روسيا فرضت حظرا على تصدير الاسلحة الى ليبيا، فرنسا اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض، الاتحاد الاوروبي فرض مزيدا من العقوبات على النظام، كل ذلك لم يردع قوات العقيد معمر القذافي التي اتخذت هجماتها على معارضي النظام منحا مغايرا امس اذ بدأت تنفيذ قصف من سفنها في البحر فيما استمرت في استهداف مخازن النفط والوقود وسط معلومات عن سقوط رأس لانوف بيد كتائب العقيد.
وفي هذا الاطار، قال مصدر من المعارضة المسلحة في شرق ليبيا أمس إن القوات الموالية للزعيم أطلقت صواريخ من ناقلات نفط على مواقع للمعارضة في ميناء راس لانوف النفطي.
وقال سالم مغربي في اتصال تلفوني مع «رويترز» «أراها بعيني. ناقلات النفط تقصف البلدة».
وأضاف «الطائرات تقصف أيضا ويجري إطلاق صواريخ من البر». وقال إنه يتحدث من منطقة سكنية من الميناء قرب مبنى تابع لشركة بترول، وتابع «رأيت عددا من القتلى في الشارع».
وقال شاهد من «رويترز» إن قذائف أو صواريخ سقطت على بعد بضعة كيلومترات من مصفاة راس لانوف وبالقرب من مبنى تابع للشركة الليبية الإماراتية لتكرير النفط.
وأوقف هجوم مضاد للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تقدم المعارضين على الساحل الشرقي الليبي اذ اضطروا للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لإطلاق نيران كثيف.
ولم يتمكن المعارضون الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من الشرق والذين باتوا اكثر تنظيما من الاستيلاء على الطريق الساحلي غربي سرت مسقط رأس القذافي اذ منعت الدبابات والمقاتلات تقدمهم.
في هذا الوقت، نقلت «رويترز» عن نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي اعتباره انه لا مجال للتفاوض مع الثوار الآن، مشيرا الى انه «لم تعد هناك فرصة حوار مع المعارضين».
وأشار سيف الإسلام القذافي الى ان الوقت حان لعمل عسكري شامل ضد الثوار، مؤكدا انه «لن نستسلم أبدا»، وتوعد الثوار في شرق البلاد قائلا «اننا قادمون»، ملمحا الى ان القوات الموالية للنظام في طريقها الى بنغازي معقل الثوار.
من جهة أخرى، بث التلفزيون الحكومي الليبي ما قال انها محادثة بين السفير الأميركي الذي كان يتحدث الانجليزية من خلال مترجم وعمر الحريري الممثل العسكري للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي وصفه التلفزيون بأنه «عميل» و«خادم».
هذه التطورات وما سبقها، دفعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى الاعلان عن اعتبار أن ليبيا انزلقت إلى حرب أهلية مع تزايد أعداد الجرحى المدنيين الذين يصلون إلى المستشفيات في المدن الشرقية.
وناشد جيكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة السلطات الليبية السماح للجنة بدخول المناطق الغربية ومنها العاصمة طرابلس لتقييم الاحتياجات وذكر الجانبان أن القانون الدولي يجرم استهداف المدنيين والمنشآت الطبية وسيارات الاسعاف.
وقال كيلينبرجر في مؤتمر صحافي «هناك الآن صراع مسلح غير دولي أو ما يمكن وصفه بانه حرب أهلية». وأضاف «نرى أعدادا متزايدة من الجرحى تصل إلى المستشفيات في الشرق ونحن قلقون للغاية».
انتقال سلمي
سياسيا، نقلت صحيفة بوبليكو البرتغالية امس عن مصدر ديبلوماسي قوله بعد ان اجتمع وزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو مع مبعوث للزعيم الليبي معمر القذافي في لشبونة ان القذافي سيقبل بإجراء محادثات عن انتقال السلطة.
وقال المصدر الديبلوماسي للصحافية ان هذه الرسالة يجب ان تؤخذ بحذر لانها جاءت ردا على اقتراحات أمادو بوقف القتال ضد المناهضين للقذافي وانتقال السلطة في ليبيا سلميا.
وأضافت «من السابق لاوانه رغم ذلك تقييم المقصد الحقيقي لهذه الرسالة وإلى أي مدى يمكن عدم الربط بينها وبين الظروف السابقة لإعلانها... فالرسالة لم تقدم في بداية الاجتماع».
دوليا، أعلنت الرئاسة المجرية الدورية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد انتهى أمس من إقرار آليات قرار فرض عقوبات جديدة على نظام العقيد ومن المقرر أن يبدأ سريان هذه العقوبات الجديدة هذا الأسبوع.
من ناحيته، قال الكرملين في بيان أصدره أمس إن روسيا ستحظر كل مبيعات السلاح لليبيا مما سيعلق فعليا العمل بعقود الأسلحة المبرمة مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي. بهذا القرار تستجيب موسكو لحظر على السلاح وإجراءات عقابية اخرى فرضت بموجب قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة في 26 فبراير ضد ليبيا لكن روسيا التي تحتفظ بحق النقض (الفيتو) داخل مجلس الامن التابع للامم المتحدة حذرت من أنها تعارض التدخل العسكري في ليبيا حتى مع مناقشة الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي لخيارات تدعم المعارضة المسلحة الليبية ومنها فرض منطقة حذر جوي.
ضربات جوية محددة الأهداف
في غضون ذلك، يعتزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يقترح على شركائه في الاتحاد الاوروبي شن «ضربات جوية محددة الاهداف» في ليبيا والتشويش على انظمة البث لقيادة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، مثلما افاد مصدر قريب من الملف أمس.
ولم يؤكد قصر الاليزيه الامر ردا على اسئلة فرانس برس.
وقال «لم نصل الى هذه المرحلة بعد. سوف نطلب الموافقات القانونية لمنع القذافي من استخدام القوة».
واوضح المصدر القريب من الملف لـ«فرانس برس» ان المطلوب «ضرب عدد محدود جدا من المواقع التي تنطلق منها العمليات الاكثر دموية» التي يشنها طيران القذافي على السكان المدنيين الليبيين.
وردا على الموقف الفرنسي أعلن النظام الليبي امس عن وجود «سر خطير» سيؤدي الى سقوط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعيد اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي شكله الثوار باعتباره «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي».
واكدت وكالة الانباء الليبية الرسمية انها «علمت ان هناك سرا خطيرا سيؤدي حتما الى سقوط ساركوزي او حتى محاكمته يتعلق بتمويل حملته الانتخابية السابقة» سنة 2007.