بيروت ـ عمر حبنجر
مع عودته منفردا الى السباق باتجاه رئاسة مجلس الوزراء، نقل موقع «مستقبل ويب» عن مصادر بيت الوسط قولها انه اذا كان هناك من يُصرّ على حكومة تكنو-سياسية لمجرد البقاء ضمن الحكومة فهؤلاء مدعوون الى تشكيل الحكومة من دون الرئيس سعد الحريري بأسرع وقت وبالشروط التي يرونها مناسبة للبنانيين لمعالجة الازمة.
واضافت المصادر ان الحريري لم يقترح إلا حكومة اختصاصيين تلبي طموحات اللبنانيين وتقنع المجتمع الدولي بتقديم الدعم العاجل.
وامام تمسك الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل والثنائي الشيعي بحكومة تكنو-سياسية تضمن بقاء حزب الله والوزير باسيل داخل الحكومة، اعربت مصادر متابعة عن خشيتها من ذهاب الاستعصاء الظاهر الى حيث يرى حزب الله، اي تعويم الحكومة المستقيلة، في حال تعذر تشكيل حكومة جديدة، فرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد اوجز الوضع بكلمة «نريد ان نعرف ماذا يريد الحريري، وفي النهاية سنجد حلا للحكومة ولو طال الامر شهرا او شهرين».
في هذا السياق، دعت كتلة التنمية والتحرير الحكومة المستقيلة الى تحمل مسؤوليتها الكاملة الى حين تشكيل الحكومة.
بيد ان لقاء «سيدة الجبل» حيا الشعب اللبناني على مواجهته عملية انهيار السلطة المدعومة من حزب الله، وجاء في بيان: لقد دعمت الكنيسة بشخص المطران إلياس عودة مواقف الثوار، ورأى اللقاء ان ازمة الحكومة صارت ازمة حكم تتمثل باحتجاز رئيس الجمهورية لمصلحة الارادة السياسية الايرانية، وان المطلوب اطلاق سراح السلطة من اسر ايران او استقالتها بكل تراتبيتها الدستورية، وفق بيان اللقاء الذي يعكس روحية فريق 14 آذار.
ولفت هنا تهديد ايران لاسرائيل عبر مستشار قائد الحرس الثوري اللواء مرتضى قرباني «بتسوية تل ابيب بالتراب انطلاقا من لبنان في حال ارتكبت اسرائيل اصغر خطأ تجاه ايران»، وقال قرباني لوكالة انباء «ميزان» ان الاحداث الاخيرة في لبنان والعراق وايران تهدف الى ضرب وحدة جبهة المقاومة.
وردا على قرباني، قال وزير الاعلام اللبناني جمال الجراح في تغريدة عبر تويتر: الكلام المنسوب الى المسؤول الايراني حول استخدام الاراضي اللبنانية منطلقا لحروب اقليمية هو كلام غير مسؤول ومتعجرف ويشكل تطاولا على سيادة لبنان شعبا ودولة.
واضاف: تستطيع ايران ان تدافع عن نفسها كيفما تشاء، لكن لبنان ليس صندوق بريد للحرس الثوري ولا ساحة للاستخدام الخارجي لأي دولة، وكلام المسؤول الايراني مردود جملة وتفصيلا.
بدوره، رد النائب نديم الجميل على قرباني بقوله: كمواطن لبناني اطالب بموقف صريح من هذا الكلام من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال.
بدوره، اكد نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ان المطران إلياس عودة الذي اثار مسألة احادية السلطة في لبنان والجماعات المسلحة يمثل وجع الناس وفكرهم ووجدان الموطنين اللبنانيين من كل اطيافهم، ومواقفه الوطنية الشجاعة يرددها منذ 40 عاما ويقول ما لا يجرؤ ان يقوله غيره.
واضاف حاصباني لقناة «الجديد»: لقد كانت كلمة حرة، أكانت صادرة عن رجل دين او رجل سياسة، انها كلمة حق وكلمة انسانية، ما قاله عودة ان هذا الكلام هو بديهي يرتبط بالحالة التي نحن فيها، واشار الى ان من يحمل السلاح لا يحمله باسم طائفة او مذهب، بل باسم تنظيمه ومشروعه السياسي.
في غضون ذلك، انشغل اللبنانيون بإزالة آثار الفيضانات التي اغرقت الطرقات والانفاق ودخلت البيوت والمؤسسات وفي طليعتها مطار رفيق الحريري الدولي، وحبست المواطنين لساعات داخل سياراتهم، على اسوأ مما كان يحصل عند قطع الطرقات من جانب الحراك الشعبي، مع فارق ان احدا لم يحاول استفزاز المياه الجارفة وافتعال الاشكالات مع برك المياه للعبور او من يقمع الامطار ويلاحقها امام القضاء وفق اذاعة «لبنان الحر»، فيما تقاذف المسؤولية يتجدد مع كل «شتوه» وعند كل منخفض جوي، فوزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس حمَّل المسؤولية عن تعاسة البنى التحتية للطرق الى شح الاعتمادات المالية كالعادة، من دون الاستعداد لبذل اي جهد جدي لمعالجة هذه المهزلة القابلة للتجدد في كل يوم ماطر، خاصة ان المراصد تؤشر على عاصفة مطرية وثلجية مقبلة يوم الخميس.
مدينة طرابلس استيقظت فجرا على انهيار منزل في الميناء على ساكنيه وهم الشابان عبدالرحمن كاخيه وشقيقته ريما وهما سوريان بتأثير العواصف الرعدية والامطار الغزيرة على المنزل المتداعي اصلا. وحمَّل البعض المسؤولية الى بلدية الميناء لرفضها طلبا لتدعيم المبنى، وقد هاجم مواطنون غاضبون مبنى البلدية وحطموا زجاجه واثاثه والمكاتب، ما استدعى تدخل الجيش بكثافة.