استياء في قواعد «الحزب» من خيارات «التيار»: تشكو قواعد حزب الله من أن تحالفات التيار الوطني الحر في بعض المناطق لاسيما دائرة الجنوب الثالثة (النبطية ـ بنت جبيل ـ مرجعيون ـ حاصبيا) وفي دائرة بعلبك ـ الهرمل، بلغت حدودا غير مقبولة في مواجهته، برغم أن الحزب وافق التيار على اختيار التحالفات واللوائح الانتخابية التي توافقه لتأمين أكبر عدد ممكن من المقاعد لمرشحيه.
لكن التمادي وصل الى حد تشكيل لائحة مع تيار المستقبل وبعض الخصوم الآخرين في المنطقة الجنوبية التي يعتبرها الحزب منطقة التماس مع إسرائيل، لاسيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر، وأكثر من ذلك، حيث يراهن «المستقبل» على خرق لائحة حركة أمل وحزب الله والحزب القومي في قضاء حاصبيا مرجعيون بالمرشح السني على الأقل إن لم يكن غيره أيضا.
وتعتبر قواعد حزب الله أن الأمر الخطير في هذه المسألة هو أنه في حال نجاح مرشح «المستقبل» السني، فقد يستخدم ذلك في السياسة الاستراتيجية ضد حزب الله وسلاحه، عبر استخدام النائب السني الفائز وجمهوره في التصدي لسلاح المقاومة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وهذا برأي قواعد الحزب خطأ استراتيجي وقع فيه التيار الوطني الحر.
الصوت السني في زحلة: حول التصويت السني في زحلة، تشير مصادر الى أنه في انتخابات عام 2009 بلغت نسبة الاقتراع السني (البلوك العددي الأكبر في القضاء) أكثر من 70%.
تسعى الماكينة الانتخابية لـ «المستقبل» إلى رقم مماثل، في حين أن الحريري يركز في شكل أكبر على رفع نسبة التصويت الى حده الأقصى في بيروت الثانية.
خلال ولايتين نيابيتين تغير المزاج السني بنحو ملحوظ في دائرة زحلة. ثمة من يجزم بأن نسبة ملموسة من الناخبين السنّة خرجت من دائرة «زي ما هيّي»، لكن من دون أن تتحدد وجهتها ان لمصلحة الخطاب المتطرف الذي يعبر عنه اللواء أشرف ريفي أو الانحياز إلى خيارات من خارج الملعب السني، مع العلم أن تيار المستقبل استطاع عام 2009 أن يُجيّر ما نسبته 89% من البلوك السني لمصلحته (يبلغ عدد الناخبين السنة في زحلة 48867 في مقابل 27538 (الشيعة)، 32295 (كاثوليك)، 16470 (أرثوذكس)، 27049 (موارنة).
الثقل العددي السني في الدائرة لم يعد يتمتع بالامتيازات نفسها كما في المعارك السابقة.
القانون الجديد غير قواعد اللعبة، والمعركة الحقيقية هي على المقاعد المسيحية الخمسة من أصل سبعة، وسط غموض يحوط بالنتائج ويساهم في إزكائه تضارب استطلاعات الرأي).