بيروت ـ محمد حرفوش
اختتم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي استشاراته لتشكيل الحكومة بإطلاق جملة عناوين تحدد ملامح الحكومة التي يسعى الى تشكيلها، فأعلن أنه لن يلتزم مع أي فريق ضد آخر، ورفض اعتبار شروط تيار المستقبل بأنها تعجيزية، لأن هناك شروط مقابلة من الفريق الآخر، وأنه ليس مع هذا الفريق أو ذاك بل سيسعى الى اعتماد الوسطية.
ورفض الرئيس ميقاتي الالتزام بأي وقت لتشكيل الحكومة، معتبرا أن القواسم المشتركة التي تجمع اللبنانيين أكثر من نقاط الاختلاف تحل بالحوار طالما أن الإيجابيات أكثر بكثير من السلبيات. وأمل أن يوفق مع الرئيس ميشال سليمان بتشكيل حكومة تكون فريقا منسجما للعمل الحقيقي من أجل لبنان.
وأشار الى أنه سيسعى الى تشكيل حكومة تكون قدر الإمكان تمثل كل الشرائح والكتل السياسية والأحزاب.
وكان الرئيس ميقاتي قد أنهى الجولة الأخيرة من تلك الاستشارات بلقاء النواب المستقلين، وقال لدى خروجه من مجلس النواب: «انتهيت الآن من الاستشارات مع الزملاء النواب، وعلى مدار اليومين الماضيين، استمعت الى آراء وافكار استطيع القول انها تعطينا زخما كبيرا من اجل السرعة في التأليف، اذ اقول انه بعد السماع لكل الاراء والقواسم المشتركة بين اللبنانيين والتي تجمع بين اللبنانيين هي اكثر بكثير من اي نقاط اختلاف، وهذا يؤكد رأيي ان اي نقطة اختلاف ممكن ان تحل بالحوار، طالما الايجابيات اكثر بكثير من السلبيات».
اضاف: «غدا صباحا ان شاء الله (اليوم)، سأزور فخامة الرئيس وسأطلع فخامته على نتائج الاستشارات على امل ان نتوفق بالتعاون مع فخامة الرئيس بتأليف حكومة تكون فريقا منسجما للعمل الحقيقي من اجل لبنان».
وعن مطالب 14 آذار التي وصفت بالتعجيزية، قال: «قدم تيار المستقبل شروطه، ولا اراها تعجيزية، لان هذا الامر كان معروفا مسبقا، والفريق الآخر يطلب التزاما معاكسا تماما، وبالتالي هنا شعرت تماما اكثر واكثر ان الدور هو لموضوع وسطي، ان نستطيع ان نأخذ هذا الموضوع الى الحوار ونهتم بالامر المعيشي الاساسي للبنانيين».
وعن كونه التزم خطيا في العام 2005 باجراء الانتخابات، ووصفت الحكومة آنذاك بأنها نجحت في آداء مهمتها، فلماذا لا تلتزم خطيا، قال: «في عام 2005، اولا لم ألتزم خطيا لا في ال`2005 ولا الآن، لانني ألتزم فقط امام ربي وامام الشعب اللبناني بأنني ما أقوم به هو واجبي نحو وطني، في الـ 2005 التزمت نعم، انا شخصيا التزمت بأمرين، التزمت باجراء الانتخابات النيابية وهذا في وقت كان امرا دستوريا، استحقاق دستوري طبيعي فالتزم بالدستور، التزمت نعم بعدم الترشح للانتخابات، كان هذا القرار شخصيا، انا املك هذا القرار، ولكن اليوم امام مفصل مهم جدا وامام رأيين مختلفين تماما، فلا يمكن ان ألتزم مع هذا الطرف او مع هذا الطرف، ألتزم بتقريب وجهات النظر ضمن حوار وضمن اجماع لبناني، وضمن غطاء عربي، لكي اصل باذن الله الى شاطىء الامان».
وعن شكل الحكومة هل هي تكنوقراط او سياسية، قال: «لا يمكن ان اقول عن وقت تشكيل الحكومة.. معي وقت، وأعي تماما ضرورة الاسراع ولكن ليس التسرع، شكل الحكومة كلها معروفة، الحكومة يجب ان تضم شرائح هذا المجتمع، شرائح الكتل السياسية والاحزاب السياسية، سأسعى قدر المستطاع وبكل جهد لاشراك الجميع، واناشد هنا، واتمنى الا يكون هناك نوع من المقاطعة المسبقة للاشتراك بهذه الحكومة، استمعنا بالامس الى الكتل النيابية، انا اقول ان الجو لم يكن سلبيا ابدا، بغض النظر عن اي موقع كنا، وكانت الاجواء تخللتها الاحاديث المثمرة من اجل لبنان، وبناء الدولة اللبنانية وتقوية الدولة اللبنانية».