بينما شهد يوم السبت مظاهرات عنيفة متواصلة في مناطق لبنانية خاصة بيروت (التي شهد وسطها تحطيم واجهات محلات) وطرابلس، قال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب عبر تويتر إن رئاسة الحكومة تدين وتستنكر بأشد العبارات، كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) وتهيب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي والحكمة والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية المكلفة حماية الاستقرار والسلم الأهلي.
وذكر مراسل تلفزيون الجديد اللبناني ان الجيش استقدم تعزيزات إلى محيط سرايا طرابلس في شمال البلاد الليلة فيما تراجع المعتصمون الغاضبون من تصريحات طائفية صدرت عن معارضين للتظاهرات في بيروت إلى إحدى ساحات المدينة .
كما أدت مواجهات في الشارع وإطلاق نار لسقوط جريحين في منطقة الطريق الجديدة بالعاصمة.
وحاول رجال الدين المسلمين اليوم وفي مقدمتهم دار الإفتاء والمفتي الجعفري احتواء التدهور والكلام الفتنوي .
فقد حذرت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، في بيان" جمهور المسلمين، من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية".
وأكدت أن "شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، من أي شخص كائنا من كان، لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية، وأبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وأي اساءة بحقها تمس كل المسلمين، وانطلاقا من ذلك فإن ما صدر من سب وإهانات من بعض الجهلة الموتورين لأنهم في غفلة من أمرهم ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الاسلام، وعليهم الاقتداء بأخلاق الاسلام استنادا بما جاء في الحديث النبوي الشريف "لم أبعث سبابا ولا شتاما ولا لعانا انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق".. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وبدوره، استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان، "المحاولات المشبوهة لاثارة الفتن المذهبية بين اللبنانيين، وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية، خدمة لأعداء الدين وتحقيقا لاهداف سياسية تخدم العدو الصهيوني الذي يتربص بأمننا واستقرارنا ووحدتنا"، مدينا "أي إساءة لأي رمز ديني، من منطلق رفضنا للشتم والإساءة والتعرض لكرامة الرموز الدينية من كل الطوائف والمذاهب، ولاسيما شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فهذه الإساءة مرفوضة ومدانة على مختلف المستويات الأخلاقية والدينية".
وأكد أن "تعاليم أهل البيت تأمرنا بمواجهة الفتنة، واحترام كل الرموز والمقامات الدينية وعدم التعرض لها بالشتم واللعن"، مهيبا ب"المؤمنين واللبنانيين عدم الانجرار خلف دعوات الفتنة، والتحلي بالعقلانية والحكمة والتصدي لكل دعوة تستهدف اثارة النعرات
الطائفية والمذهبية".
وصدرت بيانات استنكار للفتنة من مختلف الأحزاب والشخصيات وبينها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وحركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.
ويشهد لبنان واحدة من أسوأ الازمات الاقتصادية والسياسية في تاريخه مع تراجع حاد للعملة الوطنية الليرة وازدياد مطرد للدين العام. وتنوعت مطالب المحتجين اليوم بين الاحتجاج على سوء المعيشة والمطالبة بنزع سلاح حزب الله.