بيروت ـ عمر حبنجر
تتجه الانظار الى الجلسة النيابية التشريعية التي تعقد اليوم وعلى جدول اعمالها بنود بعضها خلافي من الدرجة الاولى كبند خفض سن الاقتراع الى 18 عاما الذي يهدد بفرط عقد الجلسة من خلال انعدام النصاب.
ولم يكن المزاج النيابي بهذه الحدة لولا قرار تقديم مشروع قانون خفض السن على كل بنود الجلسة، بحيث اصبح الاول على الجدول بعد ان كان الاخير بحسب ما تم ابلاغه الى رؤساء الكتل النيابية من قبل الامانة العامة للمجلس اول من امس.
يذكر ان تعديل هذا البند من الدستور يتطلب حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب، اي 86 نائبا، وهذا ما يتعذر جمعه في ضوء معارضة نواب الاكثرية له، مما يعني فرط الجلسة، الا اذا قررت الاكثرية تأمين النصاب المطلوب والاجهاز الى التعديل الذي يدعمه الرئيس نبيه بري بالتصويت، كما اوصى نائب اكثري لـ «الأنباء».
وكان الرئيس بري اشترط لعدم طرح هذا التعديل الدستوري المرفوض مسبقا من جانب مختلف الكتل النيابية المسيحية، فضلا عن كتلة المستقبل، ان تبادر الحكومة الى سحبه من المجلس النيابي، لكن الحكومة رفضت هذا الحل ودعت المجلس الى ممارسة دوره كونه سيد نفسه، الامر الذي اعتبره الفريق المؤيد لخفض السن تحديا واستفزازا.
وذكرت «النهار» ان تقديم الرئيس بري بند سن الاقتراع على سائر البنود قد يجر الى مواقف ومقاطعات واصطفافات جديدة في المجلس، وهذا ما دفع الكتل الرئيسية الى درس وسائل عدم انقسام المجلس طائفيا في ضوء تلويح الكتل المسيحية بمقاطعة الجلسة.
رئيس لجنة الادارة والعدل روبير غانم لفت الى انعدام الفارق بين اول بند وآخر بند على جدول اعمال المجلس، لأنه في كل الاحوال يجب ان يكون الحضور ثلثين وعند طرح التصويت يجب ان يكون الحضور ثلثين ايضا.
واكد غانم، في تصريح متلفز امس، انه ليس باستطاعة النواب وضع شروط على البند المذكور اليوم او ربطه بأي بند آخر لأنه متعلق بتعديل دستوري.
انعكاسات سلبية على قانون البلديات
ولا شك ان ارتدادات فشل الجلسة التشريعية لمجلس النواب اليوم لن تكون لمصلحة المسار التعديلي لقانون الانتخابات البلدية الذي سيعرض بصيغته على مجلس الوزراء في اجتماعه المقرر في 27 الجاري. وقد استبق الوزير محمد فنيش جلسة اليوم ليعلن باسم حزب الله انه بين الاصلاحات المطلوبة على قانون الانتخابات البلدية وبين الانتخابات البلدية فإن الاولوية عندنا هي للاصلاح.
وقال: نحن احوج ما نكون الى تفعيل حكومة الشراكة والى اثبات قدرة هذه الحكومة على التصدي للمشاكل التي يعاني منها الوطن، وتعويض البلد ما فاته من هدر للوقت في فترة الانقسام.
تقسيم بيروت يضعف المسيحيين
وزير العمل بطرس حرب رأى في تصريح له أمس، أي مطالبة العماد ميشال عون بتقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية بلدية ستضر بحقوق المسيحيين وتخفض مشاركتهم في المجلس البلدي المؤلف من 24 عضوا، من 12 عضوا مسيحيا الـ 5 أو 7 أعضاء. وفي حديث لجريدة «اللواء» ينشر اليوم الاثنين استبعد الوزير حرب الدعوة لعقد مؤتمر حوار وطني الآن، لأن السيد حسن نصرالله متمسك باستراتيجيته بعيدا عن الدولة، والعماد عون متمسك بسلاح حزب الله حتى انتهاء الصراع ورمي اسرائيل في البحر.
وفي عظة الأحد من بكركي رأى البطريرك الماروني نصرالله صفير ان ما يدور حولنا من احداث يقضي علينا بالحذر الشديد وبأن نرص صفوفنا من دون ان نتلهى بما لا فائدة منه. وان نوثق فيما بيننا عرى التعاون والمحبة، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يفضي بنا الى الطمأنينة.
ارتياح البطريرك
زوار بكركي أمس خرجوا بانطباعات تعكس ارتياح الصرح البطريركي الى مجريات زيارة العماد ميشال عون الى الشوف يوم السبت، خصوصا لجهة حرص النائب وليد جنبلاط على ربط المصالحة والمصارحة في الجبل بزيارة البطريرك صفير للشوف والمختارة عام 2010 وحصره حضور عون برد زيارته له في الرابية، وتدارس تفعيل الجهود من أجل استكمال عودة المهجرين الى الجبل.
وقد لاحظ المتابعون ان جنبلاط وفي خطبه القصيرة المتكررة في كل محطة من محطات زيارة عون، كان يوجه التحية الى البطريرك الكبير، فيتعالى التصفيق الى جانب العماد الذي غالبا ما كان مشغولا بوضع الملاحظات الخطية على ما يقال وما يجري حوله. وضمن الملاحظات التي ارسلت الى المعنيين ان غياب رجال الدين الدروز عن استقبال عون في باحة قصر المختارة والاكتفاء بوجودهم في الداخل الى جانب تضاؤل الحشد في دير القمر العاصمة المارونية لقضاء الشوف، بسبب المعارضة الضعيفة من جانب النائب دوري شمعون للزيارة، لكن هذه الصورة الهشة تغيرت جذريا في دار المطرانية المارونية في بيت الدين، حيث تواجدت وفود شعبية كثيفة. وفي هذا السياق اوضحت امانة الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار ان معارضة الحزب لزيارة العماد عون الى مدافن آل شمعون غير نابعة من موقف شخصي للنائب دوري شمعون كما حاول العماد عون تصويرها، بل ان معارضة الزيارة تستند الى صدق الحزب مع ذاته وحرصا منه على عدم تشويه صورة قادته الذين ما بخلوا بحياتهم في سبيل الدفاع عن ثلاثيتهم المقدسة وهي الحرية والسيادة والاستقلال.
لكن تريسي شمعون، الابنة الكبرى للراحل داني شمعون رحبت بزيارة العماد ميشال عون لضريح والدها واخوتها منه في دير القمر، وخلافا لرأي عمها دوري شمعون الذي رفض الزيارة ومنع عون شخصيا من الوصول الى ضريح شقيقه داني ووالده كميل في بلدة دير القمر يوم السبت. ونقلت اذاعة النور عن تريسي الموجودة خارج لبنان شكرها للعماد عون على محبته واحترامه للعائلة وقالت ان عون لطالما كان صديقا حميما لوالدها مرحبة بزيارته قبر داني شمعون.
وتريسي هي ابنة داني شمعون من زوجته الأولى اما زوجته الثانية فقد قتلت معه ومعها طفلان، برصاص الجناة المجهولين فيما نجت ثالثة هي الصغرى.
زيارة عمل لدمشق
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة الحياة ان رئيس الحكومة سعد الحريري يدرس امكانية قيامه بزيارة لسورية على رأس وفد وزاري هذه المرة من اجل البحث في الملفات بين البلدين ومناقشة الاتفاقات.
وذكرت مصادر حكومية ان رئيس الحكومة جمع من الوزراء المختصين ملاحظاتهم على تلك الاتفاقات، لكن امر الزيارة لم يحسم بعد، علما ان المرجح ان تحصل قبل زيارة نظيره ناجي العطري الى بيروت. وكان الرئيس ميشال سليمان استقبل السبت الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري الذي وضعه في عمل المجلس اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
واقرأ ايضاً:
ديب لـ «الأنباء»: مصالحة البطريرك في الجبل لم تكن كافية وزيارة عون تأتي لإتمام النواقص وترسيخ الوحدة
شمعون لـ «الأنباء»: الجرّة مكسورة مع عون وليذهب إلى «براد» ويبقَ فيها
أخبار وأسرار لبنانية
نقولا يتهم «القوات» بتهديده ويطالب الجهات الرسمية بحمايته
المحكمة الدولية تستدعي شخصيات لبنانية للاستماع قريباً