أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ان التحولات التي تجري في المنطقة توحي بأن تحقيق هدف تحرير القدس بات أقرب من أي زمن مضى، مؤكدا أن خيار التفاوض لاستعادة القدس ليس خيارا واقعيا، مشددا على أن كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمل مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية ودينية إزاء المدينة المقدسة.
وفي كلمة له خلال ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين في قاعة «رسالات» في الضاحية الجنوبية لبيروت امس، لفت السيد نصرالله إلى أن مسألة القدس في جوانبها المتعددة هي مسألة فريدة من نوعها، موضحا ان القدس هي أرض مقدسة ومباركة وهذا ما تجمع عليه الديانات، وتتطلع إليها عيون المسلمين والمسيحيين في القارات الخمس، وهي تضم مجموعة من مقدسات المسلمين والمسيحيين من المسجد الأقصى إلى كنيسة القيامة».
وأشار السيد نصرالله إلى أن المنطقة قسمت في سايكس بيكو من أجل القدس، متوقفا عند آخر المشاريع على هذا الصعيد، في إشارة إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أسقطته حركات المقاومة، كما قال. وحذر من أن أهل القدس يتعرضون للإبعاد لإفراغها ولتصبح من لون واحد معروف».
وفيما أكد أن كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمل مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية وإيمانية ودينية تجاه هذه المدينة المقدسة وتجاه مستقبلها وهويتها ومصيرها، شدد على «المسؤولية الإيمانية والدينية أو الشرعية على هذا الصعيد. وفيما أكد أن الجيل الذي بلغ سن التكليف بعد 1967 أي بعد ضياع القدس لا يتحمل مسؤولية احتلالها، أشار إلى أن هذا الجيل يتحمل في المقابل مسؤولية بقائها تحت الاحتلال إلى اليوم. وشدد على وجوب الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومواجهة تهويد القدس عبر برامج موضوعة ومدروسة، لافتا إلى أن الجدية والعمل مطلوبان في هذه المواجهة في سبيل الحفاظ على هوية القدس وسكانها. وأعرب السيد نصرالله عن اعتقاده بان خيار التفاوض لاستعادة القدس ليس واقعيا، حتى لو سلمنا جدلا أن التفاوض مع إسرائيل يمكن أن يوجد حلا لقضية اللاجئين مثلا وغيرها من القضايا، ملاحظا أن إيجاد حل لمسألة القدس مستحيل نظرا للإجماع الإسرائيلي على أن القدس هي العاصمة النهائية لإسرائيل، فضلا عن الالتزام الغربي بإسرائيل وخاصة ما أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أيام عن الالتزام «المقدس» بأمن اسرائيل، مستغربا في هذا الإطار صمت بعض «حلفاء» هذه الإدارة.
وفيما أكد أنه لم يبق إلا خيار المقاومة لاستعادة القدس، أشار إلى أن التحولات الكبرى الجارية في العالم على أكثر من صعيد «تجعلنا نشعر أننا أقرب إلى تحرير القدس من أي زمن مضى».
ولفت على هذا الصعيد إلى صمود الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية رغم كل الارتكابات بحقه، وبقاء القضية الفلسطينية حية طوال الفترة السابقة وسقوط الشاه وانتصار الثورة الإسلامية في إيران الداعمة المطلقة للقضية الفلسطينية، وإعلان الإمام الخميني آخر جمعة من شهر رمضان يوم القدس العالمي، وانجازات المقاومة في لبنان وفلسطين وآخرها في العراق، والتحول الكبير في مصر والعراق، وتراجع دور الولايات المتحدة، والضعف في الكيان الإسرائيلي واستعداد الأمة للمضي في خيار المقاومة كما أثبتت السنوات الماضية».