- جان عبيد في السعودية وجعجع يتعهد لجنبلاط بإكمال مشروعه القديم
- اندراوس نفى صحة الايحاءات التي تطلقها مصادر عون حول ضمانات لديه من الحريري لدعمه
بيروت ـ عمر حبنجر
تتجه سفينة الرئاسة اللبنانية نحو المرفأ التوافقي الخاضع للعناية العربية والدولية، كما يبدو، والرئيس التوافقي هو غير الرئيس التوفيقي الذي يطرح العماد عون نفسه من خلاله، انما ذلك الرئيس الذي لا خصوم له ولا أعداء والذي بوسعه أن يقود البلد في خضم الأزمة الإقليمية المشتعلة في كل لبنان، بدراية وعناية تحفظه من ارتداداتها عليه.
البطريرك الراعي تحدث أمس من روما عن صفات الرئيس المقبول، والقادر على محاورة الجميع، وأيده في هذا الرئيس بري الذي وجد في كلام البطريرك نافذة على الاستحقاق، خصوصا عندما طالب برئيس مقبول من الأطراف، وهذا منطق جديد يساعد على التوافق.
بدوره، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اعتبر أن حصول جعجع على نسبة 37% من عدد النواب، أي الثلث، يعني بنظره الرفض الساحق لهذا الخيار، ونحن كحزب الله نريد رئيسا يحمل سجلا تاريخيا نظيفا، ولا أفهم كيف يستغرب البعض مطالبتنا بالسجل النظيف؟
من جهته، الوزير السابق فيصل كرامي وصف ترشيح رئيس القوات اللبنانية لرئاسة الجمهورية بالمؤشر الخطير، لأن لبنان قائم على توازنات خطيرة، وقال: نحن آل كرامي تحت القانون، لكن عليهم ألا يجربونا، مشيدا بنواب طرابلس الذين رفضوا التصويت لجعجع.
بالمقابل، تعتقد القوات اللبنانية أن فريق الثامن من آذار يعتمد سياسة تعطيل الجلسات الانتخابية المتتالية، إذا لم يضمن وصول مرشحه إلى سدة الرئاسة، وأنه يروج عبر إعلامه بأن العماد ميشال عون هو المرشح «التوفيقي» الذي يتوقع أن يتبنى الرئيس سعد الحريري ترشيحه، علما أن عون والقول للقوات اللبنانية، ليس وفاقيا ولا توافقيا، ولا يؤمن حتى باللعبة الديموقراطية، وقد ترجم ذلك في جلسة الأربعاء الماضي بتطيير النصاب، بإيعاز من حزب الله الرافض وصول مرشح سيادي، معارض لدويلته.
مثل هذا الرهان للعماد عون، تبدى باستمهاله حزب الله والرئيس بري، ردا على استيضاحه حول موقفه الترشيحي، بضعة أيام من أجل التشاور مع الرئيس سعد الحريري لمعرفة موقفه من ترشيحه كمرشح توفيقي، بحسب تعبيره، وعلى هذا الأساس فإن الرئيس بري ومعه حزب الله ينتظران ما ستنتهي إليه هذه المشاورات، علما أن أحد نواب تكتل الإصلاح والتغيير الذي يرأسه عون، أبلغ «الأنباء» بأن نتيجة انفتاح عون على الحريري وتيار المستقبل «كانت سلبية تماما»، لكن يبدو أن رئيس تكتل الإصلاح والتغيير قرر أن يقرع باب الحريري للمرة الأخيرة.
والمعلوم أن الرئيس الحريري قد يتوجه إلى روما للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي للتشاور معه في الملف الرئاسي، إلا أن موعد هذا اللقاء لم يتحدد بعد.
في غضون ذلك، يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تحديد جلسة انتخاب اخرى بعد جلسة الاربعاء المقبلة، على ان يكون موعدها في السابع من مايو، ثم قد يدعو الى جلسات اخرى مع تقصير المدة الفاصلة بين كل جلستين كي ينقذ الاستحقاق الرئاسي.
وأبلغ بري زواره امس بان لقاءه البطريرك الراعي وكلامه يشكلان نافذة على الاستحقاق الرئاسي، خصوصا عندما طالب برئيس مقبول من الاطراف، وهذا برأي بري، موقف جديد يساعد القوى على الوصول الى رئيس توافقي يحظى بقبول اللبنانيين.
وقال بري: انا اريد مرشحين معلنين عندها فعلا يتحرك الاستحقاق، واعتبر ان كل الاطراف اظهرت احجامهم في الجلسة الأولى، ولا احد قادر على احداث اختراق واعتبر ان الصحف كانت سوداوية بعد الجلسة، لكن الوقائع كانت عكس ذلك، بحسب رأيه فنحن لانزال ضمن المهلة الدستورية، والجلسة المقبلة ليست فقط جلسة مرشحين بل جلسة رئيس، لكن ذلك يقتضي وجود مرشحين الى جانب حضور 86 من اصل 128 وعندما تكون لدي معطيات جدية لانتخاب رئيس ادعو للجلسة في اليوم نفسه ولا انتظر اليوم التالي.
من جهته، رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، قال انه لم يجر مشاورات جديدة بين قوى 14 آذار، لكن موقفنا واضح ونحن مازلنا في طور تقويم ما جرى في الجولة الانتخابية الأولى، وسنبدأ التشاور مع 14 آذار بشأن المرحلة المقبلة في خلال اليومين المقبلين.
وما لم يقله الرئيس السنيورة، هو ان وفدا من 14 آذار سيغادر الى السعودية يوم الاثنين للقاء الرئيس سعد الحريري والتشاور معه في الخطوة التالية.
والجديد على مستوى المملكة زيارة المرشح الرئاسي جان عبيد لها، ويقول النائب السابق انطوان اندراوس وهو عضو في تيار المستقبل، ان لعبيد اصدقاء في المملكة. واتهم النظام السوري باختلاق الاخبار حوله والايهام بأنه مرتبط به، انتقاما من عبيد لرفضه التمديد للرئيس اميل لحود عام 2004، ومقاطعته جلسة التمديد في مجلس النواب، حيث كان وزيرا للخارجية رغم الايحاء السوري بوجوب حضور الجميع.
واضافة الى ذلك، تقول مصادر في 14 آذار ان لعنة النظام السوري حلت على عبيد، عندما تناهى للمخابرات السورية انه التقى نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام، رغم نفي عبيد حصول مثل هذا اللقاء.
اندراوس نفى صحة الايحاءات التي تطلقها مصادر العماد عون، حول ضمانات لديه من الرئيس سعد الحريري لدعمه، وان الحريري وفي قسطه لسمير جعجع، وقال: كل غاية هذه التسريبات احداث شرخ بين قيادات 14 آذار.
وفي حديثه لقناة «المستقبل» قال اندراوس عون لن يصوت لغير عون، وهو مصر على الترشح هذه الدورة، ولن يكرر ما حصل عام 2008، وبالتالي لن يقبل برئيس آخر، لأن العمر لم يعد يسعفه، ولئن كان حزب الله يتريث في دعم ترشيحه علنا حتى اليوم.
اندراوس قال انه لا يسقط من اعتباره العودة الى التمديد للرئيس ميشال سليمان.
السفير السعودي علي عواض عسيري اكد من الرياض ان بلاده لم تسم في تاريخها رئيسا لأي دولة، وهناك مثل في السعودية يقول «أهل مكة ادرى بشعابها».
وأضاف لصحيفة «السفير» اللبنانيون وحدهم يعرفون من هي الشخصية التي يمكن ان تقود لبنان وبالتالي الخيار يجب ان يكون لبنانيا. المرشح الرئاسي سمير جعجع أكد الاستمرار في الترشح حتى النهاية. ولفت الى أن فريق 8 آذار يعمل على عرقلة الاستحقاق الرئاسي، بينما سيذهب فريق 14 آذار الى المجلس يوم الأربعاء بجدية تامة، معتبرا أن سياسة الفريق الآخر هي انتخاب مرشحهم، أو لا انتخابات رئاسية.
وقال جعجع لقناة «ال بي سي اي»: إن ترشيحي لا علاقة له بترشح عون، معتبرا أن تفاهما على الرئاسة بين 8 و14 آذار على رئيس توافقي يعني وضع رئاسة الجمهورية في البراد.
وتوجه جعجع الى النائب وليد جنبلاط، الذي يقود الكتلة الوسطية القادرة على ترجيح الكفة الانتخابية بالقول: بين سنتي 2005 و2010 لعبت دورا أساسيا ومحوريا في تاريخ لبنان، ولم تلعب هذا الدور ليكون لبنان ما هو عليه الآن، بل ليكون وطنا جديا، ودولة جدية، وجنبلاط شخصيا وضع روحه على كفه عدة مرات، في محاولة للوصول اليها، والآن أنا مرشح لأكمل هذا المشروع حتى الآخر، ولن يمشي لا لبنان ولا المسيحيون ولا المسلمون ولا الدروز إلا بقيام دولة فعلية في لبنان، وبرئيس فعلي.
نائب من فريق الثامن من آذار قال لـ «الأنباء» إنه يتمنى فوز العماد ميشال عون، لكنه لا يرى الاجواء مشجعة لا له ولا للدكتور سمير جعجع أو أي مرشح من 8 و14 آذار، متوقعا الفوز لمرشح وسطي قادر على إدارة حالة الاستقرار المطلوبة بعيدا عن المواقف المسبقة والتحديات.
النائب الذي تمنى عدم ذكر اسمه، رأى أن المواصفات الدولية لرئيس المرحلة اللبنانية تنطبق الى حد بعيد على المرشح الوسطي هنري حلو، الوحيد بين الأسماء المطروحة الذي لا عداوات له ولا خصوم، وإلا فإننا ذاهبون إلى الفراغ.
النائب عينه استبعد إجراء انتخابات نيابية في الخريف المقبل متوقعا التمديد لمجلس النواب مرة أخرى.
مصادر مطلعة كشفت لـ «الأنباء» أن الفرنسيين والمصريين أعطوا إشارات إيجابية بالنسبة للمرشح حلو.