بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب د.فادي كرم أن مشكلة الاستحقاق الرئاسي، تختصر بوجود عماد سابق يدعي الإصلاح والتغيير والحرص على دور المسيحيين في لبنان والشرق العربي، فيما هو في حقيقة الأمر، رهن نفسه ومعه باقة من المسيحيين لشياطين المنطقة من خلال تحالفه مع فريق إيراني مسلح متمرد على الشرعية، يسطو على مؤسسات الدولة لصالح ما يسمى زورا بمحور الممانعة والمقاومة، معتبرا بمعنى آخر أن تاريخ العماد عون منذ ظهوره على الساحة السياسية في العام 1988 إثر توليه رئاسة الحكومة العسكرية حتى اليوم، لم يأت بعمل إصلاحي واحد ويتيم، بل حرص على تعطيل الدولة وشل مؤسساتها خدمة لحلمه الرئاسي ولأطماع أصهرته بمواقع سياسية وعسكرية نافذة، فمن محاولته نسف اتفاق الطائف من خلال حربي التحرير والإلغاء، مرورا بورقة تفاهمه مع حزب الله إثر عودته من المنفى، وصولا إلى فضائح المازوت الأحمر وباخرة غول والسدود وصفقات وزرائه في الحكومات السابقة، كلها محطات أكدت المؤكد أن إصلاحه وتغييره معني فقط بإصلاح وتغيير وضعه السياسي والمالي والعائلي ليس إلا.
ولفت النائب كرم في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن من وضع رأسه كالنعامة في التراب للتهرب من مسؤولية صهره جبران باسيل عن عطش اللبنانيين وغرقهم في العتمة، ومن التزم الصمت الكامل تجاه تعديات عناصر من حزب الله على أملاك البطريركية المارونية في لاسا ومصادرتها، ومن حمل الرائد الطيار الشهيد سامر حنا مسؤولية اغتياله بسبب تحليقه فوق الأراضي اللبنانية، ومن لم يسأل قادته وأحباءه في دمشق عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية أثناء زيارته لرأس النظام السوري بشار الأسد، ومن لم يحرك ساكنا حيال تظاهرة الانتخابات السورية وتعديات النظام السوري على المناطق الحدودية، ومن ساهم مباشرة في ضرب الاعتدال السني خدمة لدمشق وطهران، لا يؤتمن لا على حقوق اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، ولا على مصير دولة وشعب، ولا يمكن الوثوق به رئيسا للجمهورية وقائدا للسفينة اللبنانية وحاميا للدستور والسيادة والاستقلال، لكل تلك الأسباب يؤكد كرم أن على العماد عون أن يعي أن قوى 14 آذار لن ترضى بتسليم رئاسة الجمهورية من خلاله لحلفائه المحليين والإقليميين وإدخال البلاد في نفق من السواد لا أفق له ولا قرار.
وفي سياق متصل، أكد النائب كرم أنه واهم من يعتقد ولو لبرهة أنه بتعطيله الانتخابات الرئاسية، يستطيع التحكم في هوية الرئيس العتيد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أي إلى الزمن «اللحودي» حيث كانت الرئاسة اللبنانية تشكل غطاء للسلاح الإيراني غير الشرعي ولوصاية الأسد على لبنان، مؤكدا أن قوى 14 آذار وإن تعثرت خطواتها السيادية لبناء الدولة الحقيقية بسبب ممانعة الرابية وحارة حريك، إلا أنها حتما لن تتعثر في إنقاذ الاستحقاق الرئاسي من أطماع الطامعين بكرسي الرئاسة وأصحاب المشاريع الإقليمية التي لا مصلحة للبنان واللبنانيين بها.
على صعيد مختلف، وردا على سؤال حول قراءته لإطلاق الصواريخ من الجنوب والبقاع باتجاه إسرائيل تضامنا مع حركة حماس، أكد النائب كرم أن القوات اللبنانية، كما كل قوى 14 آذار متضامنة مع الفلسطينيين القابعين تحت النيران الإسرائيلية الغاشمة، إلا أن تحرك البعض صاروخيا من الداخل اللبناني، ليس سوى محاولة لسحب لبنان إلى المعركة من خلال الرد الصاروخي الإسرائيلي، متمنيا على الجيش اللبناني تكثيف جهوده لمعرفة كل مطلقي الصواريخ وسوقهم أمام القضاء العسكري بسبب تجاوزهم للشرعية اللبنانية وقرار المؤسسة العسكرية، هذا من جهة، مستغربا من جهة ثانية أن تكون المرة الأولى التي يلقى فيها القبض على مطلقي الصواريخ من الهبارية في الجنوب باتجاه إسرائيل، الأمر الذي إن دل على شيء فهو يدل على أن حزب الله وللمرة الأولى يرفع الغطاء عن مطلقي الصواريخ لسببين رئيسيين هما: الأول لأنه لا مصلحة له بسحب المعركة إلى لبنان في ظل غرقه في الوحول السورية، والثاني بسبب وعده حكومة نتنياهو بأن الحدود اللبنانية مع إسرائيل هي أكثر الأماكن أمانا في العالم ـ (راجع رسالة السيد نصرالله التي حملها نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف إلى الحكومة الإسرائيلية).