بيروت ـ يوسف دياب ووكالات
تزامنا مع اكتشاف عبوات جديدة من «نترات الأمونيوم» التي سببت كارثة انفجار مرفأ بيروت، استمع المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، في إطار التحقيقات التي يجريها في قضية انفجار المرفأ الذي وقع في بيروت في 4 أغسطس الماضي.
وعلمت «الأنباء» أن صوان انتقل مساء من مكتبه في قصر العدل الى السراي الحكومي واجتمع بدياب، واستمع الى إفادته مطولا بشأن المراسلات التي تلقاها من الأجهزة الأمنية عن وجود «نيتراتت الأمونيوم»، وما التوجيهات التي أعطاها للأجهزة والوزارات المختصة في هذا المجال وأسباب التأخر في إزالة تلك المواد المتفجرة من العنبر رقم 12 قبل انفجارها.
وشكل استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مفاجأة في الأوساط اللبنانية كونه أعلى مرجعية سياسية تخضع للتحقيق، كما أن استجوابه سبق استدعاء وزراء الاشغال والمال الحاليين والسابقين الى التحقيق، وكذلك رؤساء الأجهزة الأمنية والقضاة المعنيين. وتم حتى الآن توقيف 25 شخصا بينهم مسؤولون في المرفأ وضباط في القضية، ولم يكشف شيء عن المآخذ عليهم أو الشبهات حولهم، وقال المصدر القضائي إنه تم الاستماع الى دياب بصفة شاهد.
وقال مصدر قضائي بحسب وكالة «فرانس برس»: «استمع القاضي صوان إلى دياب كشاهد للاستيضاح منه حول أمور عدة بينها تاريخ معرفته كرئيس حكومة بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ وسبب عدم إيعاز الحكومة باتخاذ تدابير لإبعاد الخطر بعد تسلمها تقارير بهذا الصدد من الأجهزة الأمنية». ودياب هو أول مسؤول سياسي رفيع يستمع إليه المحقق العدلي في القضية.
وبحسب المصدر ذاته، استفسر صوان من دياب عن معلومات نقلتها وسائل إعلام محلية ومفادها بأنه كان يعتزم زيارة المرفأ للتحقق من موجودات عنبر كان يحتوي كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم تسبب حريق بانفجارها، لكنه ألغى الزيارة بعد تبلغه من مصدر لم يحدد بأن المواد الموجودة «غير خطرة»، وفق ما جاء في التقارير الإعلامية.
وعزا دياب الانفجار إثر وقوعه الى 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في العنبر رقم 12 في المرفأ منذ ست سنوات، من دون إجراءات وقاية كافية.
وأعلن جهاز أمن الدولة بعد الانفجار أنه «أعلم السلطات بخطورة» هذه المواد «بموجب تقرير مفصل» حذر فيه من حصول سرقات من العنبر نتيجة فجوة كبيرة في «الحائط الجنوبي».
وتزامن الاستماع لصوان مع إعلان قيادة الجيش أن فوج الهندسة التابع لها كشف على أربعة مستوعبات موجودة لدى الجمارك «خارج المرفأ قرب المدخل رقم 9» شبيه بتلك التي كانت موجودة في العنبر 12 وتسببت بالكارثة، وتبين أن المستوعبات الجديدة تحتوي على حوالي 4 أطنان و350 كلغ من نيترات الأمونيوم. ولم يتضح ما إذا كانت هذه جزءا من الكمية الأساسية. وأفاد مصدر امني بأن الجمارك في المرفأ لا علم لها بهذه الحاوية ومحتوياتها، وقد أبلغ ضباط الجيش الجهات المعنية بما وجدوه واتخذوا التدابير اللازمة لنقل هذه الكمية من مكانها ومعالجتها.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أمر الرئيس ميشال عون بإجراء إصلاحات على البنية التحتية القديمة للتزود بالوقود في مطار بيروت ودعا إلى إجراء تحقيق في تقرير عن تسرب آلاف الليترات من الوقود من المنظومة. وقال رئيس مطار بيروت فادي الحسن في مؤتمر صحافي ان 84 ألف ليتر من الوقود تسربت في مارس 2019 وإن الإصلاحات اكتملت في شهرين، وأضاف أن محققين دوليين وصفوا الإصلاحات بأنها «مرضية».
وزادت أنباء التسريب المخاوف بشأن السلامة العامة، وقال الحسن في المؤتمر الصحافي «لا انفجار بانتظارنا».