بيروت ـ زينة طبارة
رأى نائب رئيس المجلس النيابي الاسبق ايلي الفرزلي أن تحذير عضوي مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوريين جون ماكين وجوزف ليبرمان لبنان من المس بالمحكمة الدولية ومن هيمنة «حزب الله» لاحقا على حكومة الرئيس ميقاتي، جاء تعبيرا عن موقف الادارة الاميركية في محاولة للتخفيف من قدرة الحاضنة النيابية للرئيس المكلف نجيب ميقاتي المتآلفة والمتحالفة مع «حزب الله»، معتبرا ان المهمة السياسية الموكلة الى كل من ماكين وليبرمان كانت استباق مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، عبر تقديم الحجة والمبرر لحماية وظيفة المحكمة الدولية من أي قرار قد تتخذه حكومة الرئيس ميقاتي لا يتماهى مع المخطط الاميركي ـ الاسرائيلي المشترك لضرب جسم الممانعة الممتد من طهران حتى الضفة الشرقية للبحر المتوسط.
ولفت الفرزلي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان أي موقف رسمي مناهض للمحكمة الدولية قد تقدم على اتخاذه الحكومة الميقاتية لاحقا، سيؤدي حكما الى كسر شوكة الادارة الاميركية وإسقاط سلاحها المتمثل في المحكمة والذي تشهره في وجه دول الممانعة كوسيلة وحيدة لحماية الدولة العبرية الغاصبة في المنطقة، مشيرا ردا على سؤال عما اذا كان الرئيس ميقاتي سيتجاوب مع تحذيرات ماكين وليبرمان ويلتزم بالمحكمة الدولية، الى انه من السابق لأوانه إخضاع توجهات الرئيس ميقاتي للتكهنات والتحليلات، كون الموضوع برمته سيخضع لتقييم حقيقي من قبل مجلس الوزراء مجتمعا، يزين على أساسه مصالح لبنان العليا ويعمل جاهدا على منع تداعيات القرار الاتهامي على لبنان، معتبرا انه لابد من مقاربة مجلس الوزراء لملف المحكمة الدولية بجدية لوضع حائل ما بين اللعبة السياسية في الداخل اللبناني وبين لعبة الامم واستخدام القرار الاتهامي ضد سياسة دول الممانعة الاقليمية. على صعيد آخر، وعلى خط تشكيل الحكومة، لفت الفرزلي الى ان استمرار واقع تشكيل الحكومة على حالته الراهنة سيؤدي الى انعكاس سلبياته على صورة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وعلى مسار الغالبية النيابية الجديدة، وذلك لاعتباره ان تلك السلبيات ستعطي انطباعا ان الغالبية غير قادرة على صياغة مشروع استراتيجي حقيقي على المستوى الداخلي، وغير مؤهلة لإدارة البلاد وقيادتها بشكل سليم ومنيع، مشيرا الى ان الغالبية الجديدة موجودة في موقع المُجبر على أخذ البلاد باتجاه تشكيل الحكومة، لاسيما ان صورة الرئيس المكلف، وبالرغم من كل المقويات الدولية والعربية أخذت تصاب بالضعف نتيجة التأخير في تشكيل الحكومة، داعيا الرئيس ميقاتي الى اعادة تزخيم صورته عبر الخروج من الكذبة السياسية المتمثلة بحكومات الوحدة الوطنية والمضي قدما بتشكيل حكومة أكثرية حتى ولو كانت من لون واحد، وذلك لاعتباره ان حكومات الوحدة الوطنية لا شأن لها سوى الغاء إمكانيات الاكثرية النيابية وإلغاء دور المجلس النيابي لجهة المراقبة والمحاسبة، وبالتالي العودة بالبلاد الى استخدام لغة الموالاة والمعارضة تعيد للمجلس النيابي الحياة البرلمانية الديموقراطية الطبيعية.