- الاستحقاق الرئاسي مطلب دولي وحاجة إيرانية ملحة
بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.احمد فتفت ان محاولات العماد عون استغلال طلب بكركي باحترام حقوق المسيحيين لفرض شروطه التعجيزية على الاطراف السياسية وابتزاز الرئيسين سليمان وسلام تحت عنوان تأمين الميثاقية للحكومة العتيدة، ليست منطقية وتتعارض مع قبوله شخصيا في العام 2011 بهشاشة التمثيل الطائفي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مشيرا بالتالي الى ان ميثاقية الحكومة تتجسد باجتماع الطوائف اللبنانية فيها وليس بتوزير فريق سياسي معين من طائفة معينة، بدليل ان حكومة الرئيس ميقاتي حازت على الميثاقية على الرغم من غياب تيار المستقبل عنها الاكثر تمثيلا للطائفة السنية على المستويين الشعبي والنيابي، مشيرا من جهة ثانية الى ان التيار الوطني الحر لا يمثل كل المسيحيين في لبنان وبالتالي ليس من حق العماد عون اختصار الميثاقية به والغاء حضور رئيس الجمهورية وتيار المردة والكتائب والطاشناق والمسيحيين المستقلين.
ولفت د.فتفت، في تصريح لـ «الأنباء»، ان ما يهم تيار المستقبل هو المحافظة على صيغة 8 ـ 8 ـ 8 والمداورة الكاملة والتوازن في توزيع الحقائب بين الطرفين، معتبرا ردا على سؤال ان كلام العماد عون عن استعداده لعقد تفاهم ثلاثي بين المستقبل والتيار العوني وحزب الله لا يمثل وجهة نظر المستقبل بشيء، خصوصا ان الاخير يعطي الاولوية للتفاهم مع حلفائه في قوى 14 آذار، معتبرا ان هذا الكلام للعماد عون كناية عن عملية التفاف على المداورة في محاولة لاستعادة حقيبة الطاقة واسنادها الى صهره الوزير باسيل، هذا من جهة، لافتا من جهة ثانية الى ان رغبة عون بعقد اتفاق ثلاثي موجهة ضد الرئيس بري الذي خذله حزب الله من خلال عدم تفاوضه جديا مع العماد عون، معتبرا بالتالي ان المشكلة الحقيقية تكمن بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي قاد هذه المناورة بهدف الاحتفاظ بوزارة الخارجية.
في سياق متصل بأزمة تشكيل الحكومة، تساءل د.فتفت: من يكون العماد عون كي يطالب باعتذار الرئيس المكلف تمام سلام سيما ان ليس له صفة سياسية وميثاقية تسمح له بتجاوز الاحكام الدستورية التي لم تشر الى مهلة زمنية للتأليف؟ معتبرا ان حكومة بمن حضر هي الافضل امام عرقلة التأليف سيما ان الهدف من الشعارات الكبيرة التي يرفعها البعض وتحديدا العماد عون هو تحقيق المصالح الشخصية ومصالح الابناء والاصهار.
في سياق مختلف، لفت النائب د.فتفت الى ان كلام النائب عاصم قانصو عن عدم وجود انتخابات رئاسية في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية في سورية كلام خطير وابتزاز كبير للدستور والسيادة اللبنانية، مشيرا الى ان الجميع يعلم ان حزب الله يسعى لاحداث فراغ في رئاسة الجمهورية، وما كلام قانصو اعلاه سوى تأكيد على هذا التوجه لضرب الاستحقاق الرئاسي، مستدركا بالقول انه كان اولى بالعماد عون ان يتصدى لهذا المشروع بمسؤولية بدلا من الاستماتة على حقيبة من هنا ومكاسب خاصة من هناك، مؤكدا على المستوى الشخصي الا خوف على الاستحقاق الرئاسي لأنه مطلب دولي بالدرجة الاولى وحاجة ايرانية ملحة بالدرجة الثانية، وذلك ليقينه ان ايران تبحث عن عناوين تثبت من خلالها حسن نواياها.
وحول ما يشاع عن وجود قواعد لداعش وجبهة النصرة في طرابلس وعكار، ختم د.فتفت مشيرا الى ان من واجب القوى الامنية المولجة حماية لبنان واللبنانيين، التحقق من صحة هذا الكلام وايفاد المراجع المختصة بالنتائج، علما ان قوى 14 آذار تطالب منذ سنتين بضبط الحدود عبر نشر الجيش اللبناني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية، الا ان الحكومة الميقاتية لم تستجب لهذا المطلب الوطني والملح نزولا عند رغبة حزب الله بابقاء الحدود مشرعة وهي بالتالي تتحمل وحدها مع حزب الله مسؤولية الخروقات الامنية الواقعة على الاراضي اللبنانية.