تواجه الصحافة اللبنانية أزمة مالية هي الأخطر والأشد في تاريخها، وطالت صحفا عريقة صمدت كل سنوات الحرب والمحنة. وهذه الأزمة أسبابها متعددة، من تراجع ملحوظ في الإعلانات، الى تراجع البيع في عصر الإنترنت، الى شح الموارد المالية وتوقف المال السياسي الذي كان يأتي عبر جهات لبنانية أو خارجية.
صحيفة «المستقبل» تعاني ضائقة مالية منذ أشهر هي امتداد لضائقة تيار المستقبل. صحيفة «النهار» يقال إنها لم تدفع رواتب العاملين فيها منذ أشهر. صحيفة «السفير» تبحث في خيار التوقف عن الصدور. صحيفة «اللواء» فتحت باب الاستقالات.
فقد انشغل الرأي العام اللبناني والإعلامي أمس الأول بأخبار تدهور أحوال بعض الصحف اللبنانية.
وأرسل رئيس تحرير صحيفة «السفير» طلال سلمان كتابا معمما الى الموظفين أبلغهم فيه أنه «عشية العيد الثالث والأربعين لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي، نواجه ظروفا وتحديات صعبة.
وصحيح أن «السفير» قد عاشت في قلب الصعوبة دائما، إلا أن الظروف قد اختلفت، خصوصا في ظل ثورة المعلومات (مواقع التواصل)، فضلا عن تبدل الأحوال في طول الوطن العربي وعرضه، ونحو الأسوأ مع الأسف.
كذلك، فإن الظروف السياسية والاقتصادية فاقمت الأزمة، لا سيما أنها قد انعكست على الدخل الإعلاني وعلى الاشتراكات وصولا إلى البيع».
وأضاف: «في مواجهة هذا الواقع الصعب والمرشح بأن يزداد صعوبة في المرحلة المقبلة، كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الإدارة في «السفير» إلى طرح الاحتمالات جميعا للنقاش، بما فيها خيار التوقف عن الصدور.
من جهتها، أبلغت صحيفة «اللواء» موظفيها، بمذكرة من رئيس تحريرها صلاح سلام عن فتح باب الاستقالات، ولفتت الى أنه «عطفا على إجراءات شد الحزام وخطوات التقشف الأخيرة، وإفساحا للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم، وحرصا على عدم تحميل أعباء المرحلة الصعبة لمن لا يرغب المشاركة في تحملها، تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية».