- مصدر أمني لبناني: تحذيرات السفارات سوء تقدير من الأميركان
بيروت - عمر حبنجر أحمد عزالدين
أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تقديم الكتلة النيابية التي برئاسته اقتراحا بقانون معجلا مقررا وبمادة وحيدة بجعل نهاية ولاية مجلس النواب الحالي آخر هذه السنة، على ان تجرى الانتخابات العامة قبل هذا التاريخ «قطعا للطريق أمام أي تمديد طارئ للمجلس الحالي المفترض انتخاب بديل له في مايو المقبل».
بري أذاع مقررات الكتلة بنفسه بعد اجتماعها في عين التينة عصر امس، وقال انه مع البطاقة الانتخابية البيومترية التي أقرها مجلس الوزراء يوم الأحد، لكن مع مناقصة سريعة بدلا من العقود بالتراضي كما حصل، والتي تثير الشكوك، مع الإصرار دائما على تسجيل الناخب الذي يريد الاقتراع في محل إقامته لا في مسقط رأسه، كاشفا عن مقترحات أخرى للكتلة أبرزها إنشاء صندوق سيادي لعائدات النفط، على أن يقر هذا الاقتراح في الجلسة التشريعية لمجلس النواب المقررة اليوم وغدا.
خطوة بري هذه خلطت الأوراق وحركت المياه الهائجة أصلا بعد التحذيرات الأمنية الغربية، حيث اعتبر مصدر امني لبناني ان موجة التحذيرات الامنية الاخيرة التي وجهتها السفارات الغربية وما رافقها من بلبلة شعبية ناجمة عن سوء تقدير من السفارة الاميركية في بيروت تبعه عمل منظم للسفارات الاخرى استثمر في مكان خاطئ.
واضاف، وفقا لوسائل اعلام لبنانية، انه كان يجب اعلام الاجهزة الامنية اللبنانية والتنسيق معها في اي معلومة امنية قبل بثها واثارة الخوف والهلع معها، ففي لبنان كما هناك رعايا اجانب هناك مواطنون تحرص الدولة على امنهم ايضا.
وكان السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه اوضح في بيان انه عندما تطلق سفارات تحذيرات لمواطنيها بهذا الوضوح يكون لباريس الخيار، إما بعدم قول شيء او باعلان شيء متناسب معها، ونحن قاطعنا هذه المعلومات مع السلطات اللبنانية وكانت موثوقة.
في غضون ذلك، حل مجلس الوزراء الاستثنائي الذي انعقد مساء الاحد الماضي برئاسة الرئيس سعد الحريري عقدة البطاقة الانتخابية واستبدل «البطاقة الممغنطة» ببطاقة الهوية «البيومترية» التي يصعب تزويرها، انما شابها عيب اجرائي تمثل بالاتفاق على تلزيم صناعتها بنحو 40 مليون دولار رضائيا الى شركة فرنسية، اي من دون مناقصة او مزايدة، بداعي ضيق الوقت كالعادة.
وينتظر اقرار هذه البطاقة في الجلسة التشريعية لمجلس النواب اليوم وغدا.
لكن هل ان طباعة البطاقات يمكن ان يضمن اجراء الانتخابات في موعدها، اي في 18 مايو المقبل، طالما بقيت مسألة التسجيل المسبق للناخبين معلقة بسبب الخلاف الكبير حولها وهي التي تتيح للناخب الاقتراع في مكان سكنه من دون الحاجة الى الانتقال الى مسقط رأسه ليقترع؟
ويُصرّ حزب الله وحركة امل على التسجيل المسبق للناخب الذي يريد الاقتراع في مكان سكنه، بينما لا يرى التيار الوطني الحر تيار المستقبل ضرورة لذلك.
ووافق مجلس الوزراء على اقتراح لوزير الخارجية جبران باسيل على مشاركة المغتربين اللبنانيين بالعملية الانتخابية.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الوقت يضيق والمسألة اعتمدت بالتراضي كي نبدأ باستقبال الطلبات والعمل سريعا، واذا كان هناك من يريد ان يفسر الامر غير ذلك ويعمل على هذا الاساس فلننس البطاقات.
وفور اقرار البطاقة البيومترية، غرد النائب وليد جنبلاط على تويتر قائلا: لقد اقر مجلس الوزراء البطاقة المغناطيسية، عفوا الممغنطة، والآتي اعظم، كل شيء مدروس لمغنطة الافلاس.
الا ان جنبلاط عاد وسحب تغريدته هذه والتي لا تخدم علاقاته التحالفية مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
وفي تغريدة لاحقة، قال جنبلاط انه سيركز بعد اليوم على اخبار كوكب بلوتو والتحضيرات للانتخابات الفرعية الآتية بعد نصف قرن وفق وكالات الفضاء المعتمدة!
وقال: نستعين بغاليليو وبالسفن الفضائية للتلميح على بعض المخاطر والمطبات، الجواب سلبي، سأكتفي بالصحف، «الاخبار» مثلا، فهل ممنوع هذا كمان؟!
النائب رياض رحال وردا على سؤال اذاعي اعرب عن اعتقاده ان الانتخابات العامة ستجري في موعدها، وان ما يهدد الانتخابات هو زعزعة الثقة بالحكومة.
بدوره، استغرب وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون احاديث الكواليس عن تأجيل محتمل للانتخابات العامة المقررة في 18 مايو المقبل، وقال: لا خوف على الديموقراطية في ظل التوافق السياسي والامني، بينما وصف النائب سامي الجميل الغاء الانتخابات الفرعية بالفضيحة.