بيروت ـ عمر حبنجر
كل الاهتمامات السياسية والشعبية منصبة على انجاح مهرجان الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وصحبه غدا الأحد، تيار المستقبل وأحزاب وهيئات 14 آذار والجمهور الأكثري العريض، مستنفرون اعتباراً من صباح اليوم السبت لتسهيل وصول السيل الشعبي الهادر الى ساحة الشهداء، ساحة ضريح الرئيس الشهيد ومرافقيه، ضمن اطار جهد واضح لجعل الحضور الشعبي في هذه المناسبة بمستوى - او اكثر - احتفالات السنوات السابقة، بغاية التأكيد لمن تحولوا من الحلفاء والأصدقاء انهم باتوا في واد وجمهورهم الحقيقي في واد آخر.وتتالت في هذا السياق الدعوات والبيانات المشجعة للجمهور على التوجه الى وسط بيروت يوم غد الاحد حيث اعدت ساحة الشهداء لاستيعاب الحشود المنتظرة.وقال النائب زياد القادري ان تنظيم الحشد الكبير لا يضرب مسار المصالحات انما يعززه.
الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط اصدر بيانا استذكر فيه مآثر الشهيد الحريري الذي كان علما بارزا من اعلام السياسة والاقتصاد في لبنان والعالم، وانه بغيابه زلزل كل مرتكزات الوحدة.ولوحظ ان البيان لم يدع جمهوره للمشاركة في الحشد الشعبي، مكتفيا بإعلان رئيسه عزمه الحضور شخصيا، بمعية سعد الحريري شخصيا.
لكن رئيس حركة التجدد الديموقراطي نسيب لحود شدد على اهمية المشاركة الشعبية ومثله فعل رئيس الكتائب أمين الجميل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وكان الرئيس ميشال سليمان اكد في جلسة مجلس الوزراء على اهمية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وعلى طابعها الوطني الجامع، وطلب من الأجهزة المعنية اتخاذ التدابير الخاصة بالمناسبة.
مجلس الوزراء انشغل في جلسة الخميس بموضوع الساعة المحلي، وهو قانون الانتخابات البلدية المتأرجح، الى جانب اهتمامه بمتابعة قضية الطائرة الاثيوبية المنكوبة.وقد أبدى الرئيس ميشال سليمان الذي غادر امس الى قبرص في زيارة ليوم واحد أبدى ورئيس الحكومة سعد الحريري اهتماما بالغا بالأوضاع الاجتماعية لضحايا هذه الطائرة وعائلاتهم.
تحفظات مفاجئة للعماد عون
لكن مجلس الوزراء لم يحسم موضوع التعديلات على قانون البلديات، فيما تقرر من حيث المبدأ اجراء الانتخابات في موعدها بين مايو ويونيو بحسب القانون ساري المفعول.وحتى هذا القرار المبدئي الذي يصر عليه الرئيس ميشال سليمان وسعد الحريري مرشح للاصطدام بتحفظ العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح الذي كان امس اول سياسي لبناني يجاهر برفض اجراء الانتخابات البلدية والاختيارة، ولو انه ربط موقفه هذا بشرط تعديل قانون الانتخابات البلدية وادخال ما يصفه بالاصلاحات عليه.
وأهمية تحفظ العماد عون انه اذا ما تمسك به رغم يقينه بتعذر اجراء التعديلات المطلوبة، فانه سيجد معه نواب ووزراء حزب الله وأمل، الذين تجنبوا حتى الآن اظهار موقفهم الحقيقي من هذا الاستحقاق، المشدود كسواه الى وتد الحسابات الاقليمية غير المستقرة القاعدة.
عون: لا انتخابات بلا إصلاحات
ومن خارج مجلس الوزراء، قال العماد ميشال عون بصوت عال «لا للانتخابات اذا لم تقر الاصلاحات»، الامر الذي يعزز الشكوك حول مصير هذه الانتخابات.
وأضاف رئيس كتلة الاصلاح والتغيير قائلا: كل مرة يذكروننا بالوقت، ثم يجرون الانتخابات بلا اصلاحات، او باصلاحات مشوهة.ولم يتطرق عون الى تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر بلدية، الذي رفضه رئيس الحكومة سعد الحريري بصوت عال، لكنه قال: اذا لم تحصل اصلاحات فلا انتخابات، ونحن لا نخضع لوسائل الضغط، نحن لسنا اكثرية، وبوسع الاكثرية ان تتخذ قرارا وتجري الانتخابات لكننا لن نوافق بعدئذ على اي شغلة نعتبرها شواذا.
التحضيرات لذكرى الحريري الـ 5 والانتخابات البلدية لم تغيب الاهتمام اللبناني بالطائرة الاثيوبية المنكوبة، فقد واصلت مغاوير البحر التابعة للبحرية اللبنانية عمليات الغطس الى اعماق البحر قبالة شاطئ الناعمة بحثا عن جثث ركاب «الاثيوبية» وذاكرة الصندوق الاسود الثاني في وقت تابعت سفينة اوشن اليرت عمليات تصوير الاعماق لهذه الغاية.
في الوقت ذاته استمر ورود اشلاء الركاب الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي وصدور نتائج فحوصات الحمض النووي لبعض الجثث. وتم التعرف، خلال الساعات الماضية، على ستة ركاب من ضحايا الطائرة، ما يرفع عدد الضحايا المحددة هوياتهم الى ثلاثين ضحية عدا الضحايا الـ 15 الذين تحددت هوياتهم سابقا. ومن بين الضحايا الذين تم التعرف عليهم امس عباس محمد جابر وهيفاء ابراهيم الفران وخليل ابراهيم صالح ومحمد مدني الذي ووري الثرى ظهر امس في بلدته رأس العين (صور).
وكان الرئيس ميشال سليمان دعا خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء مساء الخميس الى احياء ذكرى وطنية لضحايا الطائرة المنكوبة على ان يبت بالصيغة والترتيبات باجتماع يدعو اليه رئيس الوزراء ويضم الوزراء المختصين. وقال مدير التوجيه في قيادة الجيش العميد صالح الحاج سليمان ان عمليات البحث عن الجثث وعن ذاكرة الصندوق الاسود الثاني سستمر الى اجل غير مسمى، فيما عثر امس على المحرك الايسر للطائرة مع الجناح الايسر.
واقرأ ايضاً:
أتوقع مشاركة مسيحية عالية في ذكرى 14 فبراير
«بورصة» الحرب في حركة صعود وهبوط
عطا الله لـ «الأنباء»: الحكومة لا تستند إلى نصوص دستورية حقيقية
14 فبراير 2010 وفرصة الحريري الذهبية