٭ انتظار وترقب: في رأي مصادر مراقبة ان لبنان وسورية ينتظران الحدث الذي يمكن ان يخترق حال الستاتيكو في البلدين لينقلهما من مرحلة الى اخرى. ورغم ان سورية وحلفاءها في لبنان يتحدثون دوما عن قرارهما الذاتي وعدم السماح بالتدخل في شؤونهما، إلا ان كليهما خاضع اليوم لإرادة المجتمع الدولي. وتراقب مصادر سياسية لبنانية في هذا الإطار الحدث من زاويتين، الاولى نشر القرار الاتهامي، وهو أمر يتقاطع لبنان وسورية حوله، لأن تداعياته ستكون مباشرة على كليهما.
والثانية الانتخابات التركية التي تنتهي في 12 الجاري. فتركيا التي قادت الدول الغربية نحو تصعيد مواقفها من دمشق، ستكون لها بعد الانتخابات الكلمة الفصل فيما ستؤول إليه الأوضاع في سورية عبر مجلس الأمن أولا، وكذلك عبر الحركة الاحتجاجية الداخلية. وأنقرة في هذا الإطار كانت واضحة حين كررت مرات عدة ان الوقت يضيق أمام الأسد. وتبعا لذلك ستكون تركيا وسورية بدءا من الجمعة التي تلي 12 الجاري على موعد مع متغيرات جديدة. والحدث السياسي يقابله ايضا حدث امني، اعتاده لبنان. وفضلا عن احتمال فتح الجبهة جنوبا، (وهنا موعد آخر مع ذكرى حرب 1967)، لنقل المواجهة الى ساحة اخرى، فإن ثمة خشية من اللجوء الى خضة أمنية داخلية تكون بمثابة تنفيس للاحتقان المضبوط حتى الآن.
٭ حدث كبير: لا تستبعد مصادر ديبلوماسية أن يتم تشكيل الحكومة على اثر حصول حدث كبير، إن في لبنان، أو في سورية، أو في موضوع القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك مثلما تم انتخاب رئيس الجمهورية بعد حدث كبير تجلى آنذاك في أحداث 7 مايو.
٭ خشية من تدهور الوضع جنوباً: انشغلت دوائر أميركية معنية بالشرق الأوسط بمجموعة تقارير كشفت أن حزب الله كثف في الأسابيع الأخيرة عمليات نقل الأسلحة والذخائر من سورية في اتجاه لبنان والجنوب قد يكون ضمنها سلاح «كاسر للتوازن» حسب الوصف الإسرائيلي، وأبدت هذه الدوائر خشيتها أن يسفر تنامي التوتر وازدياد عوامل الاصطدام إلى تدهور الأوضاع العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، خصوصا ان المواجهة قد تكون مطلبا للطرفين:
- ففي إسرائيل قيادة عسكرية جديدة تتمثل برئيس الأركان بيني غانتس المؤمن بقوة جيشه، والذي يرى في حزب الله خطرا استراتيجيا. وآخر تصريح لغانتس كان قبل نحو 3 أسابيع، دعا فيه الجيش الاسرائيلي الى الاستعداد لحرب على جبهات عدة دفعة واحدة.
- أزمة النظام السوري تزيد من إمكانات تنفيس التوتر من خلال اشتباك ضد إسرائيل، وفي خطوة تهدف أساسا إلى تشتيت الانتباه عن الداخل السوري وتسرع من إنهاء الاحتجاجات.
٭ تخوف من توسيع دائرة استهداف اليونيفيل: ضغط ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس في الأسابيع الأخيرة للتعجيل في تأليف حكومة تتحمل مسؤوليتها بما يطمئن الدول المشاركة في اليونيفيل، علما ان مراقبين سياسيين في بيروت يقولون ان أي مخطط لاستخدام جنوب لبنان في أي اتجاه لم يردعه في السابق وجود حكومة كاملة الصلاحية. وكان ويليامس زار ألمانيا أخيرا في طريقه الى الدول الأوروبية الأخرى في مسعى لإقناع هذه الدول من أجل إبقاء مشاركتها في اليونيفيل من دون تغيير، خصوصا ان المشاركة البحرية الألمانية مهمة بقدر كبير وسحبها يمكن ان يفتح الباب أمام اعتراض إسرائيل بواخر أو سفنا بذريعة نقلها أسلحة الى حزب الله، مما قد يفتح الأمور على احتمالات خطيرة. وأبدت مصادر تخوفا من توسيع دائرة الاستهدافات الأمنية ضد اليونيفيل ليس على الطريق الساحلي فحسب بل أيضا في مناطق انتشارها في الجنوب في محاولة لتقويض مهمتها وإنهاء دورها، وبالتالي عودة التوتر الى الجنوب اللبناني.