لايزال خبر استقالة البطريرك صفير من منصبه على رأس كنيسة انطاكية وسائر المشرق المارونية محور اهتمام الأوساط الرسمية والسياسية والروحية على حد سواء.
ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان البطريرك صفير الذي قال أمام زواره «أنا باق معكم حتى يقرر البابا قبول الاستقالة»، لم يتلق بعد أي اشارة من الكرسي الرسولي فيما خص استقالته التي أرسلها خطيا قبل أيام بواسطة السفارة البابوية في حريصا، وقد نقلت بالحقيبة الديبلوماسية بعدما كان أبلغ الدوائر الفاتيكانية رغبته في اكتوبر الماضي شفهيا.
ولا يتوقع، وفقا للمعلومات ان يحسم البابا بنديكتوس السادس عشر خيار قبول الاستقالة الا بعد توافر عاملين:
ـ الأول: وثوق الدوائر البابوية بعودة الهدوء الى الساحة السياسية اللبنانية نتيجة الأزمة التي أحدثتها استقالة الحكومة، وما تلاها من مواقف سياسية حادة أحدثت انقساما بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم عموما، والمسيحيين خصوصا. وثمة من يرى في هذا الاطار ان أي فراغ يمكن ان يحدث في السدة البطريركية المارونية في ظل وضع سياسي غير سليم يمكن ان يؤثر سلبا على الوضع العام للمسيحيين في لبنان، كما يجعل انتخاب خلف للبطريرك موضع تجاذب تدخل فيه السياسة من الباب العريض، وهو أمر يريد الفاتيكان ألا يحدث مطلقا في عملية اختيار البطريرك الجديد.
ـ الثاني يتعلق برغبة الفاتيكان في معرفة اتجاهات المطارنة الموارنة مسبقا في اختيار الرأس الجديد للكنيسة المارونية، على ان يحظى هذا الخيار بموافقة البابا ومجمع الكنائس الشرقية.
من هنا يؤكد مصدر كنسي مطلع ان الفاتيكان لن يعلن قبول استقالة البطريرك قبل «التفاهم» مع مطارنة الطائفة على هوية الخلف وتوجهاته.