائب سليمان فرنجية من جهته ان الرئيس عمر كرامي هو المرشح الأوفر حظا للمعارضة، لكن كرامي لم يعلق على هذا القول لا بالنفي ولا بالتأكيد، بينما أعلنت كتلة «المستقبل» عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، في اجتماع ترؤسه الحريري نفسه.
في غضون ذلك سجلت بعض الاجراءات الاحترازية من قبل ادارات الأمم المتحدة في لبنان أثارت القلق فقد صدرت تعليمات من الأمم المتحدة الى مقرها في وسط بيروت بالاستعداد للاخلاء عند الضرورة.
وأحدث القرار وجوما عند الموظفين اللبنانيين والعرب والأجانب، الذين لم يراودهم الشك أبدا ان هذا القرار مرتبط بقرار الاتهام المرتقب صدوره عن المدعي الدولي دانيال بلمار بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، والذي يفترض ان تكون مسودته أصبحت في عهدة القاضي دانيال فرنسين، للمراجعة الأخيرة.
وترافق هذا مع مغادرة اعداد من الطلاب السوريين الدارسين في لبنان عائدين الى بلادهم.