- ريفي: عهد الرئيس لا يمكنه إكمال ولاية الـ6 سنوات في ظل الثورة المستمرة
بيروت ـ عمر حبنجر
ترأس الرئيس ميشال عون اجتماعا امنيا في القصر الجمهوري غاب عنه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري وحضره وزيرا الدفاع والداخلية إلياس بوصعب وريا الحسن وقائد الجيش العماد جوزف عون وقادة القوى الامنية والاجهزة المعنية، حيث جرى خلاله البحث في كيفية الحفاظ على سلامة المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة والعلاقات المشتركة بين الجيش والقوى الامنية الاخرى.
وتوقف المجتمعون عند وجود «مندسين» في صفوف المتظاهرين يلجأون الى اعمال الشغب والاعتداء على القوى الامنية، وجرى البحث في اجراءات تقرر اتخاذها، وتقرر في هذا المجال حماية المتظاهرين السلميين في جميع التظاهرات وحماية الممتلكات العامة والخاصة وردع المجموعات التخريبية والتنسيق مع القضاء من خلال غرفة العمليات المشتركة.
وكان الرئيس عون استقبل السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين صباح امس وعرض معه التطورات اللبنانية، واكد السفير تضامن بلاده مع لبنان.
وكان مكتب الشؤون السياسية المختص بالشرق الاوسط بحث في نيويورك التظاهرات في لبنان والعراق وايران، إلا ان موسكو لم تكن متحمسة لهذا الاجتماع باعتباره تدخلا في الشؤون الداخلية للدول.
ميدانيا، ساعد الطقس في فرض هدنة على الحراك الثوري بعد يومين من التصعيد البالغ، حيث خلع الثوار ابواب بعض المتاجر واللوحات الاعلانية للوقاية بها من خراطيم مياه الشرطة ومن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، الذي قال نقيب المحامين انه من غير الجائز استعماله ضمن مدى 40 مترا او تصويبه الا على الاطراف السفلى، وهذا ما لم يحصل.
اصابات مواجهات الاحد تراجعت الى حدود الثلاثين الذين نقلوا الى المستشفيات ونحو 40 اسعفوا ميدانيا.
وقال وزير العدل السابق اشرف ريفي ان عهد الرئيس ميشال عون لا يمكنه اكمال ولاية الست سنوات في ظل الثورة المستمرة، ودعا في تصريح لصحيفة «نداء الوطن» الى تشكيل حكومة مستقلة عن السلطة القائمة لتضع حدا للانهيار الحاصل، كما دعا نواب المعارضة للاستقالة استجابة لدعوة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
بدوره، استغرب النائب السابق فارس سعيد عدم مونة حزب الله على حلفائه ليشكل حكومة اللون الواحد، وقال: اما ان الحزب فقد مونته او انه لا يريد.
واعتبر سعيد كلام النائب نهاد المشنوق عن الانتخابات الرئاسية المبكرة كلاما كبيرا.
من جهته، انتقد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد تحول مكاتب حزب الكتائب الى مستشفى ميداني، كما انتقد الادارة الراهنة للبلد، واستغرب قول البعض انه لن يشارك في الحكومة، وقال: ممنوع الهروب من المسؤوليات، ان شاركتم ام لم تشاركوا، ولن نترككم وشأنكم.
في غضون ذلك، طريق بعبدا سالكة امام الرئيس المكلف حسان دياب على الرغم من النتوءات والحفر، لكنها لم توصله الى السراي الكبير بعد، وربما لن توصله، طالما الاشارات الضوئية الاقليمية على اللون البرتقالي، ومن شاهد الرئيس المكلف وهو خارج من لقاء الساعة ونصف الساعة مع الرئيس ميشال عون، وسمع تمتماته المنفعلة بدا له ان الرجل في حالة استياء بالغ مما يجري.
والمسألة تعدت عدم الاتفاق على حجم الحكومة، 20 او 22، كما يفضلها الرئيس ميشال عون لارضاء حلفاء اللون الواحد، و18 كما يُصر الرئيس المكلف تجنبا للغرق بمطالب اللقاء السني التشاوري الذي يرى ان له دينا على دياب، وهو الذي وفر الميثاقية له عندما سماه لتشكيل الحكومة من دون الآخرين، ففي الشكل انه بدلا من ان يعطي الرئيس المكلف اسماء الوزراء المسيحيين ليضمهم الى تشكيلته الحكومية طولب بتقديم اسماء الوزراء المسلمين لتجري طباعة التشكيلة مع المرسوم في بعبدا.
لكن السلطات المعنية لا تبدو آبهة للمواجهات اليومية مع الحراك الشعبي الثائر والذي اوقع نحو 500 اصابة بين قوى مكافحة الشغب والمتظاهرين بينهم 25 اصابة مؤذية بالرصاص المطاطي المصوّب للرؤوس والصدور، عدا عمن جرى اسعافهم ميدانيا، بل تسعى لامتصاص ثورته بخلق مواجهات شارعية متفرقة لتشتيت اهداف الحراك يوميا.
على اي حال، في آخر معلومات لموقع «ام.تي.في» ان غداء عمل جمع الرئيس المكلف حسان دياب مع الخليلين (علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري وحسين خليل معاون السيد حسن نصرالله) ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في منزل دياب أمس في ظل التوجه الى حل وسط يرفع عدد الوزراء من 18 الى 20 وزيرا لاحتواء المحاصصة المطروحة، لكن الرئيس المكلف أكد للمجتمعين أن الحكومة لن تكون إلا من ١٨ وزيرا وأمهلهم حتى اليوم للرد عليه، مما يعني أن اجتماع الغداء لم يسفر عن اتفاق.