- مصادر لـ «الأنباء»: مشاورات الحريري قد تشمل عون
بيروت ـ عمر حبنجر
لا غيوم ماطرة في سماء الرئاسة اللبنانية حتى اليوم، رغم بلوغ مشارف جلسة الانتخاب الرئاسية الـ 45 غدا، فسماء السياسة ساكنة صامتة وخالية من مولدات الحلول، بانتظار اتصالات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري المتحصن بالصمت وموقفه النهائي من الاستحقاق الكبير.
وبموازاة صمت الحريري، يؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان لا جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي، وان السلة المتكاملة هي مرشحة للرئاسة، ما يعني ان حبل الانتظار اللبناني طويل.
وفي اعتقاد النائب وليد جنبلاط ان الرئاسة اللبنانية مؤجلة وفق معطيات اللحظة الراهنة، وهو اوفد الوزير وائل ابوفاعور الى الرياض امس، ورأى لصحيفة «السفير» أن الرئاسة اللبنانية وحتى إشعار آخر تبقى جعجعة بلا طحين «لأن لا احد في الخارج فاضي لنا».
وابدى جنبلاط احترامه لخيار حزب الله العماد ميشال عون للرئاسة علنا، وتساءل عما اذا كان المضمر شيئا آخر، لافتا الى ان موقف الرئيس نبيه بري مغاير، مؤكدا السعي الى صيغ توفيقية مع حليفه سعد الحريري، آملا ان تكون خيارات الاخير قادرة على حماية ما تبقى من رصيده، خصوصا في ظل تخمة الراغبين بوراثته ضمن تيار المستقبل.
ومع خيبة الامل الرئاسية من جلسة يوم غد، توقفت قناة «المستقبل» امام اصرار حزب الله والعماد عون على معادلة: عون رئيسا او التصعيد في الشارع.
ويقول النائب احمد فتفت (المستقبل): لن يكون رئيس للجمهورية من بين الاقطاب الموارنة الاربعة الذين سمتهم بكركي (عون ـ الجميل ـ جعجع ـ فرنجية)، ورأى لصحيفة «الجمهورية» ان صمت الحريري دليل على ان لا قرار نهائيا بعد.
وعلمت «الأنباء» ان مشاورات الحريري تشمل الرئيس نبيه بري، فضلا عن الاقطاب الاربعة المطروحين للرئاسة، وبينهم العماد عون افتراضا.
ولوحظ ارتياح اعلام عون لعودة الرئيس الحريري «ولو متأخرا قليلا عن الموعد»، كما تقول القناة البرتقالية التي اضافت بالقول: لقد غادر زعيم المستقبل الى بيته ووطنه، وربما فاته اعتدال الخريف وسط الاسبوع الماضي، لكن آمال الرجل ومن معه من شركائه في الوطن تظل كبيرة بأن تكون عودته بداية لعودة الاعتدال الوطني والاعتدال الايماني والاعتدال السياسي والمؤسساتي والميثاقي.
وتساءلت: كيف ستنعكس هذه العودة على حكومة تمام سلام الذي عاد من نيويورك الاحد؟ وكيف ستؤثر على مجلس النواب الباحث عن بداية عقده العادي في 18 اكتوبر، وخصوصا اي تغيير ستحمله عودة الاعتدال الحريري بالموعد الرئاسي المقرر غدا وعلى ما بعده او ما بعد بعده، فهل تكون عودته هي الخطوة ما قبل الاخيرة تليها خطوة مفاجئة في مكان ما مفاجئ لتكرس عملا ميثاقيا يعصم كل لبنان؟ وختمت البرتقالية بالقول: اصلا ليس للحريري موئلا غير بيروت، وكل الباقي نار وجحيم.
وواضح من هذا القول ان رهان التيار الحر على دعم الحريري لترشيح العماد ميشال عون مازال قائما وان بحذر غير الواثق بانتظار محطتين اساسيتين: محطة الاجتماع الاسبوعي لكتلة المستقبل اليوم الذي يفترض ان يحسم موقف الكتلة من جلسة الانتخاب الرئاسية بعد غد ولا شيء حتى اللحظة يسمح بالتقدير او الاستنتاج كما لا شيء يوحي باتجاهات الحريري العائد بعد طول انتظار باستثناء حديث بعض اطراف المستقبل المشير الى ان لا شيء تغير.
وبعد جلسة الرئاسة تأتي جلسة مجلس الوزراء الخميس الذي لم يحسم بعد وسط استمرار التجاذب بين قوتين، احداهما تدفع نحو عقد الجلسة تحت شعار الضرورة الماسة والحفاظ على الاستقرار، والثانية تدفع نحو تأخيرها تفاديا لتفجير الحكومة، وفي الحالتين يجب ان يمر التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي قبل منتصف ليل 29 الجاري، اي الخميس المقبل، تاريخ انتهاء ولايته الممددة، وكل شيء يشير الى تكرار سيناريو التمديد عبر وزير الدفاع سمير مقبل.
والكرة الآن في ملعب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام العائد للتو من نيويورك، فهل يدعو مجلس الوزراء بغياب وزراء كتلة عون التغييرية ام لا يدعوه؟
عمليا، الهم الاساسي لدى العونيين هو انتخاب عون رئيسا للجمهورية، وهم مازالوا للآن على ثقة بوقوف المستقبل الى جانبه دون اعلان كونه من يوفر لسعد الحريري سبل العودة إلى رئاسة الحكومة، ومادام هذا الرهان قائما فلا مشكلة في اي مكان آخر.
بيد ان المشكلة قد تولد مع توقيع وزير الدفاع سمير مقبل قرار تأجيل تسريح العماد جان قهوجي او على وقع موقف كتلة المستقبل اليوم في حال التمسك بترشيحها سليمان فرنجية او على الاقل اطلاق يد نواب المستقبل في اختيار من يرونه الاجدر بالرئاسة الاولى.
وستكون بداية التصعيد مسيرة برتقالية بالسيارات عصر الاربعاء، وتتوالى صعودا يوما بعد آخر لتصل الى الذروة في 15 اكتوبر المقبل.
لكن رغم التحفظ المعلن على التفاؤل العوني من جانب كتلة المستقبل، فإن ثمة معطيات تشير الى ان سعد الحريري لن يقفل الباب ويلقي المفتاح في البحر قبل ان يجري جولة اتصالات سريعة يبدأها برئيس المجلس النيابي نبيه بري، علما ان عودته الصامتة الى بيروت دون طبل اعلامي او زمر سياسي او حث للمتابعين بأن الرهان على جلسة الانتخاب الرئاسية الـ 45 جهد ضائع وسط ضياع «الجهود» الدولية لضبط ايقاع «الحرب الكونية» الدائرة على الاراضي السورية، فضلا عن معنى السؤال الذي طرحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الرئيس تمام سلام في نيويورك: أليس هناك مرشح رئاسي ثالث غير عون وفرنجية؟