- كمال جنبلاط رد على تحذير السادات من تصفيته: سأعود وأموت في لبنان
بيروت ـ عمر حبنجر
وجه النائب اللبناني وليد جنبلاط، في مستهل شهادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والناظرة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اتهاما مباشرا لنظام الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد باغتيال والده كمال جنبلاط في العام 1977، لأن كمال جنبلاط ابلغه معارضته دخول الجيش السوري الى لبنان، ورفضه ان يدخل شخصيا، اي كمال جنبلاط، في «سجنك الكبير»، واكد انه لو ادى رستم غزالة شهادته قبل وفاته لقدم ادلة على تورط الاسد في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وفي مستهل شهادته التي ستمتد لاربعة ايام، عرف المدعي العام عن جنبلاط بالشخصية ذات النفوذ والصديق والحليف للرئيس الراحل رفيق الحريري، وسيشرح لنا دقائق تحالفات الحريري مع لقاء البريستول واهدافه، وكيف انهما اتفقا على ان هذه الاهداف ستؤدي الى مقتل احدهما، وقد قتل الحريري بالفعل.
وردا على سؤال رئيس المحكمة، قال جنبلاط: الدروز مذهب من المذاهب الاسلامية المتعددة والمتنوعة، نحن مسلمون، وجدنا على الساحل اللبناني في القرن الحادي عشر ولعبنا دورا مهما وكان احد امرائنا فخر الدين المعني الكبير حاكما للبنان، ونحن كآل جنبلاط كنا من كبار الاقطاعيين، وعملوا بالسياسة، وعندما جاء كمال جنبلاط الذي تلقى علومه في فرنسا قرر تغيير هذا النهج، ولكن عندما يكون المرء تابعا لاقلية يكون مأزقا.
وردا على سؤال آخر، قال ان الدروز يشكلون 6% من الشعب اللبناني، اي نحو 225 الف مواطن، ومنهم مغتربون في الدياسبورا.
واشار الى مرحلة اغتيال والده كمال جنبلاط، فقال: النظام السوري يومذاك هو من اغتال والدي، لكن بسبب المخاطر المحدقة بلبنان، كان لابد من الذهاب الى دمشق وعقد صفقة تسوية سياسية مع من اغتالوا كمال جنبلاط، لكن انا عربي وعمقي عربي، ومنذ 1977 استمرت تلك العلاقة حتى العام 1991، حيث قام اتفاق الطائف، وكنت خلال هذه المرحلة احد الحلفاء المركزيين للنظام السوري لأن لبنان كان يتعرض لمؤامرة داخلية ولأنه كان يتعرض لضغوطات اسرائيلية.
وبموجب الطائف، جرى تجريد الميليشيات من السلاح، بما فيها ميليشيات الحزب التقدمي الاشتراكي، بينما بقيت ميليشيا واحدة هي ميليشيا حزب الله من اجل تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي.
وردا على سؤال، قال جنبلاط: بعد ذكرى اربعين والدي توجهت الى دمشق.
وسئل: اعتبرت السوريين مسؤولين عن مقتل كمال جنبلاط، هل ان هذا مبني على معطيات لديكم ام انه مجرد تحليل سياسي لاسيما ان التحقيق القضائي في تلك الفترة لم يصل الى نتائج معينة؟ فأجاب: كمال جنبلاط اعترض على الدخول السوري على لبنان في العام 1976 قبل ان يدخلوا رسميا الى كل لبنان قابل الرئيس السابق حافظ الاسد واعترض على دخوله، وقال له: لن ادخل في سجنك الكبير، في السجن العربي الكبير، ربما لم يكن جنبلاط على دراية بالمشروع العربي ـ الاميركي بتكليف وتفويض السوري بإضعاف الحركة الوطنية اللبنانية، وبالتالي بقتل كمال جنبلاط وبتحجيم منظمة التحرير الفلسطينية، كان يعلم انه سيقتل واتته معلومات، وفي آخر سفره الى الغرب ومنه الى القاهرة التقى الرئيس انور السادات الذي قال له: يا اخ كمال، ابق هنا انت مستهدف، فأجاب: لن ابقى، سأعود واموت في لبنان.
اما فيما يتعلق بالتحقيق، فقد كان هناك قاض ممتاز اسمه حسن قواص قام بالتحقيق واستشهد تقريبا، ولدي نسخة عن التحقيق وفيه تفاصيل السيارة التي لحقت بكمال جنبلاط وكيف نزلوا وكيف قتلوه على مشارف قرية بعقلين، ثم كيف ذهبت السيارة الى مركز المخابرات السورية في سن الفيل.
الى ذلك، تابعت اليوميات اللبنانية دورانها في الدوامة السياسية والامنية عينها، حيث توزعت بين معركة القلمون والجولة الحادية عشرة للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله التي انعقدت مساء امس في عين التينة، بعد شحنة الطاقة التي تلقاها المتحاورون من خلال الشروع بتنفيذ الخطة الامنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وركز المجتمعون على نجاح خطة الضاحية وتثبيتها، وقال النائب جمال الجراح (المستقبل): منذ بداية الحوار تم الاتفاق على تحييد السلاح والمحكمة الدولية من اجل تنفيس الاحتقان وايجاد مساحة مشتركة لانتخاب رئيس للجمهورية.