في زمن أصبح فيه الواقع أغرب من الخيال، انشغل اللبنانيون امس بأخبار تواترت عن امكانية العثور على ناجين ولو بعد شهر على انفجار مرفأ بيروت الكارثي.
فبعد توقف أعمال البحث وتلاشي الآمال بالعثور على أحياء تحت ركام أحياء المدينة، استأنفت فرق الإنقاذ أمس البحث عن مفقودين محتملين من بين سبعة لم يعرف مصيرهم بعد. الأمل الجديد أحياه كلب متخصص تابع لفرقة إنقاذ تشيلية متطوعة امام بناء منهار في محلة الجميزة. فقد توقف الكلب فجأة وامتنع عن المتابعة، فورا ادرك المسؤولون عنه ان تحت هذا المبنى ثمة قلب إنسان ينبض أو ربما جثة لأحد المفقودين يطفئ نار الترقب في قلب عائلاتهم.
وسارع التشيليون الى احضار آلة خاصة تستشعر الحرارة عن بعد اشارت الى وجود شخصين على الاقل تحت الركام وقدرت أن احدهما ميت والثاني قلبه ينبض ببطء وأن أحدهما ربما يكون طفلا.
وطلبت الفرق التشيلية من المحيطين بالمبنى المهدم في مار مخايل الصمت الكامل وابعدت الاعلام عن المكان لان الهدوء عامل أساسي لترصد الحركة تحت الانقاض.
وضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في لبنان بالخبر الذي ربما يشكل معجزة تنير ليل اللبنانيين الذي اظلمته السياسة والسياسيون.
وتفاعل اللبنانيون بتأثر شديد مع احتمال وجود أحياء. وكتب أحد المغردين «ثمة قلب ينبض، بيروت». ونشر رسم قلب. في حين جاء في تغريدة أخرى «أكثر من ستة ملايين نبضة تدعو في اللحظة ذاتها لنبض شخص واحد تحت الأنقاض».
وفي السياق، قال محافظ بيروت خلال تفقده أعمال البحث في شارع مار مخايل بالعاصمة للصحافيين إن فرقة إنقاذ وصلت حديثا من تشيلي، واستدل أحد الكلاب المدربة لديها، على رائحة.
وبعد معاينة الفريق للمبنى الذي انهارت طوابقه العليا، عبر جهاز مسح حراري متخصص، تبين، وفق عبود، أنه «توجد على ما يبدو جثة أو جثتان، وربما يوجد أحياء»، مضيفا أن الجهاز رصد «دقات قلب». وتابع «نأمل أن يخرج أحد على قيد الحياة».
إلا أن المبنى الذي كان يضم في طابقه الأرضي حانة، وفق سكان الحي، تحول إلى أكوام ركام، ما يجعل عمليات البحث «حساسة ودقيقة»، وفق عبود.
من جهته، قال الملازم أول ميشال المر من فوج إطفاء مدينة بيروت لوكالة فرانس برس «نعمل الآن على رفع الردم لنصل إلى الشخصين بعمق مترين تقريبا»، موضحا «نحاول قدر الإمكان معرفة ما إذا كان هناك أحياء».
وأشار عامل إنقاذ لبناني يشارك في عمليات رفع الركام لقناة محلية، الى أن جهاز المسح التقط «19 نفسا في الدقيقة الواحدة»، مشيرا إلى وجود احتمالات أخرى غير الحياة، إلا أنه أكد أن «الكلب مدرب على اكتشاف رائحة الإنسان فقط».