- نائب رئيس «الكتائب»: استقالة وزرائنا تطيح بما تبقى من ميثاقية فعلية في البلد
بيروت ـ عمر حبنجر
فيما المنطقة العربية مشغولة بالفدرلة الكردية لشمال سورية، كان المسؤولون اللبنانيون على مشاغلهم بالسجالات المحلية المضجرة، من معضلة النفايات التي بدأت ازالتها من الشوارع امس بعد 8 اشهر من الانتظار المأزوم الى مشكلة القمح المختلف على سلامته من العناصر المسرطنة بين وزير الصحة وائل ابوفاعور ووزير الاقتصاد آلان حكيم الى اعلان وزير التربية الياس بوصعب ان مجلس الوزراء على شفير الهاوية، فيرد عليه وزير الاعلام رمزي جريج بالقول: ان الوزير بوصعب هو نفسه على شفير الهاوية، ليأتي الرد على الرد بأنه لو كان رمزي جريج حاضرا فعليا في الجلسة لادرك عمق الازمة والهاوية.
وزير الصحة الاشتراكي وائل ابوفاعور يتمسك بالقول ان القمح المخزن في لبنان مسرطن، بل ويؤكد ان هذا حال القمع الروسي، بينما النوعية الاميركية منه خالية من الشوائب، فيرد عليه وزير الاقتصاد الكتائبي آلان حكيم بكلام قاس وبتقارير معاكسة، وكأن صحة الناس باتت مجرد وجهة نظر.
جلسة مجلس الوزراء كانت صاخبة على جاري العادة، لكن مع المزيد من الملامسات الطائفية البغيضة، توتر وزراء التيار الوطني الحر في كل اتجاه مع رئيس الحكومة تمام سلام ثم مع وزراء الكتائب.
غاب موضوع الانترنت الفضائحي عن الجلسة، وربما عن اي جلسة، الا اذا فرضته اللجان النيابية فرضا، والمسألة ليست فيما هو شرعي وغير شرعي، بل في مستوى المسؤولين عن هذا الخرق للسلامة الوطنية وللاقتصاد الوطني، ممن اعتادوا الاعتماد على سعة رحمة القضاء وتوسعة في غفران الذنوب.
واندلع اشتباك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المالية علي حسن خليل حول التوازن الطائفي في وظائف الدولة والتعيينات في وزارة الخارجية والسلك الديبلوماسي، فاحت منه رائحة بارود الطائفية، والحسابات السياسية المتضاربة حول الاستحقاق الرئاسي.
هنا لم يجد رئيس الحكومة تمام سلام سبيلا لمواجهة هذا الفلتان الوزاري داخل الجلسة سوى رفع الصوت والقول: يكفي، الى هنا وبس، رئاسة الحكومة ليست ممسحة، ومن حقي كرئيس حكومة ومن صلاحياتي ان احدد ما يناقش وما لا يناقش، بحسب جدول الاعمال هذا الاسلوب لم يعد مقبولا على الاطلاق، انتم تخرجون من مجلس الوزراء وتطلقون النار على الحكومة ثم تقولون لي انكم معي وان الحكومة باقية.
واضاف سلام: انا لا استطيع ان اكمل بهذه الطريقة، ومادام الامر على هذا النحو فلا داعي لاستمرار الجلسة.
وتعقيبا على ذلك، قال نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ في تصريح له امس ان الحكومة هي المعقل الاخير للشرعية في لبنان، ذلك لا شيء شرعيا فيه من مجلس النواب الى رئاسة الجمهورية الغائبة، لافتا الى ان خروج وزراء الكتائب من الحكومة (3 وزراء) يطيح بما تبقى من ميثاقية فعلية في هذا البلد.
وسأل الصايغ: الى اي مدى تستطيع قوى 14 آذار ان تظل على تبنيها مرشحين من الرئاسة من 8 آذار يظهران ولاء تاما لحزب الله؟ مشيرا الى استعداد حزبه الى تبني مرشحا من 8 آذار شرط ألا يتبنى هذا الاخير مشروع 8 آذار.