- ظريف في بيروت اليوم.. ومصادر لـ «الأنباء»: نتوقع رداً من الحريري على عروض المساعدة العسكر ية الإيرانية!
بيروت ـ عمر حبنجر
جمع عيد مار مارون الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري بصورة واحدة، داخل الكنيسة التي تحمل اسم صاحب العيد في محلة «الجميزة» في بيروت، في لقاء سنوي تقليدي، قد تكون له دلالات إضافية هذه السنة، مع قيام الحكومة الجديدة وسط التطورات الاقليمية المستجدة، وانعكاساتها البينة على لبنان، والمتمثلة بداية بتحول بيروت الى محطة لزيارات دولية متتالية، ظاهرها التهنئة بالحكومة الجديدة وباطنها، اثبات الوجود وتكريس الدور، في ذروة الصراع بين محور مؤتمر «وارسو» الذي تعده واشنطن في سياق سعيها لمحاصرة الانفلاش الايراني في المنطقة، وقمة سوتشي التي تجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران بالمقبل.
وترأس المطران بولس مطر القداس الاحتفالي والقى عظة رحب فيها بالرؤساء، داعيا حكومة «إلى العمل»، الى العمل صفا واحدا، على اعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم.
وكان الرئيس سعد الحريري استقبل قائد القوات الدولية «اليونيفيل» في جنوب لبنان وأبلغه تمسك لبنان بالقرار 1701 واحترام الخط الازرق على حدوده الجنوبية وان الجيش اللبناني المولج وحده بالدفاع عن سيادة لبنان، وسلامة اراضيه يتعامل مع «اليونيفيل» وسيقوم بتسيير دوريات لمعالجة أي شائبة تعتري تطبيق القرار.
الحريري توجه من التينة الى المطار مغادرا الى أبوظبي، للمشاركة بمؤتمر القمة العالمية للحكومات.
وغدا الاثنين يصل الى بيروت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ليسلم الرئيس ميشال عون دعوة لحضور القمة الأورومتوسطية المقررة في 24 الجاري في شرم الشيخ، والتي سيغيب عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لارتباطه بقضايا داخلية، علما أن لبنان لم يحسم مستوى مشاركته فيها. وستزور الممثلة العليا للأمن والخارجية فريدريكا موغيريني بيروت بعد المؤتمر لمناقشة مقرراته حيال لبنان.
ويصل إلى بيروت ايضا المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، لنقل تهاني القيادة السعودية الى المسؤولين اللبنانيين.
وسيكون وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في بيروت اليوم الاحد في زيارة تستمر لغد الاثنين يلتقي خلالها الرئيسين ميشال عون ونبيه بري اضافة إلى وزير الخارجية جبران باسيل، ولن يلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيكون في الإمارات.
إلى ذلك، رحب أعضاء مجلس الامن الدولي بإعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وترشيح أربع نساء لتولي مناصب منها وزارة الداخلية للمرة الأولى في تاريخه. وهنأ أعضاء المجلس في بيان صحافي مساء أمس الأول رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ومجلس وزرائه وشجعوا كل القادة السياسيين اللبنانيين على البناء على هذا الزخم من الوحدة الوطنية وضمان قدرة لبنان الفعالة في معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
ودعا المجلس الحكومة اللبنانية، إلى نزع سلاح جميع الفصائل، «حتى لا تكون هناك غير أسلحة الدولة».
في غضون ذلك، باشرت الحكومة توزيع نسخ من بيانها الوزاري على النواب، بواسطة البريد او الايميل اعتبارا من امس. تأمينا لوصوله اليهم قبل 48 ساعة من موعد جلسة المناقشة العامة يومي الثلاثاء والاربعاء، وفق القوانين المعتمدة.
ويرتبط تسريع اجراءات مناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة المفترض حصول الحكومة عليها بأكثرية لافتة، كونها تشكل صورة مصغرة عن البرلمان، بالحرص على انجاز الأمر قبل يوم الخميس 14 فبراير، حيث موعد ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذات التاريخ من العام 2005، والذي اعتبر يوم عطلة رسمية في لبنان وسيتوج باحتفال كبير يقام في قاعة «بيال» ويلقي فيه الرئيس الحريري خطابا مقررا من ضوابط مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة ونيلها الثقة.
ويقول المتابعون لـ «الأنباء» ان الحريري سيتحدث في خطابه المرتقب، عما عمل وما سيعمل، وسيؤكد، بصراحة مطلوبة، على ثوابت موقف الحكومة من العلاقة مع سورية، ومن الخيار العربي الذي لا مندوحة عنه، كما في موضوع المحكمة الدولية التي يفترض ان تصدر قرارها بحق المتورطين باغتيال والده ورفاقه.
وتنتظر بعض القوى المحلية والاقليمية من الحريري، التطرق الى موقف حكومته من العروض الايرانية بالسلاح للجيش اللبناني وبالكهرباء والدواء للبنانيين وفق الطروحات الاخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والتي قوبل عرض الصواريخ للدفاع الجوي اللبناني بتحفظات شتى اقلها النتائج غير المشجعة لهذه الصواريخ في سورية، حيث الغارات الجوية الاسرائيلية للمواقع الإيرانية لم تنقطع.