بيروت - جويل رياشي
ذات ليلة من ليالي الحجر الصحي، اكتشفت ميريللا صحيح ان لديها ارتباطا وثيقا بدماغها وانهما باستطاعتهما الإنجاز والإبداع. مما لا شك فيه ان الحجر الصحي الذي عاشه اللبنانيون ساعد كثيرين على اكتشاف مواهب مطمورة كالزراعة وتحضير الحلويات او الرسم والتلوين.. أما ميريللا فاستغلت يديها في شغل يدوي غير مألوف: اللعب بالباطون وابتكار أوان وأوعية تصلح للزراعة.
اعتبرت هذا «الهروب من أخبار كورونا» نوع من العلاج بالفن، وهو نظام علاجي يستخدم القوة المعبرة للفن للمساعدة على إيجاد التوازن والرفاهية وخصوصا في أوقات الشدة. أتاح لها الخلق الفني الوصول إلى جذور مشاعرها، وإلى معرفة جديد بنفسها.
لم تكن الأشغال اليدوية تستهويها يوما، ولكنها عندما رأت على «يوتيوب» أحدهم يحول ثيابا قديمة الى أوان من خلال الباطون، أرادت ان تقوم بالتجربة. فنجحت. ومن تجربة الى أخرى، بدأت تفرح بكل قطعة تنجزها، ثياب قديمة تتحول مزهريات وأوان تزرعها بالكاكتوس فتدب الحياة فيها من جديد.
«أردت ان أحارب الملل والعجز والانغلاق وكل هذه المشاعر التي انتابتني أثناء الحجر الصحي، وأردت ايضا ان أتحدى اليأس الذي كاد ان يتملكني من جراء أخبار الجائحة التي ملأت منصات وسائل التواصل الاجتماعي. واكتشفت ان الفن ملجأ به نكسر الخوف وننفصل عن الواقع مهما كان مريرا».
بعد مرور أشهر، أصبح في رصيد ميريللا ومشغلها اليوم عشرات وعشرات القطع الفنية، وقد لاقت رواجا على السوشيال ميديا حيث عرضت منتوجاتها التي أطلقت عليها اسم Cinéduvent اي سينما الهواء الطلق، في إشارة منها الى «هواء الحرية الذي باستطاعته ان يحرك كل جماد».
تنوي صحيح التطور في هذا الشغف الجديد وتعتزم ان تعيد أحياء «صناعة الفخار التراثية» من خلال استعادتها بالباطون وتلوينه ليقترب قدر الإمكان من لون الفخاريات، لتزرعها بالمردكوش والنعنع والحبق وكافة المطيبات التي تعتبر ضرورة في المطبخ اللبناني.
هواية جديدة أصبحت شغفا. فهل تتحول إلى مهنة؟ الأيام كفيلة بالجواب.