بيروت ـ عمر حبنجر
الترقب والانتظار مازالا عنوان المرحلة اللبنانية الراهنة، الاطلالة الجديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من «النبي شيت» لم تحمل جديدا بالنسبة للأولوية اللبنانية الملحة الآن، وهي تشكيل الحكومة، لا بل انه خيب رهان البعض على ضغط يمارسه على حليفه العماد ميشال عون، كي يتراجع عن بعض شروط المسكوبية، عندما اعلن وبالفم الملآن، انه لن يضغط على أحد من الحلفاء، ناسبا إلى رئيس الجمهورية والحكومة بالمقابل الخضوع لضغوطات الولايات المتحدة.
ومع الانتظار الذي تجاوز الاربعة أشهر، لم تظهر حتى الآن أي بارقة أمل، فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، تتحدث أوساطه عن عُقد متعددة ناجمة عن سقف مطالب مرتفع لفريق محدد من الاكثرية الجديدة، في حين يبدو أن المأزق الحكومي بلغ حدود التناقض الواضح بين اهل بيت الاكثرية الجديدة الواحد. فالوزير السابق وئام وهاب رأى بالأمس ان تسمية الأكثرية للرئيس المكلف نجيب ميقاتي كانت خطأ.. بينما حليفه النائب سليمان فرنجية، يؤكد من جانبه على صوابية تسمية ميقاتي، محملا الآخرين مسؤولية تأخير التشكيل. عبر الضغط الخارجي والدولي.
وقد تحدث الأمين العام لحزب الله بهذه اللغة ايضا، لغة الضغوط الاميركية والغربية عموما على رئيس الجمهورية كما على الرئيس المكلف.
في هذا الوقت تبقى عيون اللبنانيين شاخصة إلى سورية التي تشهد احتجاجات متواصلة وفي هذا الاطار تحدثت أوساط سياسية لبنانية لـ «الأنباء» عن تطورات سياسية مرتقبة من جانب «المعارضة السورية» المقدر اجتماعها الأول العلني في اسطنبول قريبا.
وقالت الأوساط ان المجتمعين أمام خطوة من اثنتين، تشكيل حكومة منفى، أو إقامة مجلس انتقالي على غرار ما فعلت المعارضة في ليبيا.
وعلى المستوى اللبناني اعرب النائب خالد الظاهر، ممثل منطقة عكار في البرلمان اللبناني عن خشيته من توغل القوات السورية في منطقة وادي خالد اللبنانية الحدودية، انطلاقا مما يساق من اتهامات كاذبة ضد تورط لبنانيين بأحداث سورية، محذرا من استغلال انسحاب الجيش اللبناني من تلك المناطق.
وكشف ضاهر ان نيران الرشاشات السورية التي تطلق عشوائيا من بلدة «تلكلخ» تصل الى بلدة البقيعة اللبنانية، وان الجيش اللبناني يتواجد في تلك المناطق بالنهار ويغيب بالليل.
الوزير محمد رحال (المستقبل) قال من جهته ان التخوف من دخول عسكري سوري الى عكار هو تخوف طبيعي.
وأكد رحال وجود قرار واضح وصريح من تيار المستقبل برفض أي حراك داخلي مناهض للنظام السوري، ويضيف: نحن أول من عارض طلب حزب التحرير التظاهر في طرابلس ضد النظام السوري، ومازلنا نعارض ذلك، كي لا نعطي اجهزة المخابرات السورية وقوى 8 آذار أي ذريعة لتصدير الاحداث السورية إلينا.
النار السورية إلى لبنان
الرئيس سليم الحص اعرب عن خشيته من أن يستمر الوضع متدهورا في سورية لأنه من الممكن ان يشتعل في لبنان، مشددا على ان اميركا مصرة على ضرب محور الممانعة في المنطقة.
وعن الحكومة قال الحص: لو كنت مكان الرئيس ميقاتي لشكلت الحكومة كيفما أرى، وأذهب إلى مجلس النواب إذا نالت الثقة يكون به، واذا لم تنلها امشي واترك الأمر لسواي.
من جهته وتعليقا على امتناع السيد نصر الله عن الضغط على حلفائه، والمقصود العماد عون، قال عضو كتلة التغيير والاصلاح د.سليم سلهب، ان هذا يعني قناعة حزب الله بأن مطالب العماد عون محقة.
واستدرك قائلا: ليت المشكلة مشكلة مطالبنا، المشكلة في ان الوزارة لن تتألف في الوقت الحاضر، وربما الى ما بعد الصيف.