- قائد الجيش: نواصل العمليات الاستباقية ضد الإرهاب وملاحقة من يتطاول على لبنان
عمر حبنجر
يدخل لبنان غدا فيما يشبه الهدنة السياسية، حيث يسافر الرئيس ميشال عون الى نيويورك اليوم، وينعقد مجلس الوزراء استثنائيا عند العصر، ويعقبه سفر وزير الخارجية جبران باسيل الى لاس فيغاس في الولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في 23 سبتمبر.
وضمن مبررات الهدنة السياسية حديث مصادر التيار الوطني الحر، عن طائف جديد يتحضر للمشرق العربي، يشبه مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، وتقول قناة «او.تي.في» الناطقة بلسان التيار في هذا الصدد «هناك من سيكون رابحا وخاسرا، راعيا ومرعيا».
وتراهن هذه المصادر على جولة الرئيس عون الخارجية التي تشمل نيويورك وباريس الآن، ولاحقا موسكو وطهران، ضمن إطار جدول وطني، مقللة من تداعيات المسائل الداخلية، واصفة لبنان بـ «الغسالة السياسية» التي تغسل أي شيء وتبيض كل شيء.
لكن على الصعيد الأمني، تبدو الصورة مشوشة نتيجة تحذيرات مصادرها المخابرات الأميركية عن عمل إرهابي محتمل ضد كازينو لبنان بالذات، ما استدركته السفارة الأميركية في بيروت، بتحذير لرعاياها من التوجه الى ذلك المكان يوم 14 سبتمبر، وتلتها السفارات الكندية والبريطانية وحتى الفرنسية، الأمر الذي اربك مختلف الأوساط العسكرية والأمنية في لبنان، ومن دون أي انعكاس سلبي على «رعايا» الكازينو بالطبع، حيث استغرب رئيس مجلس إدارته رولان خوري، التحذير الأميركي، مؤكدا على ان المربع السياحي الواقع في محلة «المعاملتين» التي اشتهرت به، قلعة سياحية حصينة.
وكانت مديرية التوجيه في قيادة الجيش كشفت عن احباط المخابرات عملا ارهابيا كان تنظيم داعش يخطط لتنفيذه، وتم اعتقال 19 عنصرا يشكلون خلية يترأسها المصري فادي ابراهيم علي أحمد الملقب «بأبو خطاب» المتواري داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
مصدر عسكري اشار الى معلومات عن شبكة ارهابية كانت على وشك تنفيذ تفجيرات ارهابية واستهداف مراكز تجارية ومرافق سياحية، وتم كشفها عبر تقاطع معلومات بين المخابرات الأميركية والمخابرات اللبنانية والبريطانية.
اما وزارة الخارجية اللبنانية فقد أكدت على حق السفارات في الحرص على سلامة رعاياها، لكن على هذه السفارات الأخذ بعين الاعتبار الهلع الذي تسببه هذه البيانات على جميع المقيمين، لبنانيين وأجانب، ودانت الخارجية «الارهاب طعنا» في فرنسا وتفجير مترو الانفاق في لندن.
الحدث الأبرز أمس كان تكريم الجيش اللبناني لوحداته التي شاركت في معركة الجرود الشرقية، في قاعدة رياق الجوية، بحضور قائد الجيش العماد جوزف عون، ورئيس الأركان اللواء ملاك وقادة الأركان والوحدات والأمن اضافة الى مختلف انواع الاسلحة من دبابات وقاذفات صواريخ ومروحيات من مختلف الانواع.
العماد عون وزع الدروع على عائلات شهداء الجيش والاوسمة على الجرحى، وقال في كلمته ان معركة الجرود كانت أكثر من ناجحة، وقد حققت هدفين: تحرير الأرض من الارهاب، وكشف مصير العسكريين.
وأكد عون مواصلة الحرب الاستباقية ضد الإرهاب وملاحقة من يتطاول على لبنان، كما أكد عون انه لا مكان آمنا في لبنان لمثيري الشغب والسلاح المتفلت ولمن يعبثون بالأمن الاجتماعي، كما جدد الاستعداد لمواجهة ارهاب الدولة الآتي من إسرائيل.
وبالتزامن شدد الجيش اللبناني من اجراءاته حول مدخل مخيم عين الحلوة حيث يعتقد وجود المسؤول المفترض عن شبكة الـ 19، المعروف باسم ابوخطاب، ما ترتب عليه زحمة سير خانقة.
هذه الإجراءات مستمرة منذ خمسة ايام تحسبا لخروج ابو خطاب اداريا من أعضاء شبكته الداعشية.
هذا، وتقبل اهالي العسكريين التعازي في قاعة مسجد محمد الأمين في بيروت عصر أمس، واذاعوا رسالة الى اللبنانيين حول تطورات القضية.
سياسيا، كشف النائب أيوب حميد عضو كتلة التنمية والتحرير، عن سعي «بعض الفرقاء» للذهاب الى تمديد جديد لمجلس النواب، مكررا موقف الرئيس نبيه بري الداعي إلى تقريب موعد الانتخابات.
حميد وخلال تمثيله العرس الجماعي لحركة أمل في بلدة الجية مساء الجمعة تطرق الى ملف الكهرباء، وقال ان المواطن يتطلع اليوم الى موقف جدي للحكومة بعد صفقة البواخر، حيث نعود إلى متعهد واحد رغم كل اللغط الحاصل والشبهات، داعيا الى بناء معامل.
وفي هذا السياق، غرد الرئيس ميشال عون على تويتر قائلا: ان من يبث الشائعات عن صفقات وتلزيمات في مشاريع الحكومة فعليه تقديم معلوماته الى القضاء، وإلا كان كلامه قدحا وذما وافتراء يستوجب التحقيق».