بيروت ـ محمد حرفوش - وكالات
قال السياسي اللبناني طلال عواضة ان توسيع مجلس التعاون الخليجي يعد خروجا له عن تركيبته ومحيطه الجغرافي ليشمل دولا بعيدة المسافة تتقاسم نفس القيم والمبادئ والتوجهات.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي، رحب فيه عواضة بالمبادرة الخليجية القاضية بانضمام المملكة الاردنية الهاشمية والمملكة المغربية الى مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا انها تساعد على توطيد العلاقات وتعزيز التضامن والتواصل بين دول المنطقة.
وقال عواضة: في حال نجاح مفاوضات الانضمام، فإن المنطقة ستشهد تغييرا مهما في بنيتها السياسية والأمنية خاصة، كما سيساعد كلتا الدولتين على تقوية بنيتها ونظامها الاقتصادي، وشدد على ضرورة استمرار المفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك.
واشار عواضة الى ان قادة دول الخليج هم الاكثر حرصا على دعم جميع الدول العربية من دون استثناء والسعي الى ما يصب في مصلحة هذه الدول وشعوبها مشددين على اهمية توحيد الهدف والمصير المشترك للوصول الى منظومة عربية متينة وصلبة بوجه من وصفهم بأعداء الامة.
ولفت عواضة الى اهمية اتخاذ مثل هذا القرار حكيم وصائب، مشيرا الى ازدياد الاخطار والاطماع الاجنبية التي وصفها بالشرسة تجاه الدول العربية الشقيقة، خصوصا بعد التدخلات الايرانية التي قال عنها عواضة انها وقحة ومستفزة.
وتمنى عواضة ان يصبح مجلس التعاون اتحادا عربيا متكاملا ذا عملة موحدة وبتبادل تجاري مفتوح من دون عراقيل جمركية او ضرائبية، اضافة الى الانتقال الحر للمواطنين العرب بين بلدانهم العربية، والمساعدات المالية والعسكرية اي ان تكون الدول متضامنة في الدفاع المشترك بعضها عن البعض.
وختم عواضة: اتمنى على مجلس التعاون توجيه دعوة الى لبنان لانضمامه اليه من جهة، كما ادعو الجمهورية اللبنانية من جهة ثانية اذا تقدمت لها الدعوة الى عدم تفويت هذه الفرصة الذهبية الثمينة لأنها ستساعد لبنان على مختلف اصعدته السياسية والاقتصادية والأمنية.
من جهة اخرى أبدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت مخاوفها ازاء محاولات اعادة لبنان صندوق بريد ساخن.
وقالت: في الذكرى الـ 63 لنكبة فلسطين كاد يتحول لبنان الى بلد منكوب، ليس لسبب سوى أن سورية التي تريد تحويل الأنظار عن التطورات الأمنية التي تشهدها الساحة الداخلية، أوعزت بفتح الجبهات الثلاث الفلسطينية واللبنانية والسورية في ترجمة عملية لتهديداتها بأن استقرار اسرائيل من استقرار سورية، ولعل اختراق مئات الفلسطينيين الحدود في الجولان للمرة الأولى منذ عام 1974 وتاريخ توقيع اتفاق فك الاشتباك بين دمشق وتل أبيب، ليس أمرا عفويا، وكذلك الأمر في لبنان (انتهاك القرار 1701) وغزة (ضرب المصالحة الفلسطينية).
وبحسب المصادر فإن أبرز الرسائل التي أُريد توجيهها مفادها:
٭ أولا: ان دمشق مازالت تستطيع تحريك الساحتين اللبنانية والفلسطينية وان مفاتيح الحرب مازالت بحوزتها.
٭ ثانيا: ان المصالحة الفلسطينية لا تعني وقف استخدام الساحة الفلسطينية لأغراض سورية او ايرانية.
٭ ثالثا: ان الأحداث في سورية لا تؤثر او تنعكس على دورها وموقعها في الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
٭ رابعا: ان على المجتمع الدولي تمديد فترة السماح المعطاة للنظام السوري تحت عنوان «إما استمرار غض النظر او إشعال المنطقة على قاعدة عليّ وعلى أعدائي».
وأشارت المصادر الديبلوماسية الى ان اطلاق شعار «الانتفاضة الثالثة» على ما جرى نهار الأحد الفائت يؤشر على خطورة وأبعاد ما يتم التحضير له، وهو ما يستدعي أقله من قبل المسؤولين اللبنانيين اتخاذ أقصى الاجراءات لمنع ابقاء لبنان صندوق بريد للرسائل الساخنة في هذا الاتجاه او ذاك، فإن تقرر وقف العمل بالهدنة في سورية وبالقرار 1701 في لبنان، وبإطلاق النار في غزة ليس أمرا تفصيليا، وهذا ما يتطلب مواكبة للحؤول دون تحويل لبنان مجددا الى ساحة مستباحة.