بيروت ـ عمر حبنجر
فتح الحشد الشعبي الكبير في «ساحة الحرية» في بيروت الباب أمام فرصة جديدة للتلاقي بين الاكثرية الجديدة والمعارضة الجديدة بين 14 آذار المتجددة شعبيا وسياسيا وبين 8 آذار الممسكة بقيادة الحكومة الصعبة المراس والتشكيل.
فبعد اعادة التوازن الشعبي بين 14 و8 اذار، هل من مبادرة الى اعادة التوازن الحكومي والسياسي، وصولا الى حوار متجدد يعيد الملفات الخلافية الى دائرة التفاهمات بالحدود الدنيا على الاقل؟
هذا ما طرحته جهتان من خط المعارضة، الجماعة الاسلامية التي لم تشارك في حشد 14 آذار بداعي الحذر من طريقة طرح موضوع سلاح حزب الله، وتيار المستقبل بشخص النائب سمير الجسر، الذي رأى العودة الى الحوار أفضل سبيل للخروج من دائرة التشنج الحاصلة.
مخاوف قيادية من الرد على الحشد بالحشد
في الوقت عينه، عبر قيادي سياسي لبناني كبير لـ «الأنباء» عن مخاوفه من المرحلة المقبلة إذا ما استمر الانقسام الحاصل على هذا النحو، المرجع المقترب من الوسطية في بعض المفاصل رأى أن أي تحرك لقوى 14 آذار انطلاقا مما ترتب على جمهور الأحد الحاشد، سيقابل بتحرك من 8 آذار في الشارع، وبالتالي في مجلس النواب، حيث ستبرز المناصفة النيابية المعطلة للإنتاج التشريعي، اقله قبل اعلان القرار الاتهامي للمدعي العام الدولي وتداعياته المرتقبة.
وقد ثبتت قوى 14 آذار موقعها التمثيلي الكبير في المعادلة الشعبية، ورسمت سقفا للتوازنات السياسية سواء في المعارضة أو في الموالاة.
بري للرد على الضجيج بتسريع تشكيل الحكومة
ردود فعل قوى الثامن من آذار اجمعت على الدعوة الى تسريع تشكيل الحكومة. زوار رئيس مجلس النواب، الذي طاله خطباء ساحة 14 آذار بالكلام نقلوا عنه ان افضل رد على «ضجيج» قوى 14 آذار يكمن في الاسراع بتشكيل الحكومة.
ويقول بري: لم يعد يوجد اي مبرر لتأجيل التأليف.
ورد على سؤال حول مهرجان قوى 14 آذار بالقول: «لا تعليق».
ميقاتي مستعد للتنحي
بدوره أكد الرئيس نجيب ميقاتي استعداده للتنحي إذا لم يستطع حماية البلد، موضحا ان هدفه من الترشح لرئاسة الحكومة انقاذ لبنان.
وقال لمـجلة «تايم» الاميــركية: لا أريد شــيئا لنفسي، وسأبذل قصــارى جهدي لانقــاذ البلاد، وانا ابحث عن مصلحة لبنان على مسـتوى المجتمع الدولي، اخذا في الاعتبار ما تريده الطائفة السنية، التي تريد الاستقرار في البلد مع عدم الافلات من العقاب لقتلة الرئيس رفيق الحريري.
وردا على سؤال قال ان حزب الله اسقط حكومة الرئيس الحريري لكن الأمر جرى بطريقة دستورية باستقالة الوزراء.
واضاف انه متــمـــسك بالبيان الوزاري الــسابق للحكومة
ما قيل يستدرج الفتنة
وكان رئيس الحكومة المكلف علّق على مضمون الخطاب في 14 آذار التي تناولته أيضا في بعض المجالات، ان ما قيل يستدرج الفتنة. ونقل عن ميقاتي القول اليوم نتأكد أكثر من اي وقت مضى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو شهيد وحدة لبنان، لأنه لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة قرب ضريحه.
باسيل وسترة الحريري
جبران باسيل لم ير في الحشود ارقاما عالية، بينما تجاوزت وسائل اعلام هذه القوى مضامين الكلام للتركيز على كيفية خلع سعد الحريري سترته، على غرار الرئيس الأميركي اوباما ونائبه جو بايدن واستحضار أشرطة ارشيفية بهذا الخصوص كما فعلت قناة الجديد المناهضة للحريري في حين بدت هذه الخطوة الشبابية للحريري محل ابتهاج العناصر الشبابية التي شاركت بالحشد الشعبي بكثافة فائقة.
الحصة العونية
إلى ذلك، تجدد الحديث صباح امس عن لقاء قريب جدا بين الرئيس المكلف والعماد ميشال عون بغية حسم الحصة العونية في الحقائب والأسماء.
وكان اللافت أمس موقف وزير الاقتصاد محمد الصفدي الداعم لتكليف الميقاتي والمدرج اسمه على لائحة حكومته العتيدة باعتراضه على كلام العماد عون عن الرئيس الراحل رفيق الحريري واصفا إياه بفقيد عائلته، وليس شهيد 14 آذار، الوزير الصفدي قال ان سلاح المقاومة تبرره وجهة استعمال واحدة وهي الدفاع عن لبنان في وجه اسرائيل، واضاف ان اي تبرير لاستخدامه في وجهة أخرى مرفوض بالمطلق ويسقط عن هذا السلاح شرعية المقاومة كما اعلن الصفدي عن رفضه التصريحات التي تناولت الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي هو شهيد كل لبنان.
خدمة مشروع إسرائيل
مصادر نيابية في حزب الله اعتبرت ان الشعارات التي اطلقت في ساحة الشهداء لا تخدم إلا مشروع اسرائيل وزرع الفتنة.
والموقع الإلكتروني للحزب التقدمي الاشتراكي تناول الحشد الشعبي الذي غاب عنه الحزب رسميا، وحضر شعبيا بالقول: انه لا يمكن لأحد أن ينكر بأن هذا المشهد الجامع لأطياف وقوى كبيرة في البلد يمثل نصف الشعب الذي اراد بحضوره التعبير عن رفضه لواقع وأخطاء لاسيما ما يتعلق باستخدام السلاح في الداخل، داعيا الى مراجعة نقدية لمرحلة ما بعد اسقاط الحكومة ومد جسور الحوار بين اطياف الشعب اللبناني. ويعاكس هذا الطرح الملامس لدعوة العودة الى مربع الحوار والتفاهم وجهة نظر الرئيس بري المستعجل على تشكيل الحكومة بمن حضر من قوى 8 آذار والحلفاء المستقلين.