بيروت ـ عمر حبنجر
المراوحة الحكومية مستمرة، أقله حتى نهاية هذا الاسبوع الذي سيقفل على مهرجان شعبي حاشد لقوى 14 آذار في ذكرى نشوئها السادس، في شهداء لبنان الاحد المقبل، وربما الى ما بعد صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والشهداء الآخرين، المرتقب في أي وقت من هذا الشهر.
لكن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيواصل تحركه على طريق التأليف المزروع بالاشواك في مسعى لتحضير الارضية الداخلية للحدث المرتبط بأكثر من وتر داخلي واقليمي ودولي.
الرئيس المكلف امام حملة يشنها مرشحوه الى رئاسة الحكومة، على المعارضة الجديدة التي كان منها ولها، من محور المحكمة الدولية البالغ الحساسية، عبر المطالبة بتجميد التعاون مع هذه المحكمة الى حين تشكيل الحكومة المراد منها فك العلاقة مع تلك المحكمة، وهذه سابقة غير معهودة بالنسبة للبنان العريق في التزام تعهداته حيال المنظمة الدولية.
يقابل ذلك حملة من هذه المعارضة، أي من 14 آذار، على الرئيس المكلف، من زاوية استشعار ميله نحو الاستجابة لرغبات حلفائه الجدد، بما يخص المحكمة الدولية.
وفي هذا الوقت، تواصل القوى المتحالفة تحت مظلة 8 آذار، حملاتها الاستفزازية على رئاسة الجمهورية، ويعكس الوزير السابق وئام وهاب توجهات هذه القوى، بإطارها المحلي والاقليمي، وفي آخر تصريحات وهاب مساء السبت لقناة otv التابعة للعماد ميشال عون، اعتبر وهاب ان المشكلة هي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بداعي إصراره على حصة في الحكومة موازية لحصة كتلة نيابية، قاصدا كتلة العماد عون.
وقال وهاب ان العماد عون «سيأخذ حقه حتى آخر بارة» متوقعا ولادة قريبة للحكومة، وسخر وهاب من مطالبة المعارضة الجديدة بمعالجة سلاح حزب الله في الداخل، معتبرا الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يهدد به البعض كذبة كبيرة.
أوساط ميقاتي
أوساط ميقاتي تحدثت لـ «النهار» عما أسمته محاولات خبيثة لإغراق رئيس الحكومة المكلف في سجالات والتزامات قبل تأليف الحكومة وقبل إنجاز البيان الوزاري، الذي يحدد سياستها في حين انه يعرف دوره، ويركز اهتمامه على تأليف حكومة تطمئن الجميع وهو يدرك أيضا هذه المحاولات الهادفة الى تحويل الأنظار عن تأليف الحكومة نحو محاور أخرى، حسبما قالت الاوساط، التي أضافت ان ميقاتي آل على نفسه عدم الدخول في سجالات مع أحد، وعدم الانزلاق في سياسة المحاور المحلية، وانه في الوقت نفسه لن يتأخر في الرد، ولن يتردد في وضع النقاط على الحروف عند الضرورة، وهذا ما فعله في غير مناسبة، وذلك حسب مصادر الرئيس المكلف.
عراجي يرجح اعتذار ميقاتي
لكن النائب عاصم عراجي (المستقبل) اعتبر ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي غير قادر على تشكيل الحكومة لأنه محاصر من قبل حلفائه الجدد، مرجحا وصول ميقاتي الى مرحلة يعتذر فيها عن التأليف، مرجعا الأسباب الى الاعتبارات الاقليمية.
مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال الوزير محمد شطح أكد ان عدم تشكيل الحكومة لا يؤثر على عمل المحكمة الدولية.
وأضاف لإذاعة «صوت لبنان» ان الرئيس المكلف أراد ان يدخل من باب رئاسة الحكومة بين فريقين أساسيين في البلد لكن الآن هناك مشكلة تشكيل الحكومة التي لم يحلها التكليف، بسبب عراقيل أتت من الفريق الذي أتى بميقاتي، وربما وجد بعضها في استمراره كمكلف دون تأليف له جدواه، بحيث يظل الوضع الدستوري في لبنان معلقا وبالتالي هذا ما يفيد بإعاقة المحكمة الدولية كما يعتقد البعض.
وحول دعوة النائب محمد رعد لتجميد المحكمة الدولية حتى تأليف الحكومة، قال هناك جانب قانوني حيث لا وجود للتجميد.
الحريري قابل الأمير نايف
إلى ذلك التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الموجود حاليا في الرياض أمس النائب الثاني لرئيس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز حيث عرض معه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والعلاقات بين البلدين. وكان الحريري التقى أمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم السبت بحضور الوزير السابق باسم السبع والمستشارين نادر الحريري وهاني حمود وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين والوضع السائد في لبنان والمنطقة.
وذكرت معلومات ان وفدا موسعا من قيادات 14 آذار ووزرائها ونوابها يستعدون للتوجه الى المملكة العربية السعودية للانضمام الى الحريري في زيارة الاطمئنان على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتهنئته بالتعافي. وأظهرت الاتصالات التي أجراها الحريري في الرياض استمرار الدعم السعودي للبنان وقضاياه.