- فرنجية: 80% من العُقد لم تُحل.. وحزب الله أخذ مني الرئاسة وأعطاها لغيري!
بيروت ـ عمر حبنجر
الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ابلغ الصحافيين مساء اول من امس بان الحكومة هذا الاسبوع وليس في الاسبوع المقبل تقديرا اليوم أو غدا، لكن نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان توقعها لـ «الأنباء» غدا او بعده الاثنين، وبحسابات اللبنانيين ان من انتظر خمسة اشهر يستطيع الانتظار يوما اضافيا او اثنين، على امل اقتران تشكيل الحكومة بالتوافق على بيانها الوزاري للمرحلة المقبلة تحسبا لمطبات النأي بالنفس والاستراتيجية الدفاعية و«وحدة المسار» التي تحدث وزير الخارجية جبران باسيل عن وجودها بين لبنان والعراق.
وبالمناسبة، فإن بعض الاوساط السياسية ربطت بين حل الازمة الحكومية في العراق والحل الحكومي في لبنان، لكن النائب القواتي السابق انطوان زهرة المرشح للانضمام الى الحكومة الجديدة استغرب حديث الترابط في ظل انتفاء المقايضة، لقد تفاهم الاميركيون مع الايرانيين على الحكومة العراقية لمصلحة مناصري ايران دون الحصول على مقابل ما في لبنان، حيث حزب الله يمسك بالزمام. وعاد الى بيروت امس رئيس مجلس النواب نبيه بري آتيا من جنيف، واتخذت الترتيبات لاخذ الصورة التذكارية للحكومة الجديدة في القصر الجمهوري، وطلب الى مندوبي وسائل الاعلام في القصر البقاء «سنكي طق» غُب الطلب.
وطبعا كل هذا رهن فكفكة العقد المتبقية، والمتمثلة في حقائب العدل والاشغال العامة والمقعد الوزاري للسريان، فالتجاذب حول وزارة العدل لم يحسم، وهنا يقول النائب حكمت ديب عضو تكتل لبنان القوي ان الرئيس ميشال عون يرى ان الدولة تقوم على ثلاث وزارات هي: الداخلية، المالية، والعدل، نؤمن توازن السلطة، ومادامت الداخلية مع رئيس الحكومة سعد الحريري والمالية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فطبيعي ان يتمسك الرئيس بوزارة العدل ليتسنى له متابعة قضايا الفساد، وان اللقاء بين الحريري وباسيل غرضه البحث عن حقيبة تعويضية للقوات.
لكن القوات اللبنانية وبلسان نائب رئيسها جورج عدوان مُصرة على وزارة العدل على اساس الوعد الذي قطعه له الرئيس الحريري، واذا كان من مجال للمقايضة فالقواتيون يطرحون وزارة الطاقة، وهو في الواقع طرح تعجيزي لأن التيار الوطني الحر يتخلى عن كل الوزارات الا وزارة الطاقة التي تشمل الغاز والنفط.
الرئيس الحريري وعلى هامش لقائه سفراء مجموعة الدعم الدولية في بيت الوسط أكد تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة هذا الاسبوع، وردا على سؤال حول ما اذا كانت وزارة العدل قد حُسم أمرها، قال: اذا كنتم تريدون مساعدتي فلا تأخذوا الاخبار من هنا وهناك، لأنها لا تساعد في حلحلة العقد، مشددا على ان كل الاطراف السياسية ستتمثل في الحكومة.
بالنسبة لوزارة الاشغال العامة والنقل التي يتمسك بها تيار المردة، فإن التيار الحر يريدها من حصته، وقد عرض الرئيس الحريري على وزير الأشغال يوسف فنيانوس وبحضور وزير المال علي حسن خليل الحصول على وزارة التربية بدلا من الأشغال، لكن فنيانوس رفض على اعتبار ان التربية يتمسك بها وليد جنبلاط، وعلى هذا عاد التيار الحر الى التمسك بوزارة العدل بعدما كان وافق على مناقشة وضعها، وان تعطى وزارة العمل كبديل عنها للقوات، وهذا الموضوع كان محور اللقاء المسائي بين الحريري ووزير القوات ملحم رياشي.
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عاكس موجة التفاؤل المعممة، وقال لقناة «ام.تي.في» ان 80% من عقد تأليف الحكومة لم تحل، معتبرا ان العهد لم يحقق ما يمكن وصفه بالنجاح.
واضاف: اذا لم نعط حقيبة وزارة الاشغال او الطاقة فأفضل البقاء خارج الحكومة ودون ان نعرقل الدولة، المسألة مسألة كرامة. وتوقع فرنجية اتمام المصالحة بينه وبين رئيس القوات القوات اللبنانية د.سمير جعجع في بكركي برعاية البطريرك بشارة الراعي الذي راعى اول لقاء بينهما قبل اربع سنوات، وان خلوة ستعقد بينه وبين جعجع ولن يكون هناك اتفاق خطي بل بيان مشترك.
وسئل فرنجية: بعمر 25 سنة اصبحت نائبا، فبأي عمر تتوقع ان تصبح رئيسا؟ فأجاب فرنجية: ان شاء الله ليس في 82 أو 83 عاما، في اشارة الى عمر الرئيس عون.
وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر الوزير جبران باسيل «رئيس جمهورية الظل»، اجاب: انا لا اقول ذلك، نحن لا نعتبر انفسنا بحالة مواجهة مع الرئيس عون، وهو عندما يستدعينا نلبي دعوته، ولا اعتقد انه بحاجة لوزراء في الحكومة، فالحكومة كلها له.
وهل يربط استياء الرئيس من المردة بالانتخابات الرئاسية، قال فرنجية: انا افهم زعل من ذهبت منه الرئاسة، اما من اخذ الرئاسة فما مبرر زعله؟
ودعا فرنجية الى التخلي عن السلبية، فإضاعة 8 او 9 سنوات من عمر البلد من اجل اشخاص يكفي، البعض يتعامل معنا على أساس: انت موجود، اذن انت مشكلة، ونحن لم نفتح معركة الرئاسة بل الرئيس عون فعل عندما تحدث عن دخول باسيل في السباق الرئاسي.
وردا على تصريح للوزير باسيل، قال فرنجية: نحن لم نغدر بالرئيس عون، بل هم قاموا بعشرات الصفقات السياسية من دون علمنا، ومن اخذ مني الرئاسة هو حزب الله، ومن اعطاهم الرئاسة هو حزب الله، واذا كان من احد ازعل منه فهو الحزب، لكن هذا الأمر لن يحصل. حزب الله اهتماماته مختلفة، ففي لقاء مع العاملين في اذاعة «النور» الناطقة بلسان الحزب في الذكرى الثلاثين لانطلاقتها، قال السيد حسن نصرالله: لقد تجاوزنا التهديد العسكري والامني بدرجة كبيرة، ولنكن حاضرين لمعركة الاعلام الجديد، في مواجهة خطورة ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدخل كل بيت، وهذا لا يلغي البقاء على جهوزية لكل الاحتمالات.
حبيب إفرام المحبط: النظام اللبناني «ظالم وإلغائي»
بيروت: على صعيد العقدة التي يمثلها المقعدان الأرمنيان، فقد صرف النظر عن اقتطاع احدهما من اجل توزير شخصية من طائفة السريان الأرثوذكس، تحت ضغط الرفض الأرمني القاطع.
وشن رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام المرشح للتوزير عن الأقليات، حملة على النظام اللبناني «الظالم والالغائي» وقال: نحن جزء من الحالة المسيحية ولا نقبل البقاء على هامش النظام في عهد الرئيس عون، المسيحي المشرقي، والا فسنعيد النظر بعلاقتنا مع هذا النظام، مطالبا بالغاء المذهبية بين المسيحيين على الاقل.
ولاحظ النائب الكتائبي الياس حنكش ان العلويين في لبنان اقل عددا من السريان، ومع ذلك اصبح لهم نائبان في ظل الوصاية السورية، أما السريان الذين ينتمي اليهم رئيس مجلس النواب السوري، فلا أحد لهم في مجلس النواب اللبناني.
في سياق آخر ذكر موقع ام.تي.في ان الوزير السابق محمد الصفدي، والذي انسحب من الانتخابات النيابية في طرابلس لصالح تيار المستقبل، طرح زوجته فيوليت الصفدي كوزيرة على الرئيس الحريري، والذي كان وعده شخصيا بالمنصب الوزاري.