- جلسة وزارية تحضيراً لمؤتمر باريس الجمعة والسبت
- التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تطرح أكثر من تفسير
بيروت ـ عمر حبنجر
تسلم الرئيس ميشال عون امس دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمشاركة في القمة العربية المقررة يوم 15 الجاري التي نقلها له الوزير السعودي المفوض وليد بخاري القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت، وتوقعت مصادر لـ «الأنباء» ان يشارك الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في هذه القمة ومعهما وزير الخارجية جبران باسيل.
من جهة اخرى، زار الحريري بكركي امس معايدا البطريرك الماروني بشارة الراعي بالفصح المجيد، وعرض معه الاوضاع من الزاويتين الانتخابية والاقتصادية اضافة الى اوضاع المدارس الخاصة التي تعاني ازمة مالية.
وبعد اللقاء، قال الحريري للصحافيين: انا صادق مع الناس، لكن البعض يحاول ان يزايد علينا، وردا على سؤال غمز من قناة النائب وليد جنبلاط بقوله: انا لم اترك حلفائي في 14 آذار، وعلاقتي مع جنبلاط بتطلع وبتنزل، لذلك اتطلع الى علاقة استراتيجية معه بعيدا عن اليوميات السياسية، اما علاقتي مع سمير جعجع فممتازة وسنلتقي قريبا.
الرئيس الحريري رعى امس ايضا الاحتفال باطلاق اسم «جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز» على الشارع الممتد من فندق سان جورج الى فندق الفورسيزن في الواجهة البحرية ببيروت بحضور سياسي وديبلوماسي حاشد.
الى ذلك، تعقد اليوم جلسة روتينية لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس الحريري في السراي الحكومي، ويليها يومي الجمعة والسبت المقبلين انصراف كلي الى مؤتمر «سيدر» الباريسي لتنشيط الدورة الاقتصادية في لبنان، وبعد الاطمئنان الى الحاصل المالي لهذا المؤتمر تُيمم الوجوه شطر الانتخابات التشريعية الاكثر تعقيدا في تاريخ الجمهورية اللبنانية.
«الحاصل» المالي المطلوب مرشح لرفع الدين العام من 80 الى 100 مليون دولار، لكن الرئيس سعد الحريري يرى ان ما تجود به دول «سيدر 1» على لبنان هو استثمار وليس دينا تقليديا، وانه سيوفر 900 الف فرصة عمل في لبنان وليس من يجزم بأن هذه الفرص للبنانيين فقط مادام ان خلفية الاريحية الاوروبية الآن اتقاء شرور الهجرات البحرية لآلاف النازحين السوريين المكدسين في مخيمات لبنانية مبعثرة. وتشكل الانذارات الاسرائيلية الساخنة عنصر ضغط اضافيا على الواقع اللبناني، وآخرها تهديد رئيس الاركان غابي ايزنكوت بالتدمير الشامل لجنوب لبنان وصولا الى بيروت، في معرض اعتزام اسرائيل اجتثاث حزب الله كقوة عسكرية تهدد عمقها من الحدود اللبنانية والسورية.
واعطي اكثر من تفسير في بيروت لهذا التهديد المباشر، فالبعض وضعه في الاطار المكمل لما بدأته اسرائيل من محاولات دؤوبة لمنع لبنان من استغلال ثروته النفطية والغازية في الجنوب، وتستكمله الآن في محاولاتها منعه من الاستفادة من مؤتمر «سيدر 1» في باريس وما يمكن ان يؤمنه له من دعم اقتصادي، والبعض الآخر اضاف الى هذين المعطيين رغبة اسرائيلية ومصلحتها في شحن القوى التي ترفع العصا بوجهها، بالطاقة الشعبية، عشية الانتخابات التشريعية في 6 مايو المقبل للاستفادة من ديمومتها كمبرر لمواصلة اختراقاتها للسيادة اللبنانية في البحر والبر خصوصا، وتحت ذريعة المصالح الامنية للدولة العبرية.
لكن التفسيرات الدولية التي اعطيت للبنان تشير الى ان التهويل الاسرائيلي هو للاستخدامات الداخلية في اسرائيل اكثر مما هو تعبير عن نوايا عسكرية حيال لبنان.
بيد ان اوساطا سياسية لبنانية اكدت لـ «الأنباء» ان هذا ليس كافيا لتهدئة خواطر اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف التهديدات الاسرائيلية المدمرة، وينطلق هؤلاء القلقون من هذه النقطة لمطالبة الحكومة اللبنانية بالسعي الجدي والمباشر لمعالجة مسألة احادية السلاح الشرعي المضروبة باستقلالية وتفرد سلاح حزب الله، الامر الذي يراه القابضون على زمام الامور في لبنان الآن بمنزلة حلم ليلة صيف في الزمن الاقليمي الحاضر.
انتخابيا، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اعتبر ان الانتخابات المقبلة هي بمنزلة «استفتاء على هذه السلطة الموجودة التي تعيشنا في هذه الحالة، استفتاء بين نهجين: نهج التناقضات ونهج الوضوح».
بدوره، رد الرئيس نجيب ميقاتي بعنف على تيار المستقبل الذي يحمل عليه، الا انه اعتبر ان من ابرز ثوابت اعضاء لائحته في طرابلس هو احترام استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتمسك بمعرفة الحقيقة كاملة في موضوع اغتياله، وقال: نحن ايضا متمسكون بسيادة لبنان وبالجيش اللبناني وبحصرية السلاح، وللذين يتكلمون عن الوصاية نقول لهم: ان طرابلس لا تقبل لا واليا ولا وصيا.
والذي بين ميقاتي والحريري انتخابيا حاصل بين الحريري ووليد جنبلاط ايضا، ولم يخف النائب غازي العريضي هذه الازمة، وقال ان كلام رئيس الحكومة التطميني باتجاه جنبلاط لا يبدو كافيا، آملا ان تكون المواقف اكثر ايجابية، لافتا الى ان البعض مقتنع بأن الحريري يفضل التيار الوطني الحر على جنبلاط.