- حارة صيدا والبيارية انتخبتا المنكفئين عن «أمل»
- ريفي يُعلن الحرب البلدية على «حلفاء الأسد وحزب الله» في طرابلس
بيروت ـ عمر حبنجر
في الجنوب، كما في بيروت والبقاع والجبل، وعلى الرغم من الثنائيات الحزبية المتحالفة ضد لوائح جمعت الاضداد، فوق الطاولة او تحتها، لم تسلم لوائح كثيرة من الخرق، وقد اظهرت النتائج الجنوبية ان الحزب الشيوعي اللبناني الذي جدد قيادته مع انتخاب النقابي حنا غريب قرر العودة الى ميدانه القديم في الجنوب بالتحالف مع جماعات الحراك المدني المختلفة.
وثمة من يرى في تمرد الناس على التحالفات الحزبية نتيجة طبيعية لانكشاف عجز السلطة، حكوميا ونيابيا، عن مواجهة معوقات انتخاب رئيس الجمهورية، فضلا عن جمع النفايات من الشوارع.
وبالنتيجة، جزين كانت العنوان للجولة الانتخابية البلدية والاختيارية الثالثة في الجنوب، اولا لكونها شملت انتخابا نيابيا فرعيا لاول مرة منذ 7 سنوات، وثانية لأن هذا الاستحقاق بات يؤشر، وفق التيار الوطني الحر، على استحقاقين مقبلين لا مهرب منهما ولا مفر: انتخابات نيابية عامة وانتخابات رئاسية مفترضة، قبلهما.
وتقول القناة البرتقالية الناطقة بلسان التيار ان امل ابوزيد انتخب نائبا عن جزين باسم ميشال عون وبأصواته واصوات حلفائه وبفارق ساحق لأجل ميشال عون ولأجل كل استحقاقاته.
لكن مصادر القوات اللبنانية التي ايدت مرشح حليفها التيار العوني لاحظت ان معركة جزين لم تكن سهلة، وتقول اذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات انه لولا تحالف التيار الحر والقوات اللبنانية لربما كان هناك كلام آخر، فهذا التحالف وفر للنائب الجديد امل ابوزيد شريحة اكثرية من المسيحيين اكدت شرعية تمثيله المسيحي رغم ترويج البعض انه فاز بأصوات الشيعة التي قدمها له حزب الله في جبل الريحان والتي رفدته بعدد لا بأس به من الاصوات بالطبع.
وبحسب وزارة الداخلية اللبنانية، فإن المرشح امل ابوزيد فاز في الانتخاب النيابي الفرعي في بلدة جزين بأكثرية 14635 صوتا مقابل 7759 صوتا لمنافسه ابراهيم عازار.
بلديا، فازت في جزين لائحة خليل حرفوش المرشح لرئاسة البلدية ولرئاسة اتحاد بلديات قضاء جزين، لكن حرفوش الذي تعرض للتشطيب الكثيف حصل على ادنى الارقام في لائحته، وقد اعلن فوزه بـ 13 صوتا عن صاحب اعلى رقم في اللائحة المنافسة بعد ابطال نحو 15 ورقة اقتراع اعتبرت ملغاة، الامر الذي اثار حفيظة اللائحة المقابلة برئاسة نادر ابي نادر المدعوم من سمير عازار وحلفائه التي طالبت باعادة الفرز، وعند الظهر اظهرت المراجعة ان الاوراق الملغاة يجب احتسابها، ما يعني ان خليل حرفوش الذي نال تهنئة الوزير جبران باسيل خسر موقعه على صوتين، علما انه في حالة اعلان هذه النتيجة رسميا يصبح للائحة المنافسة اربعة مقاعد بدلا من ثلاثة.
رئيس التيار الوزير جبران باسيل انتقل ليلا الى جزين وهنأ النائب المنتخب امل ابوزيد الذي تلقى اتصال تهنئة من العماد ميشال عون ايضا.
اما في صيدا، فقد اكتسحت اللائحة الحريرية صناديق الاقتراع، وفور اعلان النتائج، قال رئيس اللائحة محمد السعودي ان النتائج اظهرت الاحجام الحقيقية لكل الاطراف.
وحقق السعودي 15356 صوتا مقابل 7808 اصوات لرئيس لائحة «صوت الناس» بلال شعبان المدعوم من التنظيم الشعبي الناصري وحلفائه من احزاب 8 آذار، بينما حصل علي الشيخ عمار رئيس لائحة احرار صيدا على 2530 صوتا.
الرئيس سعد الحريري حرص على ان يكون اول من يهنئ اللائحة البلدية الفائزة برئاسة محمد السعودي، وقد نوه الحريري بموقف الصيداويين، مشيدا بجهود وزير الداخلية نهاد المشنوق وبالرئيس فؤاد السنيورة وبعمته النائبة بهية الحريري.
رئيس بلدية صيدا محمد السعودي قال لاذاعة «صوت لبنان» ان هذه الانتخابات اعطت صيدا «نعم» كبيرة للتجمع الصيداوي الكبير، ولا شك ان صيدا هي عاصمة تيار المستقبل، انما هذا النصر هو للشعب الصيداوي وللتحالف بين المستقبل والجماعة الاسلامية ود.عبدالرحمن البزري والعائلات وتيار الفجر.
اما في حارة صيدا، فقد تراجعت لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من حركة امل وحزب الله امام لائحة «القرار البلدي» برئاسة سميح الزين المنكفئ عن حركة امل بتسعة مقاعد مقابل ثلاثة لحركة امل وثلاثة لحزب الله، واعتبرت هذه النتيجة بمنزلة نكسة لحركة امل في معقلها الاساسي في دائرة الزهراني رغم ان سميح الزين الذي تقاسم البلدية والمخترة مع شقيقه مصطفى الذي كان محل رهان «امل»، اهدى انتصاره الى الرئيس نبيه بري.
جنوبا ايضا وفي بلدة عبرا التي تعد امتدادا لصيدا، فازت لائحة لاعب كرة السلة الدولي السابق ايلي مشنتف على ان تكون الرئاسة مداورة كل 3 سنوات بينه وبين ادغار مشنتف.
وفي قضائي بنت جبيل ومرجعيون، فازت لوائح امل وحزب الله مع تسجيل خروقات للمرشحين الشيوعيين في مرجعيون، كما فازت لوائح هذا التحالف مع النبطية وصور والزهراني مع خروقات للشيوعيين في «انصار» و«عدلون» وكفررمان وعين بعال وصريفا، حيث سجل الشيوعيون والمستقلون نتائج لافتة.
اما في بلدة البيسرية لم يفز من لائحة حزب الله وامل سوى مرشح واحد، فيما حصدت المقاعد الـ 14 الاخرى لائحة مؤلفة من مناصري حركة امل المعترضين على لائحة التحالف. وفي «حولا» حصلت لائحة الحزب الشيوعي على 40% من الاصوات لكنها لم تحصل على مقاعد.
وفي حاصبيا، فازت اللائحة الجنبلاطية بـ 14 مقعدا مقابل خرق بسيط من اللائحة التي ضمت مستقلين مدعومين من النائب طلال ارسلان. وفازت اللائحة المدعومة من النائب انور الخليل والحزب الشيوعي والعائلات في بلدة كفرشوبا على اللائحة المدعومة من حزب الله وجمعية الاحباش.
في غضون ذلك، تحولت الانظار اعتبارا من امس الى طرابلس والشمال حيث محطة الانتخابات البلدية الاخيرة، حيث تواجه لائحة تحالف المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي لائحتين، الاولى يدعمها الوزير اشرف ريفي والثانية يرأسها النائب السابق مصباح الاحدب.
ريفي توجه بنداء الى اهل طرابلس عبر صفحته على فيسبوك قائلا: اهلي في طرابلس، نحن اليوم نواجه تحالفا هزيلا يشارك فيه حلفاء بشار الاسد وحزب الله وبعض رموز الانقلاب على 14 آذار الذين اسقطوا حكومة بقوة السلاح وبالقمصان السود، سنواجه من غطى اغتيال الشهيد وسام الحسن، وكما رفضت طرابلس حكومة حزب الله اشارة الى (حكومة نجيب ميقاتي) سترفض اليوم تسليم بلديتها لحلفاء حزب الله وبشار الاسد، وسنصوت للائحة «قرار طرابلس» في طرابلس وللائحة «الميناء لأهلها» في ميناء طرابلس.