- البطريرك الراعي: أخشى تأجيل الانتخابات
- وئام وهاب: حزب الله عرض ترشيحي للمقعد الدرزي في بيروت
بيروت ـ عمر حبنجر
توقيع الرئيس ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى انتخاب مجلس نواب جديد في الفترة الممتدة من 22 أبريل الى 6 مايو المقبلين يعني عمليا صرف النظر عن اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل تعديل القانون لجهة تمديد مهلة تسجيل المغتربين الراغبين في المشاركة في هذه الانتخابات، لكنه لم يكن لصالح مرسوم اقدمية الضباط الذي بات وحيدا في مرمى التجاذبات السياسية المتجاوزة لمضمون المرسوم الى لُب الأزمة السياسية المعبر عنه بوصول العلاقات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الى حيز الصلاحيات الدستورية ووثيقة الطائف التي هي ركيزة النظام اللبناني القائم.
بالنسبة لمرسوم الأقدمية، بدا واضحا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط لن يسلما بأن المرسوم «بات نافذا»، كما تقول مصادر بعبدا، حتى لا يُكرس مبدأ تمرير المراسيم دون توقيع وزير المال، وان المسألة المتصلة بنصوص الطائف وروح دستورية ما زالت امامنا ولم تصبح وراءنا، كما قال النائب وائل ابوفاعور.
رئيس الحكومة سعد الحريري الذي غادر امس الى دافوس سعى الى تهدئة غضب الرئيس بري بعدم دعوته اللجنة الوزارية للبحث باقتراح فتح مهلة تسجيل المغتربين، كما لم يصدر اي توضيح لعدم اجتماع هذه اللجنة او اي ارجاء لموعد آخر، لكن المصادر المتابعة ترى لـ «الأنباء» ان الرد على عدم عقد اللجنة وعدم اقرار الاقتراح اتى من الرئيس عون بتوقيعه مرسوم دعوة الهيئة الناخبة، متجاوزا الاقتراح المذكور، ومسقطا رهان المراهنين على تأجيل هذه الانتخابات، في وقت كانت مساعي الساعين وصلت الى الجدار مع القوى الممانعة للتأجيل مهما كانت الظروف والاعتبارات.
غير ان المراهنين على التأجيل عبر التفاهمات السياسية الضمنية او عبر اي عامل طارئ آخر ما زالوا على رهانهم الذي تتمثل نقطة الضعف فيه في ان ليس بين العاملين للتأجيل من يجرؤ على المطالبة بما يراه علنا وعلى رؤوس الاشهاد.
وقد أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي امس عن خشيته من تأجيل الانتخابات النيابية رغم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة.
الوزير السابق وئام وهاب كشف امس عبر قناة «الجديد» ان حزب الله عرض عليه ترك دائرة الشوف وعاليه للتحالفات التي يدوزنها النائب وليد جنبلاط مع القوى الاخرى، والترشح للمقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية المضمون بالنسبة له، لكنه اصر على دائرة الشوف وعاليه رغم ما يبدو من تخلي التيار الوطني الحر عنه، داعيا الحزب السوري القومي والحزب الشيوعي والحراك المدني الى تشكيل لائحة ثالثة.
وفي اعتقاد وهاب ان لائحة الحريري في بيروت لن تحصل على اكثر من 80 الف صوت مقابل 60 الفا للوائح المقابلة، ما يعني الفوز المؤكد لمعارضي الحريري بالمقعدين الشيعيين والمقعد الدرزي الذي كان يشغله الوزير غازي العريضي على الاقل.
وشن وهاب حملة قاسية على من وصفهم بـ «النهابين للدولة» سُرّاق الكهرباء والنفط والغاز الذين اعرفهم واحدا واحدا.
وكان الرئيس عون جدد امام المجلس الماروني العام الذي التقاه قبل مغادرته الى الكويت القول ان مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد وصرف النفوذ ومنع الهيمنة على مقدرات الدولة لن توقفها اي عوائق، كاشفا عن ان بعض الخطوات الاصلاحية بقيت خارج الاعلام منعا للتشهير، معتبرا ان بعض ما نشهد من مواقف سياسية وحملات مبرمجة انما هدفه الضغط لوقف المسيرة الاصلاحية التي كشفت الكثير من الحقائق حول اسباب الهدر والعجز وتراكم الديون والهيمنة على بعض المؤسسات.
واضافة على مضاف، عودة ازمة النفايات الى صدارة اللعبة الانتخابية، فقد حرك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل السواكن الرسمية عندما تفقد جبال النفايات التي كونتها السيول على شاطئ كسروان، وطالب من هناك باستقالة وزير البيئة طارق الخطيب الذي لم يفعل شيئا، ورئيس مجلس الانماء والاعمار الحاضر في المناقصات والغائب عن المراقبة، وقد رد عليه الوزير الخطيب مطمئنا اياه الى انه لن يستقيل، وتمنى عليه ابعاد النفايات عن صناديق الاقتراع.
لكن النفايات ستبقى الحاضر الدائم على شواطئ لبنان البحرية مع اقتراب العاصفة مجددا ووصول الثلوج الى ارتفاع الف متر وارتفاع الموج ستة امتار على السواحل وغياب المعالجات الجذرية.